Friday, October 21, 2011

جمال البنا يكتب 21/10/2011



إن بريق التقدم والثراء والبذخ وشيوع الآداب والفنون وارتفاع مستوى الحياة وشتى مظاهر الجمال- تعمى عيون كثير من الباحثين عن رؤية الوجه الآخر للصورة، فهذه المجتمعات كلها بدأت نقطة انطلاقها، وحققت تراكمها بسلب ونهب الشرق، تستوى فى ذلك بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وروسيا القيصرية وألمانيا والولايات المتحدة.
إن بريطانيا وإسبانيا استأصلتا الهنود الحمر الوديعين المسالمين وأبادتهم، للاستحواذ على أرضهم، وفرَّغت هذه الدول أفريقيا من شبابها عندما اقتنصت طوال قرنين من الزمان مائة مليون أفريقى، كما تقتنص الحيوانات، وزجوا بهم كالحيوانات أيضًا فى سفن بنيت خصيصًا لتكون سجونًا عائمة، وكان نصف هذا العدد يهلك خلال الرحلة أو فى السنة الأولى للاستعباد، بينما سُخِّر الباقون فى زراعة التبغ وقصب السكر والقطن، وكان الرأسماليون، قبل أن يظفروا بثروات الشرق وتسخير أبنائه، قد استغلوا النساء والأطفال من شعوبهم فى مصانع الغزل والنسج، ومناجم الفحم والحديد ثلاثة أجيال متوالية قبل أن يستطيع العمال تكوين نقابات تحميهم من هذا الاستغلال.

No comments: