Thursday, June 7, 2012

البابا شنودة-حكم مبارك-شفيق



أن نسبة 40%، مما حصل عليه شفيق فى المرحلة الأولى للانتخابات كان من الصوت القبطى، بما يعادل حوالى اثنين مليون صوت، ولذلك يبذل شفيق جهدًا هائلا من أجل مداعبة مشاعر القيادات الكنسية بالحديث عن تدريس الإنجيل ومنحهم مناصب رسمية رفيعة فى قيادة الدولة، ونحو ذلك من صفقات انتخابية لا يملك تحقيقها على أرض الواقع ...وخلال سنوات حكم مبارك تجذرت علاقة كهنة الكنيسة الأرثوذكسية بمشروع التوريث، وكان البابا شنودة قد حسم اختياره فى السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك على دعم مشروع التوريث فى إطار صفقة بين الكنيسة وبين مبارك، وتسببت تلك الصفقة فى إحراجات شديدة للداخل المسيحى، لكن البابا كان يدافع عن صفقته ورهانه بعناد شديد وعلني، وفى حواراته الصحفية كان يردد دائمًا أن "جمال مبارك" هو الشخص الوحيد فى مصر الذى تثق فيه الكنيسة وتطمئن إلى أنه سيكون القائد المناسب لمصر فى المرحلة المقبلة، وكان يتحدى علنًا ويقول: هاتوا لى رجل فى مصر غير جمال يصلح لمنصب الرئاسة؟! وظل البابا شنودة والكهنة الكبار يدافعون عن نظام مبارك خلال الثورة حتى الأيام الأخيرة لسقوطه ويحذرون الأقباط من المشاركة ويبتهلون من أجل بقاء نظامه، وعندما جاء شفيق بمشروع واضح يتمثل فى إحياء النظام القديم وإعادة هياكله وحساباته، كان طبيعيًا أن يصطف معه كل من الكنيسة وفلول الحزب الوطني، وهناك نشطاء أقباط ـ باحثون وصحفيون وسياسيون وحقوقيون ـ ارتبطوا بعلاقات خاصة ووثيقة مع القيادات الطائفية فى الكنيسة وتكشف مواقف الحسم والجدل السياسى الصاخب بوضوح عن مكنونات صدورهم واختياراتهم رغم حرصهم على الظهور فى صيغة مدنية غير طائفية...وبالمقابل أفرزت الثورة المصرية جيلاً جديدًا من الشباب المسيحى أكثر حماسة للحراك الثورى الجديد، وأكثر رغبة فى المشاركة من خلال الحركة الوطنية غير المستقطبة طائفيًا، غير أن هذه المجموعات صغيرة ولا تمثل ثقلا شعبيا وبالأحرى لا تمثل ثقلا انتخابيا ككتلة تصويتية، ولكنها تمثل ضمير جيل قبطى جديد متمرد على الهيمنة السياسية للكهنة سيفرض نفسه بقوة على الساحة السياسية مستقبلا، إذا اكتمل انتصار الثورة وسيكون شريكًا حقيقيًا وإيجابيًا فى بناء الدولة الجديدة على معايير مدنية وإنسانية ووطنية جامعة.

No comments: