Sunday, October 28, 2012

إللى نحسبه مرسى يطلع صهيون


مصطفى الدسوقى
 25/10/2012
أمضيت حياتى ناقماً على أمريكا وإسرائيل فى كل مايحدث للأمة العربية والإسلامية من أهوال وكوارث وأثبتت لى السنين العشرين الماضية وهى الفترة التى عشت فيها فى أمريكا صدق هذة النقمة وخاصةً بعد أن لفظنى النظام السابق كما لفظ الملايين من أبناء مصر وشتتهم فى كل أنحاء العالم بحثاً عن بلد يحترم آدميتهم ويُصان فيها كرامتهم وحقهم الذى وهبهم خالقهم فى العيش الكريم.
ومع مرور السنين بدأ كرهى لأمريكا وعاهرتها بل وعاهرة العالم " المتحضر " إسرائيل تزداد إلى أن ملئت كل جنبات حياتى ولكن الفرق الوحيد بين كرهى لأمريكا وعاهرتها إسرائيل أننى كرهت أمريكا الحكومة فقط ولكن كرهى لإسرائيل كان دوماً ومازال لهذا الكيان السرطانى حكومةً وشعباً بعد أن أيقنت أن إسرائيل هى من تملى إرادتها على العالم كله وخاصةً أمريكا وليس العكس فأصبحت الحكومات الأمريكية المتعاقبة هى عاهرات إسرائيل منذ ظهور المحافظين الجدد غلى الساحة السياسية الأمريكية بداية من جورج بوش الأب ثم إبنه الغبى المغرور وإحتمال عودتهم بقوة إذا ما فاز الجمهوريون وعلى رأسهم الملياردير ميت رومنى برئاسة أمريكا.

ولم أكن الوحيد الذى أيقن أن كل الأنظمة العربية والإسلامية تخضع بل تلعق الأحذية الأمريكية والإسرائيلية ثمناً لإبقائهم فى سُدة الحكم وإمدادهم بكل آلات القهر والقمع ضد شعوبهم حتى يعيثوا فى بلادنا فسادا حتى طفح الكيل وبدأت شرارات تمرد الشعوب العربية ضد أنظمتها العميلة الخائنة من تونس الخضراء إلى مصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا والمغرب والجزائر والأردن والسودان والبقية تأتى ونجحت بعضها فى الإطاحة برموز الفساد فيها فى كل من تونس ومصر وليبيا واليمن ومنها من إستجاب لإرادة شعبه فى الإصلاح فى كل من الأردن والمغرب والجزائر ليس إعترافاً بأخطائهم أو إذعاناً لمصالح شعوبهم وإنما حفاظاً على كراسيهم وإطالة عمر بقائهم من مبدأ الإنحناء للعاصفة حتى تضعف قوتها وتعود بعدها ريما لعاداتها القديمة فى الفساد والإذلال والقمع والترهيب.
وأيضاً لم أكن الوحيد الذى تفاءل وناصر الثورات العربية المتلاحقة وخاصةً فى مصر أم الدنيا كما كنت من بين الملايين الذين شعروا بخيبة أمل وصدمة قوية لما آلت إليه الثورة المصرية من نتائج كارثية كما لم أكن الوحيد الذى إضطر إلى القبول بالدكتور مرسى رئيساً لمصر ليس حباً فيه ولكن لرفضى لمنافسه أحمد شفيق وإلتجأت كما إلتجأ الكثيرون مثلى ممن يعشقون الوطن إلى الله ضارعين أن يكون مرسى ممن يفعلون مايقولون وخاصةً وأنه خرج علينا بثوب الدين فتوسمنا فيه خيراً رغم أننى ومعى الكثيرون لم نقتنع بقدراته السياسية ولا إمكانياته القيادية فكان لنا بمثابة " إيه إللى يرميك ع المُر.....الأمر منه ".
وعدنا سيادته بحل مشاكل مصر فى 100 يوم وكان كاذباً وهو يعلم.....وعدنا بإستئصال الفساد من جذوره فأبقى بالثوار فى المعتقلات وأطلق سراح جلاديهم,......... أعاد مجلس الشعب المنحل ثم تراجع عن قراره بعد أيام معدودة,....... أرسل خطاب شكر لرئيس إسرائيل ثم أنكر كذباً وهو يعلم ثم إنكشف كذبه,........... وعدنا بعدم الإقتراض ثم بدأ فى تقبيل أيادى البنك الدولى بل وحلل القرض وقال عنه حلال,.......... ثم أبرز لنا عضلاته الهوائية وقرر إبعاد الفاسد النائب العام ومالبث أن لحس قراره فى أقل من 48 ساعة,......... ثم كانت الطامة الكبرى والقشة التى قسمت ظهر الحمير عندما قرأنا خطاب الغرام الذى أرسله لشيمون بيريز واصفاً إياه بالصديق الوفى والصديق العظيم والصديق الصدوق متمنياً له ولبلاده الرخاء الذى يستحقه شعب إسرائيل على حد قوله.
ألم تصدعنا أنت وجماعتك بعدم إعترافكم بهذا الكيان الصهيونى وأنكم سوف تلقون بهم فى عرض البحر؟ ألم تمضوا حياتكم فى سجون الأنظمة السابقة إدعاءً منكم بمناهضتكم لمعاهدة كامب ديفيد وتوعدكم لإسرائيل ومن وراءها بالويل والثبور؟ ألم تزرف أعينكم دموع التماسيح حزناً وألماً على فلسطين وشعبها؟
ومن الآن فصاعد وبعد الثورة فلن ألوم إسرائيل أو عاهرتها أمريكا على أى مصائب قد تحدث لنا أو على ضعف حالنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس فليس لنا الآن أى عذر بعد أن زلزلنا الأرض من تحت أقدام أنظمتنا الفاسدة المستبدة ولكنى سوف أكتفى فقط بكرهى لحكومات وسياسات أمريكا ومقتى الشديد لإسرائيل وأهلها ما حييت أو إلى أن يخرج من مصر رجل بمعنى الكلمة يكون قادراً على قيادة مصر لتتبوأ مكانتها فى قيادة كل العرب وإجبار العالم أجمع على إحترامنا والإعتراف بحقوقنا طوعاً أو كرهاً.
فاخلع عنك أيها الرئيس المؤقت الضعيف رداء التدين والفضيلة فلسنا أغبياء والآن وبعد أن سقط قناع الكذب والنفاق عن وجهك المتغير فلن أُؤيد وجودك رئيساً على من يفوقونك من المصريين شرفاً ويرأسونك صدقاً ومصداقيةً, وأعترف أمام الجميع بشدة الندم على تأييدى لك فى الأشهر المنصرمة ودعنى أقولها لك كما قلتها لأحمد شفيق من قبلك:  " عفواً فلن تكون رئيسى ".

مصطفى الدسوقى.

No comments: