Wednesday, October 19, 2011

سليمان الحكيم 19.10.2011


المصريون طوال عهدهم بالثورات التى جربوها عبر تاريخهم الحديث دائما ما يقودون حملة للتقليل من أهمية الثورة والتكفير بها.. بدءاً من أحمد عرابى وانتهاء بجمال عبدالناصر.. فأحمد عرابى كان «خائناً» بفتوى رسمية أصدرها علماء الدين،

 وثورته ضد الخديو توفيق لم تكن سوى «هوجة» جلبت للبلاد الاستعمار الإنجليزى الذى جثم على صدرها سبعة عقود كاملة.. أما مصطفى كامل فلم يكن سوى عميل للحكومة التركية منادياً بالحق التاريخى لدولة الخلافة العثمانية على مصر، بل إنه ذهب بعيداً فى عمالته حتى إرتمى فى أحضان فرنسا التى كان يستقوى بها على بريطانيا لإخراجها من مصر!
وهذا سعد زغلول الذى لم يكن سوى مغامر «لحست» الخمر ولعب القمار عقله، فقام بالمقامرة حتى أطلق عليها اسم ثورة ١٩١٩، التى أشاعت الفوضى فى البلاد بدعوى الثورة وطلب الجلاء!
أما جمال عبدالناصر، فحدث ولا حرج، فقد كان المستبد الذى جاء على رأس حكم عسكرى، قضى على الديمقراطية التى عاشتها البلاد فى تجربة ليبرالية فريدة، واندفع ليصادر الملكيات الخاصة، بدافع الحقد الطبقى، سعياً لتطبيق «اشتراكية الفقر» ــ توزيع الفقر بالتساوى على المواطنين ــ وقام بتأميم القناة التى كانت دول الغرب ستعيدها إلينا دون حرب بعد سنوات قليلة.. وبنى السد العالى الذى حرم أراضى مصر من خصوبتها، فأصيبت بالبوار.. وأصدر قوانين الإصلاح الزراعى التى فتتت الملكية الزراعية، فقل الإنتاج، وأهدر موارد البلاد فى حروب خارجية لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل، وحارب الدين والمتدينين لصالح الشيوعية الكافرة!
وها نحن قد وصلنا إلى المحطة الأخيرة.. بثورة يناير التى أفشت الفوضى فى البلاد وأفقدتنا الأمن والأمان الذى كنا نعرفه أيام حكم «البوربون»، وتوقفت عجلة الإنتاج وأصبحنا مهددين بالإفلاس.. وشاعت عمليات القتل والسرقة بالإكراه والاغتصاب والخطف، أما الثوار ـ أو مدعو الثورة ـ فليسوا سوى مجموعات مندسة تعمل لحساب أجندات خارجية مقابل مبالغ مالية توزع عليهم فى الشوارع لتحريضهم على الهدم والتخريب!
لم يعرف المصريون ـ إذن ـ ثورة حقيقية طوال تاريخهم.. لأنهم لا يحسنون صناعة الثورة، ولا يجيدون إدارتها، وكل ما عرفوه طوال تاريخهم مجرد هبات أو عمليات هياج تنتهى بهم إلى الفوضى والتخريب.. والحل هو أن يكفوا عن القيام بما يسمونه «ثورة» ويتركوا الأمور تجرى فى أعنتها على أيدى أسرة "البوربون" أو غيرها من الأسر التى خبرت الحكم وأجادت فنون الطهى السياسى!

No comments: