تلقيت رسالة من «وائل غنيم» تطلب أن يكون«٢٥ يناير» انتفاضة ضد الظلم والفساد والبطالة
الطريق إلى ٢٥ يناير ٢٠١١ وانطلاق شرارة الثوره المصرية كان عبارة عن سلسلة طويلة من النضال ابتداء من حركة كفاية فى ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ التى كانت أول من طالب بسقوط نظام مبارك والتغيير من أجل الإصلاح، ثم تحركات المدونين والنشطاء الشباب فى ٢٠٠٦ و٢٠٠٧ والتواصل مع الإضرابات العمالية والاحتجاجات الفئوية، ووصولا إلى أن تكونت حركة شباب ٦ أبريل فى عام ٢٠٠٨ بعد الدعوة للإضراب العام تضامنا مع إضراب عمال غزل المحلة، وهو الإضراب الذى أحدث زلزالاً مدوياً فى مصر وأسفر عن حدث ضخم كاد يتحول لثورة شعبية فى ذلك الوقت، ولكن تم حصار مدينة المحلة واستخدام القمع المفرط وقنابل الغاز والرصاص المطاطى واعتقال الآلاف من أبناء مدينة المحلة، وكذلك المئات من النشطاء السياسيين فى القاهرة والإسكندرية والبحيرة وبورسعيد.
وقد كانت الدعوة ليوم ٢٥ يناير هى حدث سنوى تنظمه حركة ٦ أبريل كل عام ابتداء من ٢٠٠٩ عندما دعت الحركة لـ«عيد البلطجية» اعتراضا على الاحتفال بعيد الشرطة التى تعذب وتعتقل النشطاء السياسيين وكل من يعارض مبارك، فوزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة هما من يحميان الفاسدين والذين ينهبون أموال الشعب وهما من يزورون الانتخابات لصالح منظومة الفساد، وقد كانت تظاهرات ٢٥ يناير من كل عام لا تتعدى بضعة مئات عند نقابة الصحفيين أو النائب العام.
وفى نهايات عام ٢٠١٠ الذى كان من أكثر الأعوام سخونة وكثرة فى الأحداث الممهدة للثورة بدأت حركة ٦ أبريل فى الدعوة ليوم ٢٥ يناير ٢٠١١ كما يحدث كل عام، وكان من الواضح أن الحدث سيكون اضخم من كل عام، خصوصاً بعد انتخابات مجلس الشعب وحادثة خالد سعيد ومقتل سيد بلال وتفجير كنيسة القديسين، وقد كان تركيز الحركة فى الخطاب على هذه الأحداث التى كان للداخلية دور كبير فيها.
وفى نهاية ديسمبر ٢٠١٠ تلقيت رسالة من الزميل وائل غنيم حول يوم ٢٥ يناير بألا يكون اليوم ضد الداخلية فقط، وأنه يمكن أن تكون انتفاضة ضد الظلم والفساد والبطالة، واتفقنا على أن تحشد صفحتا ٦ أبريل وخالد سعيد كل منهما بطريقتها وأسلوبها ثم يتم توحيد الدعوة والخطاب قبل الحدث كما كان يحدث من قبل فى وقفات خالد سعيد فى يوليو ٢٠١٠.
وبالفعل مع اقتراب التاريخ بدأت حركات شبابية أخرى تتبنى الدعوة وتدعو للخروج يوم ٢٥ يناير كانتفاضة على الظلم والفقر والفساد وللمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، ومع اشتعال الأحداث فى تونس بدأت الدعوة تنتشر أكثر وأكثر فى مصر، فها هو شباب تونس قد بدأ قبلنا، ومع نجاح ثورة تونس فى خلع «بن على» كانت العبارة الموحدة الموجودة على الإنترنت «بسم الله الرحمن الرحيم. الإجابة تونس».
بدأت كرة الثلج فى التدحرج والازدياد يوما بعد يوم، خصوصا بعد ثورة تونس، وقد كان واضحاً أن الحشد التلقائى للحدث أضخم مما حدث يوم ٦ أبريل ٢٠٠٨، وبدأت كل الحركات الشبابية فى التنسيق على أرض الواقع ابتداء من يوم ١٥ يناير لتحديد شكل الخروج يوم ٢٥ يناير، وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وقتها رفضها للمشاركة فى ذلك اليوم، بالمثل كما رفضت من قبل المشاركة فى يوم ٦ أبريل ٢٠٠٨، ولكن شباب الجماعة أعلنوا رفضهم لهذا القرار ورأينا شعارات موحدة لشباب الإخوان على الفيسبوك «أنا إخوانى وهشارك يوم ٢٥ يناير».
وبدأ الاجتماع مع شباب الإخوان فى ٢٢ يناير لترتيب الخروج من الأماكن الشعبية فى اتجاه الميادين الرئيسية فى المحافظات، وقد كان الفارق الرئيسى من وجهة نظرى بين يوم ٦ أبريل ٢٠٠٨ و٢٥ يناير ٢٠١١ هو التنظيم، فقبل ٦ أبريل لم يكن هناك كيان أو مجموعة منظمة لقيادة التظاهرات فى مختلف المناطق رغم استعداد الجماهير للخروج وانتشار الدعوة فى الشارع المصرى، أما فى ٢٥ يناير ٢٠١١ فقد كانت هناك مجموعات بالفعل منظمة أو شبه منظمة لها مجموعات مختلفة بالمحافظات كحركة ٦ أبريل وحملة دعم البرادعى وشباب حزب الجبهة الديمقراطية وشباب الإخوان المسلمون.
بدأت الحركة كالعادة قبل أى تظاهرة كبرى بالتنسيق مع المراكز الحقوقية لإعداد كورسات للتعامل فى حالة الاعتقال ونشر أرقام جبهة الدفاع عن متظاهرى مصر، وكذلك قامت الحركة لأول مرة بنشر فيديوهات استخدام الدروع الواقية من الخوف وهى فيديوهات بها مقاطع من تكتيكات التظاهرات الكبرى فى عدة دول وكانت هناك فيديوهات لكيفية صناعة الدروع من مواد بسيطة، وتمت الاستعانة أيضا قبل يوم ٢٥ بما ورد إلينا من نصائح شباب تونس حول استخدام الدروع وكيفية التصرف مع الغاز المسيل للدموع.
كانت الخطة التى تم الاتفاق عليها فى اجتماعاتنا اليومية التى بدأت منذ ١٥ يناير أن يتم الخروج من عدة أماكن شعبية فى نفس الوقت فى معظم المحافظات ثم التوجه إلى الميادين الرئيسية فى تلك المحافظات للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وفى عام ٢٠١٠ كانت حركة ٦ أبريل ومعظم المجموعات الشبابية قد تعاونت من قبل فى تنظيم مظاهرات ومسيرات مفاجئة فى الأحياء الشعبية تبدأ وتختفى بدون علم جهاز أمن الدولة، وتم الاتفاق على عدة أماكن شعبية ليتم الانطلاق منها فى القاهرة والمحافظات، وقد تم اختيار الأماكن التى كان للحركة ولباقى الحركات سابق نشاط بها ولديها رصيد لدى المواطنين ويوجد تعاطف مع المطالب المرفوعة.
ففى القاهرة مثلا كان متفقاً على الخروج من المناطق الشعبية المحيطة بميدان مصطفى محمود كمنطقتى ناهيا وبولاق، وكذلك بعض المناطق الشعبية فى شبرا، وكذلك بعض المناطق المحيطة بميدان الجيزة، وكذلك وسط القاهرة، وتكرر الأمر نفسه فى المحافظات والمدن الرئيسية كالإسكندرية والمنصورة والبحيرة وبورسعيد والسويس وأسيوط، وتم نشر الأماكن الرئيسية فقط على صفحتى ٦ أبريل وخالد سعيد كميدان مصطفى محمود ودوران شبرا وميدان المطرية وميدان الجيزة فى القاهرة وميدان القائد إبراهيم فى الإسكندرية وميدان المحطة فى الزقازيق ومعظم الميادين الرئيسية فى المحافظات وتم نشر أن يتم التجمع الساعة ٢ فى الميادين المعلنة ولكن فى حقيقة الأمر كان الاتفاق على أن تبدأ التظاهرات والمسيرات قبل الساعة الواحدة من الأماكن الشعبية المحيطه بالميادين الرئيسية.
ولم تنجح كل تلك التظاهرات بالطبع ولكن نجح معظمها، خصوصا فى القاهرة والإسكندرية.
كان إحساسى يوم ٢٤ يناير يشبه كثيراً إحساسى يوم ٥ أبريل ٢٠٠٨، شىء ما سوف يحدث غدا، إحساس يشبه من لديه امتحان وذاكر قدر الإمكان وينتظر التوفيق، وكالعادة قبل أى حدث كبير أرسلت ابنتى وزوجتى لوالدها تحسباً لأى ظروف.
انطلقت صباح ٢٥ يناير لمتابعة غرفة عمليات ٦ أبريل والتى تم عقدها فى المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومركز هشام مبارك للقانون بعد نشر أكثر من ٢٠ رقم تليفون للقاهرة والمحافظات على صفحتى ٦ أبريل وخالد سعيد لمتابعة وتوجيه المتظاهرين لأماكن التظاهر الرئيسية وتسجيل حالات الاعتقال وإبلاغ المحامين، وكذلك توجيه وسائل الإعلام لأماكن الأحداث، ثم بعد ذلك بساعات بدأت بالاتصال بالمسؤولين الميدانيين فى القاهرة والمحافظات قبل البدء فى التحرك، ولم يكن مسموحا إطلاقا أن يتم ذكر أى مكان أو وقت لأى مكان تظاهر أو حتى التلميح عنه سواء فى التليفون أو على الإنترنت حتى لا يتم القبض على المجموعة قبل بدء الحدث، ثم بدأت فى التحرك فى اتجاه ميدان مصطفى محمود فى انتظار المسيرات التى ستأتى من ناهيا وبولاق، وقبل الساعة الثانية كان هناك تجمعات فى معظم الأماكن التى تم نشرها على الإنترنت وبدأ الأمن فى التضييق ووردت اتصالات من المطرية بأن التحرك تم قمعه فى بدايته، وأن شبرا تعانى من عنف الأمن المركزى وإطلاق قنابل الغاز، وأيضا بدأت الشرطة فى الاحتكاك بالمتظاهرين فى ميدان مصطفى محمود وكانت الأغلبية الكاسحة منهم من الشباب الذى لم يشارك فى العمل السياسى من قبل وكان عددهم يقدر بعدة آلاف.
وأخيرا وصلت المسيرة القادمة من ناهيا وبولاق فى مشهد مهيب وهى تملأ كل الكوبرى الذى يصل بين بولاق والمهندسين وأعلام مصر ترفرف على المسيرة التى تهتف بسقوط النظام. تلاقت المسيرتان وتلاقيت مع زملائى من حملة البرادعى والقادة الميدانيين لـ٦ أبريل وباقى الزملاء القدامى من الحركات الشبابية الأخرى بالأحضان والبكاء، فأخيرا تحرك الشعب بعد سنوات طويلة من التظاهرات والاعتقالات والعنف الذى يمارس ضدنا فى أى تظاهرة، أخيرا تحقق الحلم.
اطلق الشباب الشرارة واستجاب الشعب المصرى وتحولت الاحتجاجات إلى ثورة شعبية بكل ما تحمله الكلمة من معانى، ثورة حملت مفاجأة لمنظميها ومفاجأة لنظام مبارك ومفاجأة للأجهزة الأمنية ومفاجأة لكل القوى الدولية والأمريكان حيث لم يتوقع أحد منهم أن تقوم ثورة فى مصر.
وكان السؤال فى تلك اللحظة، هل نتوجه لوزارة الداخلية أم لميدان التحرير، فكانت الإجابة بالطبع لميدان التحرير عن طريق الدقى وشارع التحرير وتجنب أى كبارى قدر الإمكان، عشرات الآلاف من الشباب يهتف عيش حرية كرامة إنسانية
كانت الاتصالات من مسيرة شبرا تخبرنا بأنهم يتعرضون لعنف شديد واعتقالات وقنابل غاز فى طريقهم للتحرير، ثم عند وصولهم للتحرير تم استقبالهم بطريقة أكثر عنفاً ويحتاجون للمساعدة وكان طريقنا طويلاً وحاولنا أن نطالبهم بالصبر فنحن فى الطريق ونعانى أيضا من بعض الاحتكاكات وتنظيم المسيرة بهذا العدد ليس بالأمر السهل، وفجأة لم أجد شبكة فى هاتفى المحمول بدون سابق إنذار وأصبحت الشريحة لا تعمل، وعرفت أن ذلك تكرر مع بعض القادة الميدانيين للتظاهرات.
وعند دخولنا أيضا لميدان التحرير تم استقبالنا بقنابل الغاز وبعض الرصاص المطاطى ومدافع المياه، ولكن لم يؤثر ذلك فى كل هذه الحشود وبعد معارك قصيرة انسحب الأمن ناحية مبنى مجلس الشعب الذى كان هدفاً كبيراً.
وفى المساء وصل عددنا لأكثر من ٦٠ ألف فى ميدان التحرير وحده بجانب عشرات الآلاف فى عدة محافظات، وفى هذه المساء بدأ هتاف الشعب يريد إسقاط النظام.
بدأ هذا الهتاف من الشعب رغم أننا كنا حريصين من البداية على الابتعاد عن الهتافات السياسية قدر الإمكان، واستمرت بعض الاشتباكات بالقرب من مجلس الشعب، وأتذكر أنى قابلت الأستاذ إبراهيم عيسى فسألنى، ناويين على إيه، جاوبت بأنه خلاص واضح أنها ثورة، فكان نصيحته بأن نحاول تجميع الشباب الذى يشتبك مع الأمن بالقرب من مجلس الشعب إلى الميدان مرة أخرى فثورة تونس استمرت شهراً، إنتوا عايزين تخلصوها فى يوم واحد؟
وبالفعل بدأ الشباب فى التجمع مرة أخرى فى الميدان وبدأ التفكير فى بدء الاعتصام وتجمع قادة الحركات السياسية للتشاور وجاءت فكرة يوم ٢٨ يناير، خصوصا بعد نزول العديد من كوادر الإخوان للميدان وحديثهم عن استعدادهم للمشاركة بشكل رسمى يوم ٢٨ يناير.
أطلقت الداخلية إنذاراتها فى الإعلام بأنه إن لم يتم إخلاء الميدان فسيتم الهجوم وفضه بالقوة، وبادرنا نحن بشراء مجموعة من الخيم والبطاطين والأطعمة، وبدأ الهجوم بالفعل فى منتصف الليل وانتشر المتظاهرون فى شوارع مصر، كنت قلقاً من ألا يعود المتظاهرون للميادين مرة أخرى، ولكن كانت الإجابة يومى ٢٥ و٢٦ يناير بانتشار المظاهرات العفوية التى بدون تنظيم من أى حركة سياسية، وفى مساء ٢٥ يناير تم الاتفاق على الخروج من كل المساجد فى جمعة الغضب ٢٨ يناير، وتم الإعداد لذلك وتم التنسيق أيضا مع صفحة خالد سعيد، وقد أعلن حينها الإخوان المسلمون الاشتراك الرسمى فى التظاهرات لجمعة الغضب، فقد خرج الشعب، وبدأ النظام فى التساقط.
وقد كان يوم ٢٨ يناير يمثل حلماً تمناه وحلم به الكثيرون من الشباب طوال هذه السنوات، حلما كان أحيانا يعتبره البعض وهما، كنت عن نفسى أحلم به كثيرا، وأتذكر خفقات قلبى قبل المعركة الفاصلة عندما كنا نهرب من الملاحقات الأمنية لنستطيع تنظيم التظاهرات والخروج من المساجد قبل المواجهة الأخيرة.
يوما ٢٦ و٢٧ كنت أحاول المتابعة من غرفة العمليات وتسجيل أسماء المعتقلين والمصابين وإرسال المحامين للأقسام أو للنيابة وإرسال الأطعمة والإعاشة للمعتقلين الذين كان يزداد عددهم كل ساعة، وحاولت التخفى قدر الإمكان بعد اعتقال عدد كبير من النشطاء المعروفين فليس مفيداً أن يكون الجميع بالداخل، وبدأنا فى التجهيز ليوم ٢٨ يناير بإعادة رسم الخطة، خصوصا بعد المشاركة الرسمية للإخوان المسلمون، وكذلك تغير موقف العديد من الأحزاب بعد يوم ٢٥ يناير كحزب الوفد، وتم الاتفاق على الخروج من جميع المساجد فى جميع المناطق فى جميع المحافظات على مستوى الجمهورية والتوجه إلى الميادين الرئيسية لبدء الاعتصام بها، وتمت إعادة توزيع مجموعات ٦ أبريل المتبقية بعد الاعتقالات، وكذلك باقى المجموعات الشبابية لأقرب منطقة جغرافية حيث السكن والتنسيق مع شباب وقيادات الإخوان.
وتحركت مع إحدى المجموعات فى إمبابة يوم ٢٨ يناير بعد صلاة الجمعه وظللنا نتحرك فى مسيرات فى إمبابة حتى خرجنا بعشرات الآلاف من المنطقة واتجهنا فى مسيرة إلى العجوزة ثم الدقى وواجهتنا بعض قنابل الغاز الخفيفة من مجموعات أمن مركزى أقل عدداً بكثير، ثم اتجهنا إلى ميدان الجلاء حيث كان التلاقى مع المسيرة القادمة من الجيزة حيث كان يوجد د.البرادعى، وبدأت المواجهة الصعبة فوق كوبرى الجلاء وكوبرى قصر النيل، وكذلك كانت هناك مثلها فى شارع قصر العينى للقادمين من مناطق جنوب القاهرة وشارع رمسيس للقادمين من شمال القاهرة، وفى آخر اليوم كانت الشرطة تهرب من أمام المتظاهرين ودخلنا الميدان فى مساء اليوم ونحن نسجد لله ونبكى من الفرح، فأخيرا تحقق الحلم.
وبدأ الاعتصام فى التحرير وبدأ صراع الإرادة والنفس الطويل، وتم تكوين الائتلاف لسد الطريق أمام الائتلافات الوهمية التى كونها جهاز المخابرات للتفاوض معها والاتفاق على بقاء مبارك، وصمد الشباب أمام دعوات التخوين وادعاءات التخريب والخطاب العاطفى لمبارك وضغط بعض الفئات التى أصابها الإحباط والخوف.
وسقط مبارك وخرج نفس الشعب للاحتفال ويا للعجب.
ولكن للأسف نظام مبارك لم يسقط، وتهامسنا فيما بيننا، أن المجلس ما هم إلا نظام مبارك ويراوغنا، ألم تروا ما فعله فى موقعة الجمل، ألم تسمعوا زئير الطائرات فوق رؤوسنا مباشرة لإرهابنا فى الميدان، أنهم لا يبغون تغيير النظام، كل ما يهمهم هو تنحية جمال مبارك ووقف مشروع التوريث، ولكن الفساد، وعصابة رجال الاعمال ونفس أسلوب الحكم، كل شىء يبقى على ما هو عليه.
ولكن لنجرب، لنترك الميدان ونخلع عدة القتال ونذهب نستمع إليهم، فالشعب يصرخ ويقول كفاية بقى روحوا وعايزين عجلة الإنتاج تدور، ويا ليتنا ما فعلنا، فالثوار أصبحوا فى قاموس المجلس العسكرى عملاء وخونة، والثورة أصبحت قلب نظام الحكم، والحركات الشبابية التى أشعلت فتيل الثورة أصبحت تنظيمات غير شرعية، وأصبح رجال النظام القديم الذى أوهمنا بأننا خرجنا عليهم وأطحنا بهم يخرجون ألسنتهم لنا ويعودون ببطء يوما بعد يوم.
وبدلا من أن نحتفل بيوم ٢٥ يناير ٢٠١٢ كما تحتفل تونس بانتصار ثورتها، أصبحنا فى حاجة لثورة جديدة، أو على الأقل موجة ثورية جديدة.
موعدنا ٢٥ يناير ٢٠١٢.. تسليم السلطة.
No comments:
Post a Comment