Monday, July 8, 2013

إنها جماعة إرهابية لا بديل عن إستئصالها

طارق الغزالى حرب

لا أعتقد أن هذه الفترة العصيبة والحاسمة فى تاريخ الوطن يمكن أن تحتمل وصلات النفاق والرياء، وادعاء الحكمة، واللعب على الحبال.. إننا يجب ألا ننجر إلى المنطقة الشائكة، التى تحاول هذه الجماعة اليمينية المتطرفة المتآمرة أن تأخذ كل من يخالفها الرأى إليها، وهى منطقة التدين والإيمان والكفر.. القضية يا سادة لاعلاقة لها من قريب أو بعيد بالدين الإسلامى، لذا فإننى أتعجب من السادة الإعلاميين، الذين يطلون علينا ليل نهار من الفضائيات المختلفة يكررون بسذاجة عبارة «نحن مسلمون وموحدون بالله» أثناء أحاديثهم، وكأن الدين هو القضية، وأن عليهم أن يثبتوا هذا أمام جماعة المجرمين، الذين يعطون صكوك الإيمان والكفر! وأتعجب أكثر من استخدام كثير من هؤلاء الإعلاميين تعبير «المشروع الإسلامى» فى مفردات حديثهم عن الصراع بين قوى الخير، التى تريد التقدم والازدهار لهذا الوطن، وقوى الشر التى تريد أن تعود به قروناً إلى الوراء لاستعباد أهله باسم الدين.. وانساق الجميع فى استخدام كلمة «الأحزاب الإسلامية» ضمن مفردات كلماتهم. إن الدين عند الله الإسلام، ومن آمن به فهو مسلم، وليس فى القرآن الكريم ولا السُنة الصحيحة ذلك اللفظ المنحوت جهلا «إسلامى»، ومن لا يؤمن بهذه العقيدة السمحة فهو غير مسلم، والله وحده هو الذى سيحاسب البشر على معتقداتهم، وعملهم فى الحياة الدنيا، وهو وحده سبحانه وتعالى، الذى يحدد آخرتهم، والقرآن الكريم واضح وقاطع فى هذا الأمر، حيث يقول سبحانه وتعالى فى الآية السابعة عشرة من سورة الحج «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد»..
فلماذا ارتضينا لهؤلاء التجار والمنتفعين باسم الدين أن يفصلوا هم بيننا فى الحياة الدنيا، ويتقولون على الله ورسوله، فيصفون ما يحقق لهم مصالحهم الدنيوية وغاياتهم الدنيئة بأنه «إسلامى» للإيحاء بأن عدا ذلك «غير إسلامى»! لقد أثبتت حوادث الأيام الأخيرة أن هذه الجماعة المجرمة، التى تتمسح بالدين أن ما تسميه «مشروعها الإسلامى» ما هو إلا مشروع مُستبد فاشى جاهل قوامه التمكن من السلطة بأى ثمن، وتحقيق مصالح خاصة وكنز الثروات، وتقاسمها لصالح عصابة دولية يدافع أفرادها عن بعضهم البعض، ولا تتورع عن ارتكاب أكبر الكبائر، من أجل تحقيق هذا المشروع.. إنها عصابة لا وطن لها ولا دين، غررت بملايين الجهلة والفقراء فى كل أنحاء الأرض، ولا يهمها فى شىء إزهاق أرواح بريئة أو مصلحة أوطان أو مصير أمم. لقد أساءت هذه الجماعة المجرمة المتآمرة إلى دين الإسلام أكثر مما أساء له أعداؤه، إذ خرج من عباءتها وأفكارها الرجعية المتخلفة معظم الحركات الإرهابية فى العالم، التى ارتكبت فى شتى بقاع الأرض عمليات قتل وترويع لبشر أبرياء، وبفضلهم صار المسلم فى كل مكان محل شك وريبة، بل ارتبطت كلمة الإسلام بكلمة الإرهاب للأسف الشديد. إننى أتعجب من هؤلاء الإعلاميين وضيوفهم المثقفين، الذين مازالوا مُصرين على اعتبار هؤلاء القتلة الفَجرة «فصيلا سياسياً» يجب ألا نتجاهله، وعلينا أن نشركه فى الحكم تحت دعوى الديمقراطية! هل تصدقون أن هذه الجماعة الفاشية ذات التاريخ الأسود تؤمن بالديمقراطية أم أنكم تخادعون أنفسكم؟ لقد جربهم الشعب لعام كامل وجد فيه كل أساليب الكذب والخداع والتآمر والاستبداد والإهمال التام للشعب ومتطلباته، ولم يتخذوا قراراً واحداً يطبقون فيه «شرع الله»، الذى تلوكه ألسنتهم ليل نهار، لخداع الغافلين البسطاء. أتعجب أيضاً من موقف هؤلاء الإعلاميين وضيوفهم، الذين ينتقدون القرار الحكيم بإغلاق القنوات الدينية، التى تدس السم فى العسل، لتخريب العقول بدعوى أن ذلك ضد حرية الرأى! هل لا يعلم هؤلاء أن استمرار هذه القنوات بعد القرارات الحاسمة التى أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى نزولا على إرادة الشعب، كان من الممكن بل من المؤكد أنها ستثير المزيد من الفتنة، والحث على الاقتتال وإزهاق الأرواح؟! من فضلكم يا نجوم إعلام فضائيات هذا العصر هل تقبلون الحرية لجماعة إرهابية رجعية عفنة تبث سمومها لتخرب عقول الملايين المتدينة بفطرتها السليمة، وهل تقبلون أن تكون شريكاً فى الحياة السياسية لهذا البلد، الذى عانى ما عانى طوال عقود من أفكارهم الشريرة ومعتقداتهم المنحرفة عن صحيح الدين؟! وبعد ما رأيتموه من تصرفاتهم وأقوال مرشدهم يوم الجمعة الماضى على الملأ وندائه إلى ما سماه العالم الحر (الذى يذكرنا بماضيهم الأسود فى الخمسينيات أثناء العدوان الثلاثى الغاشم على مصر، وطلبهم من العالم الحر أن يقضى على الزعيم الخالد عبدالناصر) وبعد ما فعله أنصاره بعد كلماته التحريضية فعاثوا فى أنحاء الوطن إرهابا وإجراماً وتقتيلا، هل ترون بعد ذلك كله أن هناك سبيلا آخر غير استئصال هذه الجماعة من جذورها من على أرض مصر الطيبة، الذى سيعقبه بالضرورة سقوط تنظيمهم الإرهابى الدولى، الذى لا يعرف حُرمة لدم أو أرض أو وطن؟! أفيقوا واستقيموا يرحمكم الله.


No comments: