قصر المنتزة |
في إحدى
الليالي المقمرة، أمر الخديوي عباس حلمي الثاني، بإعداد ثمانين حمارا من حمير
المكارية، لتركبها الحاشية ليلا في الصحراء على شاطئ البحر، وأن ترافق هذه المسيرة
الموسيقى الخديوية، وعددها 45 رجلا، وركبوا وهم يعزفون بموسيقاهم، إلى ان وصلوا
منطقة سيدي بشر.
ومن ثم
استقر موكب الخديوي في البقعة المجاورة لسيدي بشر، بألسنتها الجميلة الداخلة في
البحر، وتسرب المياه بين ثنياتها الصخرية في خرير ساحر، فعزم الخديوي على التوغل
فيها لمشاهدتها من قرب. واكتشف على أثرها رابيتين عاليتين، وبينهما ضلع صغيـــر.
وفي
طرفه الشمالي، جزيرة صغيرة، فقرر الخديوي من يومها، أن يكون هذا المكان مصيفا له
ولعائلته، وأن ينشئ قصرا أنيقا له:(قصر المنتزه). و بنى الخديوي عباس حلمي الثاني
قصر السلاملك على إحدى الرابيتين العاليتين، وأقام أمامه ساعة رملية. أما الرابية
الأخرى فبنى أمامها (قصر الحرملك).
والذي
يعد المبنى الرئيسي بالمنطقة، فضلًا عن أنه تحفة معمارية نادرة تجمع بين العمارة
الكلاسيكية وعمارة النهضة الإيطالية والإسلامية.. ثم اشترى الخديوي عباس منزلًا
كان وراء الرابيتين، من ثري سكندري من أصل يوناني، يدعى سينادينو. كما ابتاع أرضا
واسعة من الحكومة ومن الأهالي، لتكون ملحقات بالقصر الجديد، وزرعت تلك الأراضي
كحدائـــق ومتنزه، وأشرف الخديوي بنفسه، على تنظيم الحديقة والاعتناء بها. وأطلق
عليها وعلى القصر وملحقاتـــه، مسمــى واحدا: (قصر المنتزه).
عندما
تولى الملك فاروق عرش مصر، أضاف إلى قصر المنتزه بعض اللمسات التي تتناسب مع ذوقه
الخاص، وأشهرها كوبري الجزيرة الحالي، حيث يعد تحفة معمارية مميزة، أصبح لها عدد
من الشواطئ التي تطل على البحر مباشرة. ومن أشهرها شاطئ عايدة وكليوباترا
وإيزيس.اوكتسبت هذه المنطقة شهرة عالمية بعد إقامة فندق فلسطين فيها، وانعقاد القمة
العربية فيه، عام 1964، من أجل دعم القضية الفلسطينية.
No comments:
Post a Comment