رأيت وسمعت
فيديو لأحمد حرارة في لقاء له مع محمود سعد .
تحدث فيها أحمد
حرارة بمنتهى الوطنية والحرارة عن شعوره ورؤيته الشخصية حول أحداث الثورة ومحمد
محمود وغيرها وحق الشهداء وهاجم فيها المجلس العسكري وصولا للفريق السيسي بصفته أحد
أعضاء ه وقتها كمدير للمخابرات الحربية . وطالب بمحاكمته هو وباقي أعضاء المجلس عن شهداء تلك الأحداث الدامية . وكرر
كلمة ( العسكر ) و( حكم العسكر ) من عهد عبد الناصر مرورا بالسادات فمبارك وحتى
دولة الاخوان . وانا لا اقلل من وطنية أحمد حرارة ابدا ولا حبه لمصر .
وانا احب
واجل فيك ياأحمد تضحيتك بنور عينيك ومعاناتك في حلم الغد لمصر . ولا أحد يماري او
يجادل في حق الشهداء علينا في تكريمهم والقصاص العادل لهم . ولكنني اسفة جدا ....
انا احب بلدي اكثر من حبي لشخصية أحمد حرارة بل وكل الشهداء .. كل الشهداء ياأحمد
... موش بس شهداء محمد محمود ولا مجلس الوزراء ولا ماسبيرو ولا كل من سقطوا على
مدار ثلاثة اعوام . هل تعرف لماذا ؟
لأن مصر فوق
الجميع ومصلحتها العليا فوق مصالح افراد مهما كان عددهم .. لانني لا اطالب بحق
شهداء واتعامى عن شهداء اخرين ... طالما ماتوا وقضوا جفاعا عن مصر . فالشرطة ليست
كلها حبيب العادلي ولا الشناوي ... والجيش ليس فقط طنطاوي والمجلس العسكري . هناك
شهداء بكاهم الشعب المصري من الجيش والشرطة الفترة الماضية مثلما بكى شهداء
التحرير . لماذا قسوة القلب تلك والكيل بمكيالين ؟
الم يستشهد
هؤلاء في ميدان الدفاع عن مصر ايضا ؟ بل بعضهم مات ببشاعة مثل شهداء كرداسة رحمهم
الله . هل معنى وجود فساد او قمع من بعض الضباط ان اقسو وانسى كيف مات الشهيد عامر
عبد المقصود ومعه شهداء كرداسة وهم يطلبون شربة ماء فيسقونهم ماء نار ويصبون على
اجسادهم الطاهرة الكيروسين ؟
هل ننسى
شهداء كلهم في عمر الزهور ... رتبة ملازم وتخرج منذ اشهر وتم غربلة جسده برصاص
الغدر والارهاب . من يحب مصر ومصريته بجد .. يحب كل شهداءها المخلصين ... اما ان
ابخس او اضع قوانين تفرقة بين ابناء مصر الذين ضحوا وازكي نفسي ومن معي على اساس
انكم فقط حراس الوطنية .... . فهذا ليس من الوطنية ولا الواقعية ولا المنطقية .
انا شخصيا
نزلت شهور وايام ضد المجلس العسكري ورايت مارايت من أحداث ... هل تعلم عندما ارجع
بذاكرتي للخلف واعطي نفسي فرصة للدراسة ومراجعة الأحداث ..كنا ننزل ونتظاهر ضد
المجلس العسكري ثم ماذا ياأحمد ؟ مالذي حدث ؟ اضعفنا موقف الجيش اكثر امام الاخوان
. لان نزولنا المتواصل استغله الاخوان كورقة ضغط بلا مجهود منهم . كان يكفيهم فقط
اثارة اخبار وشائعات لننزل فورا ونملا التحرير ... ثم يتصلون بطنطاوي ... ويتباهون
انهم من يناصروه وفي ذات الوقت يرعبونه من ثوار التحرير ومن تحت لتحت التهديد ان
حرق مصر والدم هيبقى للركب . تتباهى ان أحداث محمد محمود جعلت المجلس العسكري يحدد
موعدا نهائيا لتسليم السلطة ... الحقيقة ان لا اتورع وعندي الشجاعة ان اقل لك ....
ان أحداث محمد محمود مع كامل احترامي لشبابها وشهداءها الابرار هي من اوصلت محمد
مرسي لكرسي الحكم .
فالمجلس
العسكري كان يحاول الفكاك من هيمنة الاخوان واخذ مزيدا من الوقت لمنعهم من الوصول
للسلطة وهو يعلم ان وصولهم معناه انهيار وخراب لمصر ... لكن أحداث محمد محمود لم
تمهله .. فكان ملزما امام طوفان الشباب المعسكر امام الداخلية في حرب ودمار لعدة
ايام ان ينهي المأساة وينفذ رغبة الثوار رغم علمه بنتائج ذلك واضطر لتأجيل مواجهة
الاخوان لوقت اخر يفيق فيه الشعب المصدق لاساطير الاخوان واساطير الثوار الذين
يحيون في برج مثالي ولا يدركون اي مخاطر ولا يفهمون مايحدث في الكواليس من حرب
خفية لاسقاط مصر بإيصال الاخوان لكرسي السلطة . اخطأ المجلس العسكري في عنف مواجهة
الثوار في عدة مواجهات .. اخطأ في حسابات المواجهة واسلوبها .
ولكن يامن
ترمي الجيش وقياداته بكل نقيصة وكأننا نحن كائنات ملائكية وتضع الشرطة والجيش كلهم
في خلاط وأحد للخيانة والفساد ... لما لا ترضى انت وغيرك كلمة وأحدة بحق من كانوا
خونة ومرتزقة و جواسيس بيننا ؟ هل كل من نزل التحرير ملائكة لها اجنحة ؟ كلا طبعا
... وقتها ستقول لي ... بيننا خونة ومرتزقة ولكن لا تعممي حكمك على ثورة يناير ولا
تضحيات الثوار والشهداء بسبب قلة ضالة عميلة بيننا . سأقول لك بنفس منطقك ... تخبئ
حقائق مريرة عن عملاء وخونة لكم ولمصر بينكم حفاظا على اسم ثورة يناير .. وهي كائن
وليد وجامع لعناصر مختلفة من البشر . بينما تسمح لنفسك انت وغيرك برمي كل من يعمل
في الشرطة والجيش بأفظع اتهامات . وتطالب بالقصاص منهما بل وهدمهما تماما كما يرى
بعض رفقاء النضال احيانا ؟ حسنا ياأحمد حرارة ... انا من كنت انزل التحرير ووقفت
ضد المجلس العسكري ثم الاخوان دفعت ثمنا باهظا .. فليس كل الاثمان تظهر للعيان .
ومع ذلك
دفعي لذلك الثمن لا يمنعني من حب بلدي والوقوف بجانب شرطتها وجيشها .. لانني اعلم
ان زمن الثورات والتقلبات العنيفة لها اثمان غالية ومتنوعة على من يعاصرونها .
حسنا ياأحمد حرارة .. انا شاهدة عيان على قذارة وندالة وعمالة من البعض كانوا
يقفون بجواري كتفا بكتف في المظاهرات نهتف في الحر والبرد .. واتضح لي بعدها ان
الميدان كان لهم سبوبة اخر جمال . فهناك من بذلوا الدماء وهناك مصاصين دماء .
الغريب انك وغيرك تريد محاكمة عبد الفتاح السيسي وانت لا تعرفه حقا ولا تعرف حجم
مايطيقه هذا الرجل من مسئولية وتبعات قرار هز المنطقة ولولا جسارته .. لما كنت انت
جالسا تتحدث بأريحية واطمئنان مع محمود سعد .. بل وتطالب بمحاكمته بمنتهى الهدوء .
حسنا جدا ... من حقك ان تطالب بحقوق الشهداء ومن حقنا وحق الشهداء قبلنا .. ان يتم
التحقيق ومحاكمة من يظنهم البعض ( ايقونات ) ثورية وهم اقذر خلق الله واول من
ساهموا في سقوط الشهداء . ولا تقل لي كيف تتهمين الابرياء واين ادلتك ؟
سأقل لك :
واين ادلتك ضد السيسي ؟ هل لديك شهود راوه يعطي الاوامر بقتل او سحل أحد ؟ اسمع يأحمد
... الثلاثة سنوات الماضية مضت ثقيلة عصيبة على نفوسنا جميعا . ودماء ابناءنا كلهم
غالية علينا ... لكن لم يمت هؤلاء الشهداء لنظل نصرخ وندمر مصر بإسم قصاصهم ...
لان كل وقت وله متطلباته ... ولبست العملية اي كلام في كلام نظري وترديد لاكاذيب
تاريخية حول حكم العسكر منذ 60 عاما ... راجع كتب التاريخ صح بعيدا عن اكاذيب
الاخوان وكتاب الصهيونية الامريكية بشأن مصر وجيشها . وتذكر .. لست ملاكا ... فلا
تحاسب الناس على انهم محض شياطين ... طالما لم يخونوا وطنهم ... وانما فسد لهم عمل
.. تحدد للجيش مهامه وتعرفه بها ؟ وهل جيش مصر الحديث الذي عمره يقترب من مائتي
عام لا يعلم واجباته ؟ طب دي مشكلة البلد دي ان محدش عارف واجبه ومحافظ على تماسكه
وعقيدته الا الجيش .
والا كانت
البلد ضاعت من زمان . وزي ماانت بتفترض للجيش واجباته ... برضه واجبك كمواطن تشكره
من غير غرور ولا نرجسية ولا معايرة انهم بياخدوا مرتبات مقابل حمايتك وحماية
المصريين في اسلوب بالغ الشناعة ان اشبه جنود وضباط بلدي ببودي جارادات مؤجرين
بالمال لحماية مصر ... يااخي ده العامل في مطعم اللي بيجيبلك كوباية مياه وده شغله
وواجبه بتشكره عليها ... قوم جيشك اللي حاميك وبيموت منه ناس برضه محتقر عملهم
وبمنتهى انتعالي تقول ده واجبهم ؟ هي الثورية معناها اني ابقى مغرور وجلياط وموش
طايق جد غيري انا ومن معي ؟ الحقيقة انك ومن معك اصبحتم اهل وعشيرة زي الاخوان
ماهم مع نفسهم اهل وعشيرة . ونفس الاسلوب .. تزكية النفس والتعالي ورؤية متضخمة
للذات والتضحيات واتهام الاخرين والتعميم . بينما نرى انفسنا الجنس الثوري النقي
المبرأ من كل عيوب البشر .
فنرفض
الوقوف ومراجعة النفس او اعادة قراءة المشهد فيما سبق وماانا فيه . ونرفض اي نقد
او اتهام لاي منا فنحن الثوار الانقياء الاتقياء ولا ياتينا اي باطل او خطا من بين
ايدينا ولا من خلفنا . ودائما نرى الاخرين مخطئين بينما نتبرا ونستعبط عن اي عيوب
لنا . اي ثورية تلك التي تفرض وصايتها بغباء خانق على الناس ؟ وحتى عندما نخطئ
عمدا او بدون نلتمس لانفسنا فورا الف عذر ولا نسمح لأحد ان يحاسبنا ... قف وراجع
نفسك وراجع مواقفك .. فالقطار لا يسير على قضبان بدون اشارات تقل له متى يتوقف
ومتى يهدئ سرعته
No comments:
Post a Comment