تتعزز معرفتنا بسيرة عمروموسى بشهادة خامس
سفراء تل أبيب في القاهرة؛ ديفيد بن سلطان، ووردت في كتابه المترجم من العبرية إلى
العربية. تحت عنوان 'بين القاهرة والقدس' ونشر في القاهرة، وفيه حَصْر لـ'زعماء التطبيع'،
ووضع على رأسهم عمرو موسى ونجيب محفوظ وعادل إمام. والمؤلف صهيوني من أصل مصري، ولد
بالإسكندرية عام 1938 ويتحدث اللهجة المصرية بطلاقة، ويؤمن بالتطبيع لأقصى حد. وعُين
بمصر في 22أغسطس عام 1992، وكانت لديه قدرة على استقطاب أعداد متزايدة من المثقفين
المصريين.
في الكتاب تقدير لقدرات عمرو موسى، كأحد
كبار مهندسي التطبيع، واقرار بدور أسامة الباز، ومساهمته الكبيرة في تشجيع رجال الاعمال
المصريين على فتح الابواب للاستثمار الصهيوني، واقناع المثقفين والفنانين بجدوى الارتباط
بالدولة الصهيونية، وجاء في الكتاب ان الباز استعان بعادل امام لتوسيع آفاق التطبيع
وترويجه!. وعن ما قدمه رجال الاعمال والاعلام لصالح التطبيع توالت اسماء طارق حجي واحمد
خيري وصلاح نبهان ومحمد شفيق جبر وكامل دياب وحسين صبور، وكان التطبيع طريقهم إلى المناصب
القيادية في الحكومة والحزب الوطني المنحل.
كشف الكتاب ما يمكن تسميته 'جماعات الظل'
النافذة وخلايا التطبيع النائمة. ومن المتوقع أن تكون عونا لعمرو موسى إذا ما وصل إلى
قصر الرئاسة، وتضم ابراهيم نافع ومقالاته الداعمة للتطبيع، وكانت بعنوان 'مصر بعد السلام'،
ويضيف إليها كتابات ابراهيم سعدة وكانت بعنوان 'مرحبا بالتحدي'، ويصف المؤلف الروائي
الراحل نجيب محفوظ بانه كبير المطبعين، وأثنى على من رحلوا من الكتاب، كلطفي الخولي
وانيس منصور وعبد العظيم رمضان، ومن الأحياء علي السمان وعلي سالم، وتطرق إلى ما قام
به فاروق حسني لتنفيذ بنود التطبيع الثقافي، وموافقته على ربط المتاحف والآثار في البلدين؛
وصولا الى المعارض والانشطة الفنية، وعرج السفير الصهيوني الأسبق على التعاون بينه
وبين رئيس جامعة القاهرة مفيد شهاب عام 1994 في المجال الاكاديمي، ولم يكن سهلا على
حد ما ورد في الكتاب.
هذا هو عمرو موسى؛ المتطلع لحكم مصر؛
وسيجد 'جماعات الظل' وخلايا التطبيع النائمة جاهزة لخدمته والعمل في بلاطه، وتعاونها
شبكات الفلول ولصوص المال والأراضي والبلطجية والخارجين على القانون، وآخرون محسوبون
من عالم الفكر والثقافة والإعلام والقانون؛ بهم يتم ترميم 'الجمهورية الثانية' ومعالجة
تصدعاتها الاقتصادية والمالية والسياسية والأمنية، فتعود إلى ارتداء ثوب الصهينة المدنس
مرة أخرى.
No comments:
Post a Comment