Tuesday, September 27, 2011

خالد البلشي: جمعة ” الشهادة الحق”..

مليون شاهد حق ضد قتلة الشهداء
أليس من حق الذين دفعوا حيواتهم ثمنا لحريتنا ومستقبلنا أن نتذكرهم أن نستعيد لهم حقهم ممن يحاولون سرقته.. أن ننظر إليهم وبعضنا يتوجه لجني مكاسب وثمن أرواح دفعوها من اجل الحق والعدل وحب هذا الوطن .. أليس من حقهم والبعض يستعد لجمع أرباح أرواح صعدت من اجل حريتنا أن نقف أمام من يحاولون سرقة حقوقهم بل وتدنيس ما خرجوا من اجله إما كذبا أو نفاقا أو حفاظا على مصالح نظام تركنا أركانه تسرق ثورتهم وتشوهها.. أليس من حقهم أن نقول جميعا شهادة حق مما رأيناه وسمعناه ووعته قلوبنا وعقولنا في مواجهة كل شهادات الزور وشهوده ومن يحاولون سرقة أبسط حقوق التاريخ ويصرون على قتلهم للمرة الثانية .. أن نتصدى لمن يحاولون تشويه كفاحهم من أجلنا ومن أجل حياة أفضل للجميع.

دعوتي هذا ليست فقط خوفا على مصير قضية تتجمع النذر بتبرئة من قتلوهم ومن أودوا بهم للقتل بأيدي بعض من بني وطنهم بل هي دعوة لتوثيق تاريخ يأبى البعض إلا أن يزوروه ويبذلون كل ما لديهم من جهد لتدنيسه حفاظا على مصالحهم ومصالح من يحمونهم.. دعوة من شهود عيان رأوا بأعينهم قتل رفاقهم وزملائهم وتقديمها للمحكمة وللتاريخ خشية أن يصيب قلوب الوهن أو الضعف وقبل أن نستيقظ يوما لنجدهم سرقوا كل شيء وأعادوا قتلهم للمرة الثانية وسرقة سمعتهم بعدما سرقوا أرواحهم .. دعوتي شهادة لأجيال قادمة تقول أننا صنعنا ثورة وتصدينا لمن حاولوا سرقتها وتلويثها وتدنيسها وفي أبسط الأحوال دافعنا عمن قضوا فيها .. شهادة عن أجمل واطهر وأنقى 18 يوما في تاريخ مصر عن مصر الحقيقية التي يحاولون قتلها ولكنها حتما ستتصدى لهم .. شهادة نواجه بها مستقبلنا وشهادة ضد كل شهود الزور وضد من بدلوا آراءهم مصالحا أو نفاقا أو بحثا عن مكاسب ضيقة .. ضد كل من تركوا قتلتهم ” يستفون ” أوراقهم ويحرقون أدلة اتهامهم ثم أصروا ألا أن يساندوهم بأقوالهم لإكمال مهمة تبرئتهم .. ضد كل شهود الإثبات الذين تحولوا لشهود نفي بعدما تبدلت الظروف واطمئنوا لاستكانتنا وتشرذمنا بعدما أشاعوا الخوف من الثورة والغضب في بعض منا .. ضد كل من حولوا تبرئة الجلادين و قتل الضحايا بالقول أن للثورة أماكن ونسوا أن الثورة فعل عام شامل.. انتقاضه ضد ظلم وحكم طغى وتجبر وتوحش وضد ألته الأمنية التي قتلت فينا أحلامنا وسرقت أرواحنا ثم تحاول أن تسرق أرواح وحقوق شهدائنا .. وضد كل من حاولوا تقسيمنا بالهيئة والمظهر ونسوا أننا جميعا خرجنا للثورة ولم نعرف يوما للثوار شكلا أو هيئة فكلنا في أتون الثورة مصريون .. شهادة تقول للمزور والظالم أنت مزور في عينه وأننا لن نترك حقوق قلوب أبت أن تدافع عنا وان تفتدي مستقبلنا بأرواحها ..
شهادة ضد ورثة نظام أردناهم حماة لنا فأبوا إلا حماية والدفاع عمن قتلنا وقتل الروح فينا لمجرد أنهم كانوا يوما شركاء .. أردنا أن نحررهم من ذنب شراكته فأبوا أن يتطهروا وأصروا على دنسه .. نعلنها واضحة لهم أننا لم نكن في حاجة لمحاكمكم لنثبت جرائمكم في حقنا لم نكن نحتاج شهود زوركم لو لم نتراخ أو يهم بعضنا إلى جمع الغنائم .. نقولها واضحة لسنا جنود أُحُد ولن نترك أُحُد تتكرر فينا .. وسننتفض بكل قوتنا للدفاع عن أنبياء الفداء والحرية فينا .. نقولها إن حكما ضدكم صدر منذ اللحظة الأولى لخروجنا فهل تحتاج الشعوب المنتفضة لمحاكم لتؤكد لظلامها أنهم ظلموها .. كنا نريد ثورة مثالية رومانتيكيه .. ونسينا أن الثورات في حد ذاتها حكم ضد كل من شاركوا في خيانة وبيع وقتل من ثاروا ضدهم وضد شركائهم وأعوانهم.. فهل يحتاج أي قاض عدل أكثر من شهادة 18 مليون مواطن خرجوا ليقولوا إنهم ظلمة وقتلة.. لم نكن بحاجة لمحاكمكم ولا لشهادات الزور فيكم كان من حقنا إصدار الحكم منذ اللحظة الأولى هذه هي طبيعة الثورات .. الثورات حكم بالإدانة يصدر منذ اللحظة الأولى .. الثورات لا تحتاج لقضاة لإدانة المستبدين لأنها حكم بأغلبية الشعوب ضد طغاتهم لكننا أردنا تأديب الثورة .. علمونا أن الحضارة هي اللجوء لقضاة حق ونسينا أن الحكم صدر من 18 مليونقاض وشاهد خرجوا يعلنون أنكم قتلتموهم وسرقتم أرواحهم وضيعتم مستقبلهم وقتلتم إخوتهم في البر والبحر وفي الثورة وأمام أقسام الشرطة وداخلها وفي المستشفيات وعلى الطرقات ولم يبق إلا تنفيذ الحكم .. فجرائم الطغاة وأحكام الشعوب لا تحتاج لقضاة هم في النهاية بشر ولديهم طاقات للاحتمال ونفوس قابلة للضعف.
دعوتي إلى كل من شارك في الثورة إلى كل من شهد قتلهم لنا أن يقدم شهادته.. دعوتي إلى أطباء رأوا بأعينهم الرصاص يسكن قلوب وأجساد مرضاهم أن يهبوا للشهادة وأن يوثقوها أن يتجاوزا تعليمات صدرت لهم .. دعوتي لهم أن يتجاوزوا روح ” السباعي” فيهم دعوة لجمع الشهادات وتوثيقها ليس من أجل قضية ولكنها من اجل المستقبل والتاريخ حتى لا يخرج أحدا يوما ليقول أننا بعنا أرواح من افتدوا حريتنا بدمائهم وأبدانهم وأرواحهم وأجزاء من أجسادهم .
دعوتي لكل شاهد حق على عمليات قتل الثوار للتجمع في التحرير فيجمعة جامعة نسميها جمعة “الشهادة الحق” نوجه رسالة واحدة ونقسم قسما واحدا بالله الواحد القهار أننا لن نقبل ضياع أرواح من افتدونا وافتدوا حريتنا ولن نقبل بضياع أرواحهم وأحلامهم هدرا .. وأننا شهود عيان على قتلهم إخوتنا ولن نتنازل عن حقوقهم والثأر لهم ممن قتلوهم قصاصا عادلا .. دعوة لكل من شهد معركة الداخلية ورأى رصاص ضباطها يحصد إخوته وأصر يومها على أخذ حقهم.. كنت واحد منهم ورأيت شبابا يتساقطون حولها برصاص الغدر ورأيتهم يحملون زملائهم و يعودون لأخذ حقهم لتحرير وطنهم إما النصر أو الشهادة .. سيحاول المخلفون الذين صمتوا جبنا وخوفا بعد 11 فبراير ثم عادوا بعد فتح الباب لإعادة السيطرة أن ينالوا منهم لكننا لن نسكت عنهم هذه أبسط حقوقهم علينا .. رأيت أبطالا يقاتلون من أجل حرية وطن ورأيت فئرانا مهزومة تحاول الآن الخروج من الجحور لنهش أشلاء شهدائنا وسأقسم مع كل من يقسموا أنني لن اسكت حتى يحصلون على حقوقهم وأنني مستعد مثلما افتدوا روحي وحريتي بأرواحهم أن أفتدي سمعتهم وحريتهم ولو بروحي .
إنها دعوة لكل من كنا معا على حب هذا الوطن لكل من خرج ضد طغاته وعسكرهم أن يوثق شهادته.. أن يقدمها للتاريخ قبل المحكمة أن يستمد من ذكرى دمائهم الزكية – التي يحاولون تدنيسها – حرية وإرادة للدفاع عنهم .. لكل من حضروا جمعة الغضب أن يوثقوا شهادتهم.. لكل من حضر يوم الجمل أن يوثق هجومهم علينا أن يفضح دعاوى حمايتهم لنا وأن يكتب كيف فتحوا الطريق لقتلنا وكيف تركوا شبابا في مواجهة الموت يوم ونصف وكيف تركوا أرواحا طاهرة تصعد لبارئها بدعوى الحياد بينما وثقت فيديوهاتهم كيف فتحوا الطريق لقاتلينا .. إنها دعوة لكل من رأى طائراتهم أف 16 تخرق حاجز الصوت فوق الميدان و تحلق فوق رؤوسنا أن يوثق شهادته .
إنها دعوة لفتح الملفات المسكوت عنها من أجل الانتصار لأرواح شهدائنا وحتى لا تضيع دمائهم هدرا.. عن سيارات الحرس الجمهوري التي حرقت وهي تحمل السلاح يوم جمعة الغضب من اصدر لها الأوامر لتزويد الداخلية بالذخيرة والقنابل المسيلة للدموع .. وعمن سحبها ثم صمت عنها .. عن كونتنرات الموت التي حملت المئات داخلها لتقبض أرواحهم داخلها أثناء توجهها لجهات لا نعلمها وهم يعلمونها .. عن شهداء السويس الذين صعدت أرواحهم منذ اليوم الأول للثورة نذكرهم أن السويس منطقة عسكرية وان تقاريرهم لابد أن تشملها .. عن شهادة جنودهم التي وثقتها كاميرات فيديو الثوار يؤكدون تلقيهم أوامر بإطلاق الرصاص لكنهم أبوا ورفضوا لأنهم أخوتهم ولأننا نثق بهم .. عن الجنود الذين تم تحويلهم للمحاكمة لأنهم رفضوا توجيه أسلحتهم نحونا .. دعوة لكل من رأى أن يوثق شهادته وأن يعلنها وينشرها .. دعوة أن نقدم شهاداتنا للمحكمة خشية أن يتسرب الوهن لقلوب البعض .. دعوة لحماية العدالة بأقوالنا وشهاداتنا حتى لا يضطر أحدا منا يوما أن يقتص بيده.. دعوة للحفاظ على ثورة يريدون سرقتها وينسون أن سرقتها هي نهاية للجميع هي عودة للميدان ولكنها عودة مجروح عودة من كفر بالقانون وخلق قوانين جديدة .
إنها دعوة للتصدي لكل من يصر على قتل شهدائنا مرتين ولكل من يحاول وصمهم بالبلطجة .. دعوة لتوثيق حقيقة ثورتنا التي خرجت ضد الظلم .. نؤكد لهم أن الأقسام كانت هدفا وكانت مقصدا وكان استهدافها ضرورة لنجاح الثورة وأن من سقطوا أمامهم شهداء منا .. نذكرهم بأن يوم خروجنا كان ضد جرائمهم فينا وأننا لم نتوجه نحوهم .. نذكرهم أن ثورتنا ظلت سلمية حتى هاجمونا ليلة 25 واعملوا القتل فينا في السويس و في بولاق دفاع عن مستبديهم ومن يحمونهم .. نذكرهم أننا نزلنا يوم 28 بعد أن حددنا عدونا نهتف هتافا واحدا الشعب يريد إسقاط النظام لكنهم أبوا ألا يعملوا القتل فينا.. نذكرهم أننا نحن الذين كنا أمام أقسامهم ندافع عن النفس ونحمي ثورتنا منهم .. ونذكرهم أن ثورتنا لم تكن فقط في التحرير ولكن ضد كل الطغاة في أماكنهم وأننا لم نبادر بقتلهم ولا حرق مقارهم إلا بعد أن قتلونا وأننا عندما توجهنا لأقسامهم كنا نرد على قتلهم وتعذيبهم لنا ولإخوتنا وأننا لم ننس سيد بلال ولا خالدسعيد و لا قتلى الكشح ولا دماء من عذبوهم وقتلوهم لكننا لم نرد غير إعمال القانون فيهم وتجنبناهم لكنهم أبوا إلا أن يجرونا نحوهم لم يتركوا لنا خيارا إلا القضاء عليهم لننتصر فواجهونا بانفلات امني تصدينا له .
إنها دعوة لتذكير من نسى دعوة لكل إعلامي شريف ولكل من عمل في قنوات وقت ثورتنا وهزيمتهم أن يقول لنا من كان يشرف على القنوات و من كان يختار الضيوف .. إنها دفاعنا الأخير وشهادة حقنا في مواجهة زورهم وبهتانهم .. دعوة لقسم عام في التحرير أننا سنقول الحق ولا شيء غير الحق وسندافع عنه بكل ما أوتينا من عزم وقوة .. دعوة نوجهها لكل صاحب شهادة أن يوثقها لنشرها وتقديمها للتاريخ وللمستقبل وللحرية ولقضاة نحميهم بحقنا وبشهادتنا.. دعوة لأن تكون الجمعة القادمة وكل جمعة بعدها جمعة للشهادة الحق ودعوة لفتح الباب لتوثيق الشهادات ونشرها حتى لا يخرج علينا يوما احد يقول لم أكن اعلم أو أن ما أتيح لي لم يكن كافيا لإدانتهم .. وينسى أن لديه شهادة 18 مليون خرجوا يوم جمعة الرحيل و40 مليونا بعد التنحي يوم قوتنا ليؤكدوا أنهم قتلونا وعذبونا وأضاعوا مستقبلنا وأهدروا كرامتنا وشتتونا في البر والبحر لكننا انتزعنا حريتنا منهم بدماء شهدائنا ولذلك فإننا سنحميها بدمائنا .. رسالة لكل من يحاول سرقة حقوقنا وثورتهم احذرونا فإنا لكم بالمرصاد .
نفتح صفحاتنا لكل من يريد توثيق شهادته كبلاغ للنائب العام حتى لا نستيقظ يوما لنجد ثورتنا وشهدائنا تحولوا لفيلم الباشا تلميذ أو حاحا وتفاحة.. دعوة لقسم عام بالله الواحد الأحد المنتقم القهار وبأرواح من صنعوا الحق فينا أننا لن نتركهم حتى نكمل ثورتهم ونقتص من قاتليهم وسارقي روح الحب فينا حتى نستعيده بأيدينا .
ملحوظة : تم كتابة هذا المقال قبل نزول المشير طنطاوي في جولة بزي مدني وسط القاهرة وقبل أن يقول معلق في التليفزيون المصري أنه يصلح أن يكون رئيسا لمصر .. ما أحوجنا اليوم للشهادة الحق


No comments: