Tuesday, October 4, 2011

ديون مصر «الداخلية» تكسر حاجز التريليون جنيه

مجرد ذكريات
تعليقمصطفى حسنين مصطفى عصفور
٤/١٠/2011
لأننى عجوز إسمحوا لى ببضع أسطر أتذكر فيها آخر سنوات خراب عبد الناصر و بدايات خراب السادات عندما كانت وتيرة الإرتفاع فى الأسعار قد بدأت تتزايد و كان مثلا كيلو البقول ( البلدى و ليس الصينى ) بتعريفة ( أى نصف قرش أى واحد على 200 من الجنيه الواحد أى أن السعر الآن تضاعف 200000% مائتى ألف بالمائة قبل سقوط العملة )
و كانوا يديرون الدولة بشيئ إسمه "الخطط" و كانوا ينشرونها لنا ( هذه لمدة خمس سنوات و هذه لعشرة ... إلخ ) و كانت الأرقام بالألوف و مئات الألوف من الجنيهات ثم جاءت لحظة الإنتكاس الكامل و الإرتكاس التام و بدأ التلاعب فى كل شيئ و بدأنا نسمع أن هناك من الناس من يتعاملون بشيئ إسمه "الباكو" ( ألفففففف جنيه ! ) ثم بعد فترة قصيرة جدا جدا سمعنا عن "الأرنب"     ( مليوووووون جنيه ! ) و لكن بدأت تلك الأمور مرتبطة فقط بتجار المخدرات و تجار العملة ( أى فقط من يسمح لهم الأمن بتلك الأعمال الخارجة عن القانون ) ثم ظهرت مصطلحات من قبيل "التمويل بالجهود الذاتية" ( أى إبتزازك لتدفع أكثر من مرة ما هو حق لك أصلا ) و "التمويل من خارج الخطة" ( أى الإقتراض بالربا ) ... إلخ ثم إختفت كلمة "خطة" أساسا ( بلا قرف . الشغل كده أحلى ) و تزامن ذلك مع ظهور الأرقام الكبيرة ( الملايين ) فى الإنفاق الحكومى ثم جاءت اللحظة الفاصلة التالية و هى سماع الرقم "مليار" لأول مرة و كان ذلك بشأن منحة أمريكية لمصر ( لأول مرة ) أيام نيكسون . و ظهر مبدأ قبول "المنح" و "المساعدات" من الغرب و أتذكر أن أولها كانت سيارات إسعاف صارت خردة بعد شهور قليلة جدا !!! بينما القديمة لا تزال تعمل . و سرعان ما طفا مبدأ "الإقتراض" على السطح متزامنا مع ظهور كلمة "إقتصاد" فى مصر و معها ( طبعا ) كلمة "إصلاح" من أول يوم ( عندما كنا لا نزال فقراء فقط ) ( و حتى الآن رغم كل شيئ !!! ) و سمعنا بعد ذلك أن من أول ما إقترضه السادات كانت قروضا من البنوك اليهودية الأمريكية بمعدل ربا يزيد عن 20% فى السنة لم يسددوها لسنوات طويلة . و طبعا إستفحل "الإصلاح" كل هذه السنين بكل جوانبه و ليس فقط الإقتراض ( الذى ساد !!! بل و أصبح هدفا فى حد ذاته !!! له وزارة خاصة !!! و نعتبر المزيد منه نجاحا !!! ... إلخ ) لنصل إلى ما وصلنا إليه من خراب كامل و دمار شامل و أصبحنا نسمع عن عشرات المليارات لهذا و عشرات أخرى لذاك ... إلخ بينما حتى الأرض نهبوها من تحت أقدامنا فهبش هذا جزيرة و هذا مدينة و ما خفى كان أعظم مما يجعل إحتمالات السداد شبه معدومة فى حين تتزايد ديون الدولة لتصل إلى الرقم الإقتصادى الإصلاحى الأحدث و هو التريليون . و كما كنا نشرح مصطلحات "الفقر" ( الباكو ثم الأرنب ثم حتى المليار !!! ) إلى بعضنا البعض فى ذلك الزمان أحاول أن أشرح مصطلح التريليون : هو رقم جديد يستخدم لقياس ديون الدول ( قيد الإصلاح ) و لم يتم إستخدامه لقياس الثروات الفردية بعد و هو يتكون من الرقم واحد ( أى 20 كيلو عدس فقرى غير منصلح مثلا ) و على يمينه إثنا عشر صفرا فقط لا غير !!! . صعبة ؟ . أسهلها لك شوية . تعرف المليون طبعا أم أنك صغير فى السن ؟. أهو ده المليون مليون مرة . طيب تعرف المليار طبعا ؟ . أهو ده ألف مليار فقط !!! .

No comments: