Thursday, May 1, 2014

حكايتى مع المشير بقلم حمدى رزق

 ٣٠/ ٤/ ٢٠١٤
وأنا نفسى أزورك يا سيسى وأقول مدد، يأتونه من كل فج عميق، من النوبة، من البادية، من الأندية الرياضية، من قلب روايات نجيب محفوظ، ليشهدوا منافع لهم فى البرنامج الرئاسى للرئيس المنتظر.
تنام تصحو إذ فجأة على هاتف محمول.. مجهول، أن استيقظ، قم فالبس، يبشرونك، أنت من المبشرين بلقاء المشير، يا سعدك يا هناك، بدلة العرس من دولاب المحبة، جزمة لميع، عطر فواح، رابطة عنق حريرية، مضاد سريع للاكتئاب، عقار مثير للبهجة، اوعدنا يا رب.
الدخول بالملابس الرسمية، وكأنهم فى طريقهم إلى المسرح الكبير، الدخول يقينا ليس مثله الخروج، يخرجون ضاحكين.. مستبشرين.. ولا واحد منهم خرج حزين، متحير، متسائل، أو حتى متشائل، حتى محمود المليجى وزكى رستم (شوبير ومرتضى) تصالحا فى نهاية الفيلم، فى ثانية واحدة، وبكلمة من (السيسى)، صافى يا مرتضى، حليب يا شوبير بركاتك يا سيادة المشير.
من زار اقترب، طقس الزيارة الذى استنته حملة السيسى طريقا إلى المشير، طقس نخبوى بامتياز، ثعالب الفيس الصغيرة تتهكم، لماذا يفضل المشير التصوير مع الفنانين والرياضيين مغتبطا، البسطاء عاوزين من ده، كلنا كده عاوزين صورة، البسطاء أحباب المشير، فى الثورة مدعيين وفى الصور منسيين، لهم الله، أما الشباب فلهم حمدين من بعد الله.
صحيح طقس الزيارة تفرضه الاحترازات الأمنية، المشير مطلوب حيا أو ميتا، ولكن الاحترازات الأمنية لا تفرض على المشير نفس جماعات الضغط الأسموزى، ولوبيات الشلل الرباعى، تقريبا تقريبا.. سامحنى يا رب، نفس الوجوه التى تصورت مع مبارك وخلفه مرسى، استثناء نفر من الاشتراكيين والناصريين جاءوا حبا فى المشير أو غضبا من حمدين.. بسبب أو بدون سبب.
أين المشير السيسى من السواد الأعظم لثورة ٣٠ يونيو، البسطاء صاروا غرباء، طوبى للغرباء، طوبى للبسطاء، ودبشة لحملة المشير، لماذا لا يكلمهم المشير، لا ينظر إليهم، قضى وطره بالترشح رئيسا، للأسف المشير سلم نفسه لأفشل حملة فى التاريخ، نفس الحملة التى أسقطت عمرو موسى من علٍ، جابته أرضاً، لمْس أكتاف من أول جولة، تكررها وبامتياز مع المشير.
ما هكذا تورد الإبل يا سادة، لماذا لا يتجسد المشير مرشحا للجماهير، لماذا ترسمونه رئيسا قبل إلقاء أول ورقة فى أول صندوق فى واحة «الجارة» فى قلب الصحراء الغربية.. عجبا.. المشير كلما اقترب من الرئاسة فرسخا، ابتعد عن الغلابة فراسخ، حملة صغيرة على مرشح كبير، نجحت باهرا فى عزل المشير عن الجماهير.
كل الصعايدة فى قبلى، والفلاحين فى بحرى، والعجائز حول نار الركية يشوون الذرة، ملايين وملايين من المصريين يكتفون بالفرجة على الكبير بعباءته يتوسط البدل اللميع، لبسوه عباءة السادات خلاص، ويمصمصون الشفايف ويعصرون الليمون، ويغنون بكلمات وردة، كان ده كان.. كان اسمه حبيبى.. كان ده كان، كان يوم من نصيبى.. ضحيت بعمرى معاه مشوار.


No comments: