Sunday, March 18, 2012

الذين يتبعون شيوخهم كالأنعام .. إفهموا يرحمكم الله

ليس هناك عصمة لبشر غيرالرسل فقط فإذا حدثك شيخك بحديث ليس مُستندا فيه على آية قرأنية أوحديث نبوى فلا تأخذ به فنحن مأمورين بأن نتبع ما جاء به كتاب الله وما قاله رسوله فلا تكونوا مثل من قال الله فيهم : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (الشورى 21 ) ليس لأحد من خلق الله أن يشرع غير ما شرعه الله وأذن به كائنا من كان ; فالله وحده هو الذي يشرع لعباده . بما أنه - سبحانه - هو مبدع هذا الكون كله , ومدبره بالنواميس الكلية الكبرى التي اختارها له . والحياة البشرية إن هي إلا ترس صغير في عجلة هذا الكون الكبير , فينبغي أن يحكمها تشريع يتمشى مع تلك النواميس ; ولا يتحقق هذا إلا حين يشرع لها المحيط بتلك النواميس . وكل من عدا الله قاصر عن تلك الإحاطة بلا جدال . فلا يؤتمن على التشريع لحياة البشر مع ذلك القصور .ومع وضوح هذه الحقيقة إلى حد البداهة ; فإن الكثيرين يجادلون فيها , أو لا يقتنعون بها , وهم يجرؤون على استمداد التشريع من غير ما شرع الله , زاعمين أنهم يختارون الخير لشعوبهم , ويوائمون بين ظروفهم والتشريع الذي ينشئونه من عند أنفسهم . كأنما هم أعلم من الله وأحكم من الله ! أو كأنما لهم شركاء من دون الله يشرعون لهم ما لم يأذن به الله ! وليس أخيب من ذلك ولا أجرأ على الله  !لقد شرع الله للبشرية ما يعلم سبحانه , أنه يتناسق مع طبيعتها وفطرتها . وطبيعة الكون الذي تعيش فيه وفطرته . ومن ثم يحقق لهذه البشرية اقصى درجات التعاون فيما بينها , والتعاون كذلك مع القوى الكونية الكبرى . شرع في هذا كله أصولاً , وترك للبشر فقط استنباط التشريعات الجزئية المتجددة مع حاجات الحياة المتجددة , في حدود المنهج الكلي والتشريعات العامة . فإذا ما اختلف البشر في شيء من هذا ردوه إلى الله ; ورجعوا به إلى تلك الأصول الكلية التي شرعها للناس  لتبقى ميزاناً يزن به البشر كل تشريع جزئي وكل تطبيق بذلك يتوحد مصدر التشريع , ويكون الحكم لله وحده . وهو خير الحاكمين
 أو لا تكونوا مثل مّن قال الله فيهم : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ{ (البقرة 170)
وسواء كان هؤلاء الذين تعنيهم الآية هم المشركون الذين تكرر منهم هذا القول كلما دعوا إلى الإسلام وهجر ما ألفوه في الجاهلية مما لا يقره الإسلام . أو كانوا هم اليهود الذين كانوا يصرون على ما عندهم من مأثور آبائهم ويرفضون الإستجابة للدين الجديد جملة وتفصيلا . . سواء كانوا هؤلاء أم هؤلاء فالآية تندد بتلقي شيء في أمر العقيدة من غير الله ; وتندد بالتقليد في هذا الشأن والنقل بلا تعقل ولا ,إدراك و يصرون على اتباع ما وجدوا عليه آباءهم حتى لو كان آسلافهم لايعقلون شيئا ولا يهتدون !!! فأي جمود هذا وأي تقليد وغباء !!!! وفي هذا دلالة على  ذم التقليد، وهو قبول الشيء  بلا دليل ولا حجة . وحكى  ابن عطية  أن الإجماع منعقد على  إبطاله في العقائد.وفي الآية  دليل على  أن ما كان عليه آباؤهم هو مخالف لما أنزل الله،
{أَوْ لَّوْ كَانَ آباؤهم لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ }: الهمزة  للإستفهام المصحوب بالتوبيخ والإنكار والتعجب من حالهم ....

No comments: