إنسى ياعمرو : 100 رسالة تجعلك لا تنتخب عمرو موسى رئيسا للجمهورية

Sunday, November 1, 2015

ما فائدة حاملتي الطائرات "المسترال" التي اشترتهم مصر؟




سؤال معقد أحاول أن أجيب عليه باقصى قدر ممكن من الإختصار في السطور التالية.
الرد القصير هو: على المدى القصير أي في الـ 3 إلى الـ 5 سنوات القادمة سيضر وجود هاتين الحاملتين مصر عسكريا واقتصاديا وسياسيا. وبفرض أن النظام فعل الصواب (وهو أبعد من يكون عن ذلك) في هذه الفترة بعد انقضاء هذه السنوات الـ 3-5 قد نستفيد من هاتين القطعتين.
الرد المطول يبدأ بأن نفهم أولا ما هي الميسترال؟
- الميسترال هي منتج عسكري من شركة DCNS أو Direction de Construction Navales (إدارة الإنشاءات البحرية - التابعة للحكومة الفرنسية ) كما كانت تعرف سابقا وهذا المنتج هو عبارة عن سفينة حربية تصنف حسب فرنسا (دولة المنشأ) على أنها Batiment de Projection et Commande أو BPC إختصارا وترجمتها للعربية هي "سفينة إسقاط وقيادة" وحسب التعريفات العسكرية العامة تعتبر Amphibious Assault Ship أي بالعربية "سفينة هجوم برمائي" ... إذا المفاجأة الأولى هي أن "ميسترال" ليست "حاملة طائرات" (Aircraft Carrier) بل هي "سفينة إنزال" أي سفينة لحمل القوات البرية وإنزالها/إبرارها على أرض العدو وذلك إما عن طريق نقل هذه القوات من السفينة للسواحل بزوارق لها قدرة الرسو على البر (مثل الموجودة في الرسم التوضيحي أدناه في آخر مستوى بالرسم) أو من خلال مروحيات تنقل هذه القوات جوا للساحل وبناءا على هذا فالدور الأساسي للميسترال هو نقل القوات البرية (الجنود والمدرعات والدبابات) وإنزالها على شواطء الأعداء ودورها الثانوي هو العمل كمركز قيادة (Commande بالفرنسية) لهذه القوات ودورها الثالث هو العمل كمستشفى ميداني لهذه القوات وهي لا تستطيع بأي حال من الأحوال حمل "مقاتلات" (وهو المقصود عادة بمصطلح "طائرات" عند الحديث عن "حاملات الطائرات") وحمل المروحيات هو من خصائصها الثانوية ومهمتها الأساسية هي حمل القوات البرية.
- السفن من هذا النوع تستخدمها عادة الدول العظمى (تحديدا الولاايات المتحدة وروسيا والصين والهند وبريطانيا وفرنسا) القادرة على التدخل العسكري في أراضي أعدائها على المستوى الدولي بعيدا عن أراضيها.
- لماذا سيضر وجود هاتان السفينتان مصر عسكريا؟ لأن حيال خياران إما إهدار قدراتهما أو زيادة المخاطر المعرضة لها مصر ... بمعنى: هذه السفن تستخدم في التدخل العسكري خارج الحدود الإقليمية أي في دولة أخرى بعيدة (نحن لا نحتاج لنقل قواتنا بها لنتدخل قي ليبيا أو السودان أوفلسطين/إسرائيل) وهذا يستدعي أن يرافق هذه السفينة مجموعة معركة (Battle Group) للدفاع عنها لأنها ببساطة غير قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هجمات متوسطة أو كبيرة من المقاتلات أو المدمرات/الفرقاطات أوالغواصات ونحن باختصار لا نملك مجموعتين من السفن مكونة على الأقل من مدمرتين/فرقاطتين وسفينتي مكافحة غواصات/غواصتين وكاسحة ألغام وسفينة إمداد ... نعم هذه الأنواع من السفن متوافرة لدينا ولكنها بالكاد توفر الحماية الإقليمية لسواحلنا وقناة السويس وجزء منها تم ارساله لليمن والخليج العربي (وهو ما أضعف بالفعل سواحلنا وكمثال هجمات داعش على بحريتنا في سيناء والإسكندرية وزيادة التهريب عن طريق البحر)وبالتالي إما أننا لن نرسل هذه السفينة لعدم قدرتنا على حمايتها ونبقيها في مياهنا الإقليمية وهو ما يخلف دورها وبالتالي نكون أهدرناها أو أن نرسلها بلا حماية وبالتالي نكون زدنا المخاطر (Risk Exposure) التي نعرض قواتنا البحرية/المسلحة لها.

- بفرض أننا استطعنا توفير التمويل اللازم لشراء مجموعتا قتال (Two Battle Groups) وقامت الشركات التي تعاقدنا معها بتصنيع 4 فرقاطات و4 مكافحات غواصات وكاسحتي ألغام وسفينتي إمداد ودربنا أطقم كل هذه السفن فذلك على أقل تقدير سيأخذ 3 أعوام (إن لم يكن 5) كان من المفروض أن نبدأ بهم وليس بشراء الميسترال التي سيكون لوجودها أثر سلبي على قواتنا المسلحة إما باهدرها داخل مياهنا الإقليمية أو بتعريضها للخطر خارجها للثلاثة أعوام القادمة على الأقل ... أو بسحب سفن لحمايتها من البحرية المصرية وبالتالي تعريض مصر كلها للخطر!

- ثمن حاملتي الميسترال فعليا هو ليس الـ 960 مليون يورو (قرابة الـ 1.25 مليار دولار) الذي دفعناهم ... هذا ثم السفينتان فقط وليس ثمن تسليحهما ونحن مقيدون بتسليح محدد لهذه السفن؛ لماذا؟ لأن هاتان السفينتان بنيتا بالأصل لروسيا وليس لمصر وتم ادخال تعديلات عليها لتناسب المعدات الروسية بالذات فمثلا تمتخفيض المستوى الداخلي الأول من السفينة حتى يكون السقف أعلى ويتسع للمروجيات الـ Ka-52K التي كانت روسيا ستضعها على هذه الحاملات (بدلا من المروحية Tiger الأوروبية) حيث أن ارتفاع المروحية الروسية أعلى من نظيرتها الأوروبية وبالتالي تعاقدت مصر مؤخرا على صفقة مروحيات Ka-52 تجاوزت الـ 2 مليار دولار مع روسيا لتوفير المروحيات الهجومية اللازمة للسفينتان (الصفقة تشمل 20 مروحية يرجح أنه من 20-32 منهم سيكون من الطراز Ka-52K المخصص للميسترال و50 من طراز Ka-52 العادي) كذلك تحتاج الحاملة لمروحيات نقل تستخدم في ابرار الجنود والمعدات ومن ه نا اتجهت مصر للتفاوض على صفقة أخرى لمروحيات NH-90 تصل لمليار دولار لتوفير عدد يتراوح بين 16 و 20 مروحية (منهم 5-6 مروحيات سيعملون على سطع الفرقاطة الـ FREMM و4 فرقاطات الـ Gowind واحتمال تخصيص واحدة لفرقاطة FREMM أخرى جاري التفاوض عليها). ناهيك عن أن سفن الإبرار الظاهرة في الرسم التوضيحي في آخر مستوى من الميسترال أيضا يجب شرائها هذا غير مصاريف التدريب والصيانة والتشغيل والأسوء مليارات أخرى فوقها لتوفير سفن مجموعة القتال التي سترافق كل من سفينتي الميسترال ... نحن نتحدث عن تكلفة اجمالية تقارب الـ 3 مليار دولار لكل سفينة مسترال أي 6 مليارات دولا فوق الـ 8 مليارات التي دفعناها لشراء 24 مقاتلة رافال وفرقاطة FREMM غير مليار دولار لشراء غواصات دولفن (Type 209 Dolphin) من ألمانيا ومليار دولا لشراء أنظمة دفاع جوي S-300 من روسيا غير ما نتفاوض عليه من طائرات A-400M من أسبانيا وMig-35 من روسيا ... نحن تعاقدنا بالفعل على سلاح بـ 16 مليار دولار أي ما يعادل 128 مليار جنيه مصري بينما لم تقوى الدولة على دفع 75 مليون جنيه لإنقاذ الإسكندرية من الغرق ... وقع هذا الإنفاق الذي أقل ما يقال عنه هو أنه "معتوه" و"سفيه" على اقتصاد مصر هو سبب الأزمة الحالية للجنيه المصري وانهياره أمام الدولار وبالتالي لشراء هذه الحاملات وغيرها من السلاح أثر مدمر على اقتصاد مصر.

- من الناحية السياسية الدور السعودي في تمويل هذه الصفقة سيلزمنا ويغرقنا أكثر فأكثر في الأجندة السعودية وصراعها المفتعل مع إيران والحركات الشيعية في منطقة الخليج والشرق الأوسط والتي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل بل أزعم أن لا إيران ولا أي جماعة شيعية داست لمصر على طرف بينما خطر الجماعات السنية المتطرفة ينخر في عظام مصر في سيناء ويقف على أعتاب ليبيا مهددا حدودنا الغربية ناهيك عن نظام البشير في الجنوب وهو أيضا سني الذي يلوح لنا كل حين وآخر بسودانية شلاتين وحلايب والفاقد تماما للسيطرة على ما يتبعه فعليا من راضي حتى صارت حدودنا معه مرتعا لتهريب السلاح والمخدرات فهل نترك كل ما يتهدد مصر من مخاطر لنحارب من يراهم آل سعود!؟ لو أن من يمولك هم آل سعود فأنت أساس غير مخير! ... ومن المهم هنا أن أؤكد على أن لا الشيعة أحبابنا ولا السنة أعدائنا وإنما النظرة الفاحصة لوضعنا تؤكد أن ما يمليه علينا آل سعود والمستتر بشعارات طائفية كاذبة ليس في صالحنا وير صحيح وأننا علينا أن نأخذ بعين الإعتبار ما هو فعلا الخطر الحاضر والواضح (Clear & Present Danger) علينا وليس على عروش غيرنا ... تقديم اعتبارات ممولنا آل سعود على اعتبارات مصر من مخاطر حالية وواضحة لن يزيد الوضع السياسي في مصر سوى سوءا وتدهورا وبالتالي الإنجراف في أجندة آل سعود بشراء الميسترال التي يمولونها لنجدها في لحظة ما مرسلة لمضيق هرمز (مصر بالفعل إضطرت لإرسال سفن عسكرية لمضيق هرمز في مطلع هذا العام) واليمن له أثر سلبي أيضا على الوضع السياسي في مصر.


ختاما أعود وأذكر بما قيل مرارا وتكرار من أول يوم ترشح فيه السيسي رئيسا لمصر ... هو أنه قائد بلا رؤيا ولا مشروع ولا إستراتيجية شاملة لمصر وبما أن القوات المسلحة جزء من مصر فهذا ينعكس عليها فالرئيس ليس له أيضا رؤيا ولا مشروع ولا استراتيجية للقوات المسلحة وهو وقراراته الشرائية لا ترتكز على أي دراسة لحاجات القوات المسلحة ولا أي فهم لأوضاعنا فكان الأوقع أن نتعاقد على صفقة الـ 50 مروحيه Ka-52 مثلا قبل المقاتلات الـ Rafale والفرقاطة الـ Freem وحتى سفينتي الـ Mistral لأن هذه المروحيات ستفيدنا جد في الحرب ضد داعش في سيناء بدلا من التوسل في الإعلام الأمريكي لتسليمنا 8 مروحيات أباشي ندعي أنهم سبب تعثرنا في الحرب ضد الإرهاب في سيناء! كل قرارات السيسي التي تخص القوات المسلحة تنحصر في إغداق الأموال والمشترايات والمزايا عليها لكسب ثقتها فهو يعرف جيدا أن رضاء القوات المسلحة هو ضمان بقاءه على كرسي الحكم وعدم اللحاق بمبارك ... فبالتالي يقتنص الفرص لزيادة مرتباتهم ومعاشاتهم وتوسيع صلاحيات القوات المسلحة واسناد المشروعات لها وضم أملاك الدولة أو حق النتفاع منها للقوات المسلحة وشراء المعدات وبالتالي ارسال الجنود والضباط للخارج للتدريب والدورات وهو ما يعني حوافز وبدلات والخير يعم وبطون الضباط والجنود تمتلأ فيرضون عن ولي نعمتهم ويهبون للدفاع عنه ونجدته ان مسه أحد ... حتى لو كان المجلس العسكري نفسه أو الشعب! ... ليس لدينا اليوم سوى معركة واحدة حقيقية نخوضها وهي حربنا على داعش في سيناء ... ما الذي تقدمه الـ Rafale والـ Mistral والـ FREMM والـ S-300 وكل ما انفقنا عليه مليارات من أموال الشعب اقتطعناها من أموال الصحة والتعليم والبنية التحتية والمرافق ودعم الفقراء!؟ لا شيء ... سوى الحفاظ على الحاكم على عرشه ... لا يوجد شيء تستطيع 24 مقاتلة Rafale تقديمه في معاركنا الحالية لا تستطيع 240 مقاتلة F-16 نملكها فعلا تقديمه ... لا يوجد شيء تستطيع الفرقاطة الـ FREMM تقديمه في معاركنا الحالية لا تستطيع الفرقاطات الـ Oliver Perry الثلاث وفرقاطتين Knox نملكها بالفعل تقديمه ... ولكننا بأكثر من 128 مليار جنيه كنا نستطيع حل كل مشاكل الصحة والتعليم في مصر ... كنا نستطيع أن نطلق نهضة اقتصادية باقراض الشباب لينفذوا مشروعات ريادية ومشروعات صغيرة في بلد 60% من شعبها من الشباب (تخيل لو60% من الشعب بقى عندهم مشروعات!!) ... لكن لزقة الحاكم في الكرسي أهم من شعب مصر وإنتصارنا في سيناء ونزيف دم الجنود الي بتموت هناك ومن أي شيء في الكون ...

No comments:

Post a Comment