Monday, February 20, 2012

: وائل عبد الفتاح يكتب


الحقيقة أن المعركة الآن تتم بطريقة قديمة جدا، وتستخدم فيها عقلية منتهية الصلاحية وتتصور أن مفتاح إدارة المعارك ما زال فى يد جوقة النظام وحدها.وهى جوقة محدودة الأفق وإن كان تأثيرها ما زال كبيرا لأنها تلعب على الجوانب العاطفية من الدين والوطنية، وعلى جمهور قديم يرى فى الدولة «ماما وبابا وأنور وجدى».
الدولة ليست بابا، ولا هى منزهة عن الخطايا، الدولة بالإستبداد تحولت إلى بيت الخطايا والجرائم، وهذا ما أوصل مفهوم الدولة الأبوية إلى خسارة شعبيتها وتمزق جمهورها بين عاداته فى تصديق الدولة وواقع رأى فيه الدولة تسرقه وتقتله وتغسل يديها بمنظفات "سمعة الدولة". الدولة لم تعد كما كانت فى عصور الاستبداد مصدر القيم، لكنها أجهزة خدمة المواطن وإدارة مصالح الوطن.لم تعد الدولة ذلك الكيان العلوى الذى يحكمه كهنة يسكنون الأبراج العالية وصدرت عنهم قرارات ترسم شكل الحياة أو تحدد معايير المواطن الصالح… وتطرد من جنتها من تراهم خارج قبضتها.انتهى الزمن الذى تصبح فيه الدولة اشتراكية، لأن رئيسها يميل إلى الشرق أو رأسمالية لأن رئيسها ضرب الحلم الأمريكى رأسه، يمكن أن تكون الحكومة اشتراكية أو ليبرالية أو حتى إسلامية، لكن الدولة ثابتة تحافظ على الحقوق وتنفذ سيادة القانون بعيدا عن الهوى السياسى.الفرد هو محور الدولة وسعادته هى هدفها.
هذه الدولة هى ما تسعى إليها الثورة، ويحاربها النظام القديم بمومياواته، وحلفاء للحظة الراهنة من مشايخ وإعلاميين وتيارات سياسية.                 وائل عبد الفتاح                                                                          

No comments: