!!! ثم هم يتحدثون الآن عن إنجازاتهم فى الماضى

بعض مرشحى الرئاسة يتحدث عن إنجازاته فى العهد السابق وكيف خدم البلاد فى ظل حكم فاسد مستبد تعجبت كيف يجرؤ هؤلاء على طرح أنفسهم لرئاسة البلاد؟ ولماذا يصرون على ذلك؟ يمكن أن نقول عمل بعضهم «عند مبارك» نفسه وأسرته.. فالحقيقة أن بعض المسؤولين فى السابق لم يكن يتمتع بكفاءات خاصة تؤهله لمنصبه إنما كانت هناك معايير أخرى يتم اختياره وفقا لها، ومن ثَم يتم أيضا الإبقاء عليه. وهى معايير إنعدام الضمير والغباء فى المقام الأول، وكان لا بد للمسؤول أن يكون منسجما ومتجانسا مع منظومة الفساد السائد، وأن يحظى برضا القيادات العليا سواء كان الرئيس أو زوجته أو ابنه، ولهذا وجدنا مسؤولين ظلوا على مقاعدهم سنين طويلة لا يمسهم التغيير ما داموا يحظون بالرضا السامى،

الغريب أن نرى بعض هؤلاء المسؤولين يعتقدون أنهم سيكونون أبطالا فى الفترة القادمة ونسوا أنهم كانوا إمعات فى الماضى فيترشح بعضهم للرئاسة وكأنه نسى أو كأننا نسينا أنه شارك فى إفساد الحياة السياسية فى البلاد، وكأننا نسينا أنه نافق النظام ودان له بالولاء والطاعة.. هؤلاء لم يقولوا يوما كلمة حق فى وجه سلطان جائر لأن ذلك كله سيكلفهم مناصبهم ورواتبهم وكل الامتيازات التى تمتعوا بها. فضل هؤلاء أن يعيشوا تحت عباءة مبارك مستفيدين من فساده، مشاركين فيه، متورطين معه.. ثم هم يتحدثون الآن عن إنجازاتهم فى الماضى. ا.. فليملؤوا الدنيا تصريحات ووعودا وبرامج وليعقدوا الصفقات مع من شاؤوا وليستأذنوا إن شاؤوا.. ولكن الناخب المصرى سيطبق عليهم قانونه فى العزل السياسى.. القانون الذى وضعه الناخب وفرضه وطبقه.. وجاءت نتائج البرلمان معبرة عن ذلك فقد أقصى الشعب فلول النظام السابق والحزب الوطنى ورموزه وسيمارس أيضا الشعب هذا العزل ضد كل من جعل من نفسه أداة فى يد حاكم ظالم وإن كنا لم نقدر أن نحاكم هؤلاء على الأقل فى الوقت الحالى فسنعزلهم ونقصيهم من الساحة السياسية.