طقوس الموت
بقلم وحيد حامد ٩/ ٢/ ٢٠١٢
الحرية والديمقراطية فى مصر الآن وربما لسنوات مقبلة وهم كاذب، ومن يزعم غير ذلك مخادع.. فمصر حالياً بين قبضتين لا تعرفان الحرية أو الديمقراطية، القبضة الأولى هى قبضة المجلس العسكرى الغاشم الذى لا يعترف بخطأ، ولا يعرف الاعتذار، والذى يقر مبدأ إطاعة الأمر حتى لو كان خطأ. والقبضة الثانية هى قبضة جماعة الإخوان التى تفرض مبدأ «السمع والطاعة»، والتى لن تفرط بسهولة فى أى شىء مما وصلت إليه، بل إنها تسعى بكل طاقتها للاستحواذ على كل كيانات الدولة ودروعها وأولها الجيش ذاته والداخلية بكاملها.. فمن أين تأتى الديمقراطية وفاقد الشىء لا يعطيه، سواء كان المجلس أو الجماعة، وهما الآن فى حالة وفاق بفضل الزواج العرفى القائم بينهما منذ بداية الثورة وحتى الآن؟!
مجلس الشعب المنتخب بواسطة انتخابات نزيهة وطاهرة وشريفة نتفرج عليه والحزن يملأ القلوب والأفئدة ونحن نشاهد ضحالة الفكر وفساد المنطق وغياب الديمقراطية ومصادرة الآخرين وظهور نماذج صورة طبق الأصل من أعضاء المجلس السابق مع إضافة «اللحية أو الزبيبة، حتى محدثى الضجة والفرقعة»، مجلس ظهر به من ينافق ومن يزايد ومن يتملق ومن يداهن ومن هو مستعد لتقبيل يد النظام أياً كان.. وعظيم جداً أن تكون الجلسات أمام الشعب حتى يحكم على السادة النواب الذين اختارهم سواء بشفافية أو بخمسين جنيهاً ولفافة لحم أو بقناعة مطلقة.. لأن كل واحد من السادة الأعضاء من الواضح أنه فرح بالغنيمة التى لم يتوقعها لكنه فاز بها، والآن ليس لديه ما هو أهم منها، وليس مهماً على الإطلاق أن تظل النار مشتعلة فى جسد الوطن..
نحن دولة فقدت مكانتها وأهدرت هيبتها وبددت ثروتها وأتلفت مصادر إنتاجها.. وليس هذا بسبب الثورة أو بفعل شبابها وإنما بفعل سوء الإدارة وهوانها وفساد رؤيتها وعجزها التام، وعدم قدرتها على إعمال القانون والخوف الذى سيطر على الذين لا يجب أن يخافوا.. فرق كبير بين عشاق السلطة وعشاق الوطن، فرق كبير بين الذين يتاجرون بقضايا الوطن بداية من دم الشهداء وخبز الفقراء والحقوق الضائعة والعدالة الغائبة والحرية المفقودة وهم أصحاب الصوت العالى أساتذة الكلام والانفعال الكاذب.. وبين الذين يحملون هذه القضايا فوق رؤوسهم كأنها أولادهم وبناتهم.. فرق بين الشرف والعار.... لكل ما سبق.. أصرخ: استيقظوا أو موتوا...!
No comments:
Post a Comment