Thursday, October 27, 2011

كيف تستمر كذبة أكثر من ٨٠ سنة كاملة؟

فى مثل هذه الأوقات من العام الماضى استيقظنا ذات يوم على الأستاذ محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين يتحدث عن «ماء السماء الطهور».. كنا على أعتاب انتخابات 2010، لم أصدق الكلمة فى البداية عندما نُشرت نقلا عن كلمات للأستاذ بديع فى حفل إفطار بطنطا.هل قالها فعلا؟
وهل يريد الإخوان غسل «أوساخ» مصر بماء السماء؟
ولماذا إختصت السماء الأستاذ بديع وصحبته بالماء الطهور؟ وما العناصر المكوِّنة لماء السماء لتكون قادرة على تغيير مصر من حالة «الوسخ» إلى النضافة العمومية على يد المرشد وجماعته؟
وتساءلت: هل لدى الجماعة خبراء فى تنظيف الدول والمجتمعات بماء السماء؟
يبدو أن المرشد كان على راحته فى طنطا، وأفلت لسانه بكلمات كاشفة عن لعبة استغلال السماء فى الصراع السياسى.. ما علاقة السماء بالمعركة الانتخابية؟
ولماذا حصل الإخوان على توكيل الماء الطهور وحدهم؟
وكيف تستمر كذبة أكثر من ٨٠ سنة كاملة؟
لا يحمل الإخوان، ولا غيرهم، توكيلا من السماء للوصول إلى السلطة، وكما قلنا للرئيس مبارك إن الله لا يختار الرؤساء، نقول للإخوان إن ماء السماء ليس من أدوات العمل السياسى، وتصوير الجماعة على أنها جيوش الملائكة التى ستعلم المصريين الفضيلة وتنهى سنوات الضلال، فكرة مستوردة من أيام سلطة الكنيسة، وربما تنطلى على شرائح مسكينة من شعب محروم سياسيا، لكنها فكرة مفضوحة.لا أحد يحمل تفويضا من السماء، ولا صكوك غفران، ولا توكيلات من الله بإدارة بلد أو مجتمع.والأزمات فى مصر ليست نتيجة فساد أخلاقى، ولكن نتيجة فساد سياسى، يضعف النفوس، والإصلاح ليس فى غسل الأوساخ بماء السماء، ولكن بتداول السلطة، ووضع بنية ديمقراطية للعلاقة بين السلطة والمجتمع، وهذه أفعال يقوم بها سياسيون لا مبعوثو عناية إلهية.

No comments: