واحد
سيساوي مقتنع ان العالم كله بيتآمر من اجل تدمير الجيش المصري و اسقاطه في سيناء
لان ده شرط ظهور النظام العالمي الجديد!.....يا عزيزي السيساوي و يا كل المؤمنين
بنظرية التآمر العالمي علي مصر انتم امتي بقي حتخرجوا من الشرنقة اللي حابسين نفسيكم
فيها دي و عازلاكم عن العالم و تشوفوا الدنيا علي حقيقتها زي اي ناس أسوياء
؟!....مصر مالهاش اي قيمة او وزن عشان حد من الكبار يبني مخططاته الاستراتيجية علي
تدميرها و يكون الموضوع له اولوية عنده ..تخيل كده ان واشنطن او بكين او موسكو او
برلين او لندن او باريس او شركات الطاقة و السلاح و الصناعة و المعلومات و
الاتصالات الكبري في العالم تكون مهتمة باحتلال السنبلاوين مثلا او تقسيم كفر
الزيات و فصلها عن الغربية، شيء مضحك ...
النظام
الراسمالي الدولي إمبريالي و ظالم و قمعي و سلطوي و قايم علي هيمنة المركز و
استغلال الأطراف و إفقارها كل ده صحيح لكن مصر مالهاش اي وزن في النظام الاقتصادي
الدولي علشان حد يتامر عليها او يهتم ببلورة استراتيجية ضدها ...مصر تقع علي هامش
الاقتصاد الدولي لانها ببساطة فاشلة تنمويا و تقع في ذيل دول العالم وفق جميع
المؤشرات التنموية الاقتصادية و الاجتماعية ، مصر لا تنتج اي شيء عليه القيمة في
قطاعات الزراعة و الصناعات التحويلية و لا تنتج حتي الغذاء بتاعها و قدراتها
التنافسية صفر و فوائضها المالية معدومة و لا تمتلك مصادر و احتياطيات معتبرة من
الطاقة و لا تمتلك موارد مائية وفيرة و ليست سوقا جاذبا للاستثمارات و رصيدها في
مجال العلوم و التكنولوجيا هو تحت الصفر بمراحل و دولتها فاشلة مؤسسيا و انظمتها
القانونية و الإدارية تعاني من عدم الكفاءة و الفساد معا و بمعدلات خرافية و
نظامها التعليمي و الصحي هو مضرب الأمثال في الفشل و سوء المستوي و مرافقها
متدهورة و بنيتها التحتية منهارة لدرجة ان شوية مطرة بيغرقوا محافظات كاملة و
قدراتها العسكرية متواضعة و مدجنة و تحت السيطرة (في التسليح و التجهيز
والاستعدادات و التمويل ) و لا تفعل شيء في حياتها الا استيراد الغذاء و الدواء و
الطاقة و السلع و الخدمات و مدخلات الانتاج في اعتمادية كاملة علي الخارج و من ثم
المهمة الوحيدة لهذه الدولة هي ادارة ازماتها الطاحنة من اجل ابقاء المركب طافية
لكي لا تغرق ...بل و فقدت مصر ايضا كل مصادر قوتها الناعمة التي تمتعت بها فيما
سبق اقليميا ...و كل ده نتاج الفشل المتراكم و المستمر عبر عقود طويلة لحكم دولة
المماليك الاجرامية الفاشلة في مصر و اللي حضرتك مرتمي في أحضانها بحثا عن الأمان
الوهمي و المزعوم يا عزيزي السيساوي.. و اخيرا فان اهمية موقع مصر الاستراتيجي
اقتصاديا و عسكريا (بسبب توسطها علي خطوط المواصلات بين أوروبا و اسيا) اللي كانت
مخلية مصر محط اطماع القوي الاستعمارية البريطانية و الفرنسية و غيرها في العصور
السابقة اضمحلت ايضا في عصرنا الحالي بسبب التطورات المذهلة في تكنولوجيا النقل و
المواصلات البحرية و الجوية اللي غيرت مفاهيم و نظريات الجغرافيا السياسية
الكلاسيكية ...
اما
اسرائيل فاطماعها التوسعية الأيديولوجية و الاستراتيجية بالأساس كانت و مازالت في
الضفة الغربية و الشام...مصر بالنسبة لها كانت دايما مشكلة أمن مش مطمع توسع ...و
هي حلت المشكلة دي اوريدي مع عصر سلام كامب ديفيد المستمر بقاله اكثر من أربعين
سنة حتي الان : حرية ملاحة إسرائيلية في خليج العقبة و شرم الشيخ و سيناء منزوعة
السلاح و علاقات ودية مع الجيش المصري و مصالح متبادلة و شراكة بين الطرفين المصري
و الاسرائيلي تحت مظلة الأمن الامريكي و تعاون أمني بين الطرفين ضد تنظيمات العنف
الاسلامي سواء في سيناء او في فلسطين ، و الحكومة المصرية شايلة ايدها تماما من
الصراع العربي الاسرائيلي و القضية الفلسطينية و لو تدخلت كوسيط او كعامل ضغط
بيبقي تدخلها -في التحليل الأخير - لصالح اسرائيل و ليس العكس ...يبقي مصلحة
اسرائيل هي في استمرار حكم دولة المماليك في مصر و ليس في التامر عليها و خاصة و
ان قدرة هذه الدولة علي تحقيق اي نهضة اقتصادية في مصر او تحرر لقرارها من قيود
التبعية الدولية هي قدرة معدومة ...اما التدخل الخارجي في الصراع السوري فهو تدخل
إقليمي بالأساس كحرب بالوكالة بين قوي إقليمية متصارعة و مستقطبة من الأصل (ايران
و السعودية و تركيا و قطر و غيرها ) و هذا امر مفهوم و لم يتطور التدخل الدولي في
الأزمة السورية (سياسيا من الجميع و عسكريا من روسيا بالأخص ) الا بعدما استفحل
الوضع و طال امد الصراع و صار مستعصيا علي الحسم و أصبحت ماساة اللاجئين (اكبر
ازمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية )و قضايا داعش و التنظيمات المسلحة قضايا
مؤثرة علي الجوار الاوروبي
اهمية
مصر الوحيدة حاليا هي في انها ممكن تكون مصدر للمتاعب ليس الا و المتاعب ممكن ان
تنشأ من باب انها بلد كبير قد الجاموسة تقع في جنوب المتوسط قريبة من أوروبا و
قريبة من الخليج و فيها حوالي ١٠٠ مليون بني آدم تتدهور اوضاع اغلبهم يوما بعد يوم
و يدفعهم الياس من إمكانية تحسن حالتهم المعيشية الي التسطيح علي الطائرات و ركوب
قوارب الموت للهجرة الي الخارج او تشكيل خزان بشري لتنظيمات العنف الاسلامي ....اي
انفجار للاوضاع في مصر (ثورات شعبية جذرية او تفسخ للدولة و فوضي و عنف اجتماعي
واسع او حروب أهلية او ثورات جياع او صراعات مسلحة او ارهاب إسلامي واسع) ممكن ان
يفاجىء العالم بجموع بشرية ضخمة من اللاجئين او الهاربين او النازحين او الإرهابيين
المصريين الهائمين علي وجههم في الشرق الأوسط و جواره الإقليمي في أوروبا و اسيا
مثيرين موجات كبيرة من الأزمات و عدم الاستقرار للغرب و حلفاؤه و مصالحه في الشرق
الأوسط و في أوروبا نفسها...
هي
دي أهمية مصر للعالم دلوقت يا عزيزي السيساوي...و لو فيه رغبة من القوي العالمية
في الاستثمار في اي تحرك سياسي في مصر فمش حيبقي غرضه تمزيق و تفتيت و تدمير مصر و
احداث اضطرابات فيها خالص بل بالعكس حيكون في اتجاه البحث عن اي استقرار مزعوم و
شكلي تحت وصاية و دعم دولي حيكون في حقيقته ركود و جمود و محاولة للسيطرة علي الوضع
و تثبيته و ادارة ازماته الداخلية و منعها من الانفجار و بالتالي الاكتفاء
بالمسكنات و الجري في المكان و ترحيل الأزمات و التغييرات الشكلية و تدوير
الديكورات و طمس اي محاولة لتقديم حلول حقيقية او إصلاحات حقيقية للاوضاع لما قد
تثيره من قلاقل و لخبطة و صراعات و لان في النهاية هو ده أقصي ما يمكن عمله في هذه
المنطقة الوسخة المتخلفة من العالم كما تري القوي الدولية ....و هذا لا يمكن عمله
الا عبر التعاون مع القوي الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية المنحطة الرجعية
السلطوية و اصحاب المصالح الكبري المهيمنة في مصر القائمين علي ادارة الوضع في
البلاد و علي رأسهم دولة المماليك بتاعتك يا عزيزي السيساوي
No comments:
Post a Comment