Wednesday, February 15, 2012

دقــت سـاعة الانقــلاب العسكـرى بقلم عبــد الحليــم قنــديل


هل سيفعلها ويقدم المجلس العسكرى على انقلاب عسكرى صريح ,, أم انه سيواصل رحلة الانسحاب العسكرى من السياسة ,,ويترك الجمل بما حمل لجماعة الإخوان واخواتها ؟
تبدو الأمور غاية فى التأزم وقد وصلت إلى نقطة الحرج,, وتحدد موعد بدء الترشح للانتخابات الرئاسة فى 10 مارس المقبل ,, وربما يجرى تبكيره مع تزايد الضغوط والإضرابات ودورات العصيان ,,وهو ما يعنى أن الانتخابات الرئاسية سوف تجرى بالتوازى مع إعداد الدستور الجديد
كانت قوات الجيش تنزل إلى كل الميادين .. وكل الشوارع,, وكل المحافظات ,, وبطريقة غاية فى الاحتراف والاستعداد العسكرى المقتدر ..وكأنها بروفة انقلاب عسكرى
وفى سياق العك السياسى ,المتصل ,, ومع خلاف ظاهر فى تحديد هوية النظام السياسى وهل سيكون رئاسيا على طريقة دساتير سبقت ,,وعلى طريقة الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس العسكرى فى معية الإخوان ,,وهو ما لا يبدو مرجحا ,,فالإخوان وقد صاروا أصحاب الأغلبيه البرلمانية النسبية ,,وأجنحة لا بأس بها من السلفيين وغيرهم ,,كل هؤلاء لا يفضلون النظام الرئاسى ,,ويميلون إلى نظام رئاسى ___ برلمانى مختلط ,,وبتوازن حرج أقرب الى المثال الفرنسى ,,وربما بصلاحيات أقل للرئيس من الحالة الفرنسيه ,,وعلى نحو قد يقترب من النظم البرلمانيه الصرفه ,,وهو ما يعنى أننا قد نكون بصدد رئيس بروتوكول ,,أو رئيس بركـة ,, لا يهش ولا ينش,,وليس بوسعه تقديم غطاء سياسى لتصرفات ((الدولة العميقة)) فى المؤسسة العسكرية وأجهزة المخابرات ..

وتبدو خطه الإخوان ظاهره ,, فقد حصلوا على الأغلبية البرلمانيه ,, ويسعون إلى أختيار رئيس من خارج الجماعه وعلى ان يكون فى وضع البطه العرجاء ,, لا يقدم رجلا ولا يفرك يده دون مشورتهم ,, ويختبئون خلفه وعلى طريقة سلوكهم المعتاد أيام مبارك فى انتخابات النقابات المهنية ,,كانوا يختارون نقيبا من غير الإخوان ويسيطرون على مجالس النقابات ويحولون النقيب المنتخب إلى ((نقيب زائر )) يكون اخر من يعلم ومن يفتى ,, وتماما كالرئيس الزائر ,,الذى يسعون الان لاختياره وبدواع معلنه من قبلهم أبرزها ألا يكون شخصا ثوريا مثيرا لاعصاب الغرب ,, ولا مستفزا لغضب امريكا وإسرائيل تحديدا ,,ومن السهل أن تعرف الاسم المختار فى قوائم المرشحين المعلنة إلى الان ,,وغن كانت قصة اختيار منصور حسن ,,كمرشح إضافى ,,قد وصلت إلى نهايتها على ما يبدو فالرجل يبدو شاكرا ممتنا ومعتذرا عن قبول عرض الترشيح ومكتفيا بدوره الاستشارى فى رئاسة المجلس الاستشارى ومخيبا لظنون المجلس العسكرى الذى يحبه ,,وللإخوان الذين لا يمانعون فى اختيار شخصه ,, ولو ترشح عبر حزب الوفد ,, اكثر من ذلك يواصل الاخوان خطه الهجوم ,, وعلى طريقتهم المفضلة جدا ,, والتى يضعونها فى مقام الكذب الأبيض, فيصرح أحدهم ثم ينفى الاخر ,, ويطلقون بالونات الاختبار وإلى ان تستقر الصورة ,,وعلى طريقة إعلانهم العزم على تشكيل حكومه ,, ثم سحب التصريح إبراز النفى ,,ثم التاكيد على عدم رغبتهم فى سحب الثقه من الحكومه الحالية ,, ثم يقولون ان لديهم خططا لتشكيل حكومه إئتلافية بقيادة مرسى أو الشاطر ,, يسلكون سلوك التاجر الشاطر ,,يبيعون بضاعه لا يملكونها ويقبضون الثمن مقدما فهم يعرفون يقينا أن البرلمان لا يملك سحب الثقه من الحكومه الحالية ,, وان الإعلان الدستورى لا يتيح وإلى ان تتم كتابة دستور جديد وإلى ان يجرى انتخاب رئيس ,, وهو ما سبق ان التزموا به علنا وسرا وصرحوا به مرارا لكنهم يفعلون ويكذبون ,,فالإخوان من طبيعتهم الكذب ويعيشون على الكذب والنفاق والإحتيال حتى يصلوا لما يريدون ,,, وسيظلوا هكذا يتلونون ويتغيرون ويكذبون للأبد لانها طبيعتهم ومسلكهم ,, وعلى سبيل الإيحاء بفرض النفوذ الإخوانى المزعوم والتحكم فى اختيار رئيس على مقاس إخوانى يفضله الأمريكان مع ان جماعة الإخوان لا تملك فى انتخابات الرئاسة ما كان لها فى انتخابات البرلمان ,,وقد حصلت فى القوائم على نسبة أقل كثيرا من 40% من الاصوات ,,, اى أنهم فى الأختيار السياسى لا يملكون سوى ما يزيد قليلا على ثلث إجمالى الأصوات ,, وفى انتخابات الرئاسة تختلف الصورة ,, فالمرشح الفرد هنا هو البطل ,,وبطريقة تجاوز حدود الثقه فى تياره السياسى ,, وهنا يبرز سلوك التاجر الإخوانى ثانية ,,والذى يبيع بضاعه لا يملكها ويختار رئيسا لا يملك فرص نجاحه ...
هكذا يسلك الإخوان الذين حالفهم المجلس العسكرى ودخل معهم فى صفقة اضطرار لا صفقة اختيار ,, وأثبت غباوته المفرطه وجعلهم يمتصون قوته الرمزيه ويحولونه إلى ((خيال مأته)) يعاديه جمهور الثورة ومعهم كل الحق فقد أثبت المجلس العسكرى وباستثناءات محدوده فى عضويته أنه رأس الثورة المضاده وأنه يجسد الفساد المالى والإدارى فى قيادة تتكون من تسعه عشر لصا ,,هم ابناء الامبارك وحصن الدفاع عنه ومجابهة الثورة من اجله ومن اجل مكاسبهم الحرام التى نهبوها من دماء شعب مصر ,, إنه المجلس الذى يقود الثورة المضاده ويمثل اخر قــلاع الفساد والإفســاد التى تؤى اللصوص والفاسدين والعملاء والمتاجرين بدماء الشعوب ..
ثم انه لا يجد فى الإخوان حليفه الشعبى السياسى __ سندا عند الحاجه اللهم إلا بضعة تصريحات تطلق فى الهواء ثم تجرى التوبه عنها مع اول صلاة ,, أو مع اول أجتماع لمكتب الإرشاد الإخوانى ,,والذى يتصرف فى مصر الأن بحرية المالك فيما يملك’’’ ويعد بتحصين أعضاء المجلس العسكرى ,,وعلى طريقة تحصين البرلمان للشاويش على عبد الله صالح ,,ومقابل ان يترك المجلس العسكرى للاخوان كل شىء بدءا من لحظة انعقاد البرلمان وان يتولى مكتب الإرشاد عملية اختيار الرئيس والترويج لانتخابه وعلى أن يكون منزوع الصلاحيات إلا قليلا ...
وعلى غير ما يبدو من ظاهر امور المجلس العسكرى هذه الأيام وصمته المتصل إلا قليلا ,, وحركة ((شئونه المعنوية)) الجديده على صفحات الفيس بوك,, وانشغالها بالتحريض على دعاة الإضراب والعصيان والتسليم الفورى للسلطة ,, وإلى أخر الكلام الذى يشبه الصمت ,,والذى لا يمثل القمة الظاهرة من جبل الثلج المخفى ,, فثمة حركة مدروسة تواترت إشاراتها فى الأيام الأخيره ,,إشارات ورسائل إلى عنوان أخر ومضمونها ناطق ,, وهو ان المجلس العسكرى بمراكز التأثير فيه ,,يوصل رسالة للداخل وإلى الخارج القلق فى وقت واحد ,,,مضمون الرسالة يقول ((نحن هنا )) ففى يوم واحد ,,عقد قضاة التحقيق فى قضية منظمات التمويل الأمريكى مؤتمرا صحفيا عالميا مطولا ,, وفى نهاية اليوم كانت قوات الجيش تنزل إلى كل الميادين ,, وكل الشوارع ,,وكل المحافظات ,, وبطريقة غايه فى الإحترافية والاستعداد العسكرى المقتدر ,,وكانها بروفة انقلاب عسكرى ,,فى رسالة السياسه قصد المجلس العسكرى ان يقدم دليلا على وطنيته وان يتظاهر بالمقدرة على تحدى النفوذ الأمريكى ,,, وأن يقدم على مغامرة وطنية محسوبة بتفاهمات باطنه مع واشنطن وان يعبر عن ضيقه باتصالات الامريكان مع الإخوان والتى تهدد الزواج الرسمى لواشنطن بالمجلس العسكرى وتحل محله وعلى حسابه (زواجـا عرفيـا) بالإخوان وفى رسالة السلاح بدا المعنى موصولا ,,فالتصرف الخشن مع منظمات التمويل الامريكى ينعش شعبية المجلس العسكرى المنهاره ,,والتصرف المقتدر بالسلاح يصعد شعبية المجلس العسكرى فى الداخل المتدهور أمنيا بتعمد من المجلس العسكرى ذاته ,, ويصور بقاء المجلس العسكرى كما لو كان ضرورة (لحماية الشعب ) بنص التعبير الملصق على العربات العسكرية ,,ويستثير حماسا خفت ,,لعبارة لا معنى لها فى ظل سقوط القناع عن الوجه القبيح للمجلس العسكرى عدو الثورة الاول وهى ((الجيش والشعب إيد واحده )) التى ظهرت هى الاخرى على جوانب العربات العسكرية وطبيعى جدا ان يلعب تصرف السلاح بالذات دورا فى كسب رضا قواعد شعبية واسعه من البسطاء وغيرهم من البعيدين تماما بظروفهم ومعاناتهم اليوميه عن الوعى الأرقى بقضية الثورة والحقيقة البشعه والمخجله لسافكى الدماء ومنتهكى الأعراض اولئك الجنرالات قيادات المجلس العسكرى ودورهم البارز فى نهب الثورة المصرية العظيمة
وقد لا تغامر بتوقع استطراد تصرفات مماثله بالسياسة والسلاح ,, فالمجلس العسكرى يبدوا محشورا فى الزاويه ,,جمهور الثورة يعاديه والإخوان ليسوا من اصدقائه المؤتمنين ,,ونوايا الغدر عندهم لا تخفى ,,واستقوائهم بتطمينات الامريكيين والخليجيين ظاهر ,, ورغبتهم فى الحلول محل المجلس العسكرى أكثر ظهورا بينما يبدو(( المجلس العسكرى)) كالعقرب الخائف فى حالة تنبه اخيره ويجرى بروفات سياسية ومناورات سلاح ,,ولا تبدو كتلته موحده فى الأراء وانتظار المصائر ,,فالمشير طنطاوى يبدو فى حال الاستغناء ,, والفريق سامى عنان فى حال الاستقواء ,, وقد لا يفـاجأ أحد إن جرى انقلاب عسكرى قبل اوان الرئاسة ,,أو ان يجرى الانقلاب فى صورة انسحاب ,,ويخلع احدهم بزتـه العسكرية ويتقدم بالترشح لانتخابات الرئاسة وبترتيبات تجرى مع تيارات ((إسلاميه )) خارج الإخوان وبإحتمالات فوز لا يستهان بها ,,أو هكذا نظن ,, وليس كل الظن إثمــا فى بلد مفتوح على ريـاح الخطــر

No comments: