Saturday, May 3, 2014

مقال غاية فى الأهمية سوف أتركه للقراءة وللتأمل


بقلم أبو العز الحريري

يتميز المصريون بجينات العداء للاستعمار وطرد الاستعماريين ومطاردتهم الي اوطانهم الأصلية، هذا العداء الرافض لعدوان الغرباء يعد مكون أساسي في الحضارة المصرية (تحضر رفض الظلم الخارجي) مثل رفضهم للظلم بينهم .. هكذا كانوا ضد المغول والتتار والصليبيين والفرنسيين والإنجليز ومساندتهم لأحمد عرابي (زعيم الفلاحين) في ثورته وذلك جوهر ثورة ١٩١٩ لجلاء الاستعمار الانجليزي، وقبل ثورة يوليو ١٩٥٢ امتلأت القناة بآلاف الفدائيين من المواطنين وأحسن ضباط الثورة قبل ان يقوموا بثورتهم بفتح مخازن الجيش لتسليح الفدائيين، وحين عوقبت مصر بالعدوان الثلاثي (اسرائيل وفرنسا وإنجلترا) ردا علي مساعدة الثوار العرب في محاربة الفرنسيين بالجزائر والإنجليز بالخليج العربي .. ردد الشعب الله اكبر وانتصرت مصر سياسيا وطردت قوات العدوان الثلاثي وأممنا قناة السويس وبنيان السد العالي، وحين تنحي عبد الناصر بعد نكسة ١٩٦٧ (مجرد هزيمة علي طريق التحرير النهائي للأرض والإرادة) خرج كل الشعب المصري يطالب عبد الناصر بالبقاء وقيادة الحرب لتحرير سيناء، ودخل أهم قادة ورموز العسكرية المصرية والعربية والعالمية (الفريق عبد المنعم رياض) الي عبد الناصر قائلا: ياريس لا تقبل بالمصالحة مع اسرائيل او حتي بالانسحاب غير المشروط ولو أعادوا سيناء كاملة .. لولم نحارب لاسترداد الشرف قبل الارض ستقف النسوة علي أبواب الأزقة (اي ان الشعب) مالم يسترد بالقوة ما أخذ بالقوة فسوف يهزم في ذاتية وهذا لم يحدث في التاريخ. خاضت مصر حرب الصمود والاستنزاف ثم قبلت مبادرة وليم روجرز وزير خارجية أمريكا بوقف القتال لفترة وكشفت الأيام ان عبد الناصر استفاد بهذه الفترة في بناء اعظم حاجز دفاعي ضد طيران العدو الاسرائيلي وحمينا خلفه كل المعدات العسكرية والقوات اللازمة ليوم العبور. قرار الشعب وليس قرار السادات الذي لم يكن أمامه الا تنفيذ قرار الشعب بالقتال وتمكنت القوات ان تعبر خلال (٦) ساعات، وحدث مالم يحاسب عليه السادات، فبعد يومين من القتال (اخبر الامريكان يعني الإسرائيليين) اننا لن نتقدم اكثر من الخمسة عشر كيلو متر التي وصلنا اليها، فأسرع الإسرائيليين متفرغين للجيش السوري وهم مطمئنون ان القتال قد توقف في سيناء ثم فرغوا من سوريا واستداروا إلينا وتمكنوا من اختراق المسافة بين الجيشين الثاني والثالث (الثغرة)، بدون ان يحاسب احد علي هذا التقصير الذي افقدنا ثمار القتال والشهداء والجرحى وتكاليف الأعداد والقتال وتمكن شارون من حصار الجيش الثالث والسويس واتجه الي القاهرة / طريق القاهرة الإسماعيلية. وبصدور القرار الدولي بوقف القتال تم التوقف عند الكيلو (١٠١) ثم دارت مناقشات فك الاشتباك، ووضعت الخطط التي تضمن انسحاب الجيش المصري من سيناء وقسمت الي ثلاث مناطق الأولي بها قوات شبه عسكرية، اما الثالثة علي الحدود الشرقية فليس بها الا عدد من الشرطة بأسلحة خفيفة .. وطوال ٣٥ سنه لم تذهب طائرة واحدة ولو بدون تسليح حربي ولو دفاعي الا بعد موافقة اسرائيل (شوف الاستقلال الكامل)، و لإنجاز مهمة تستفيد منها اسرائيل ايضا وكأننا لم نخض حروب الصمود والاستنزاف ولم نحارب .. وجسد السادات استسلامه بالادعاء ان الحل في يد أمريكا بنسبة 99.5%. هكذا عبر السادات عن موقفه المتخاذل المتصادم مع موقف الشعب المصري (والذي جسده بالإجمال في ٩ و ١٠ يونيو ١٩٦٧) بان إرادة الشعوب بيدها بالكامل وموقف الممثل الحقيقي للوطنية العسكرية (الفريق اول عبد المنعم رياض) .. شكلت اسرائيل لجنة إجرانات لبحث أسباب القصور رغم الإنجاز الواقعي ومحاسبة كل من قصر .. اما هنا فعوقب صقر العسكرية المصرية (الفريق الشازلي) لانه اعترض علي أسلوب وأهداف السادات في إدارة الحرب ونتائجها ثم افترقا في الوطن بسبب كامب ديفيد وما ترتب عليها، ولم تبحث وثيقته عن إهدار الجهد الحربي والنتائج التي لا تضاهيها، وبدأ قادة أكتوبر في الاختفاء فقد سقطت هكذا قالوا طائرة الهليوكوبتر بأحد عشر منهم في مقدمتهم الفريق احمد بدوي وفي أسوان. واجه السادات اعتراض المشير الجمسي علي تنازلات السادات لكيسنجر لصالح اسرائيل فطلب منه السادات الانتظار بالخارج وبعد وقت قصير خرج كيسنجر الي الجمسي ليقول أعطانا السادات اكثر مما طلبنا .. سقطت دموع الجمسي كما سجل في مذكراته لكنه اكتفي بالبكاء. السادات استقبل نيكسون رئيس أمريكا في مصر استقبال الفاتحين (ولم لا وقد اعترف السادات بان أوراق اللعبة بيد أمريكا بنسبة ٩٩،٥ في المائة اما من حاربوا فلم يرى السادات ان في يدهم الا نصف الواحد في المائة) ..
رحم الله عبد المنعم رياض والقادة العظام. وتجسد الاحتلال الامريكي الصهيوني بالإسراع بتخليق الطبقة الطفيلية الاحتكارية صاحبة المصلحة في الخيانة التي جسدها السادات باتفاقية الخيانة والاستسلام (كامب ديفيد)، ورتبوا لترطيبها كل السلطات من القاعدة الي القمة إشهارها إجراميا منسوبا بالخطأ الي شعب خير أجناد الارض. منذ وضع السادات في موضع السلطة عام سبعين، أدركنا الخلل الذي سيحدثه في الأداء الوطني ولم تكن الظروف تسمح بالمقاومة ونحن في انتظار الحرب ولم يخرج السادات عما قرأناه في تاريخه فقد بدء بهدم المشروع الوطني للحركة الوطنية المصرية والذي جسدته مع طلعت حرب وجمال عبد الناصر، ووعد البسطاء بالرخاء وجاء بالبلاء والوباء، أضاع ثمار القتال ثم (اكتشف هو ان الصراع العربي الصهيوني مجرد حالة نفسية) وليس راس حرب استعمارية ابتلعت فلسطين وهيمنت مع أمريكا علي مصر .. ادعي السادات ان قرار الخيانة جائه فجأة وأراد من خطط له ان يشهر الخيانة عالميا .. فأعطوه مع السفاح بيجِن جائزة نوبل علي الاستسلام المطلق للعدو الصهيو أمريكي، ومن المواقف المشرفة رفض اسماعيل فهمي وزير الخارجية فكرة الذهاب الي اسرائيل، كما كما رفض السفر مع السادات وقدم استقالته من وزارة الخارجية، وفي نفس اللحظة تقريبا استقال الفريق الشازلي من الموقع الذي أبعده السادات اليه سفيرا لمصر بلندن بسبب رفض أسلوب السادات في إدارة الحرب. في يوم ١٩ نوفمبر ١٩٧٨ عقدت مؤتمر جماهيري بكرموز طالبت فيه بمحاكمة السادات بتهمة الخيانة العظمي فور اعلان السادات في مجلس الشعب عن قراره المشؤوم بالذهاب مستسلما الي اسرائيل، وأسرع محامي الشعب ونائبه العظيم عادل عيد متضامنا معنا برفضه اعلان السادات .. فأسرعت جماعة الاخوان بفصله من عضويتها (وهاهي بعد ٣٥ عام تستولي علي السلطة وتصدر قانون الخيانة لبيع ارض سيناء وتعديل الحدود تبادل الاراضي لصالح اسرائيل ووحماس). غرق السادات في الوحل وعين ابراهيم كامل وزيرا للخرجية في (معتقل) منتجع كامب ديفيد بأمريكا، وانفرد كارتر وبيجِن بالسادات الذي ضرب عرض الحائط بأية ملاحظات وآراء أبداها الوفد المرافق له وهنا استقال ابراهيم كامل من وزارة الخارجية وعاد ليصدر كتابه المسجل لتفريط السادات في الارض والسيادة بعنوان (السلام الضائع في كامب ديفيد) اصدره حزب التجمع والحزب نفسه رفض زيارة القدس واتفاق وسياسات ومنهج كامب ديفيد، وعام ١٩٨٧ تراجعت قيادة الحزب والتزمت الصمت المخزي. انعقدت خصومة مطلقة بين نواب الشعب (محمود القاضي - ممتاز نصار - خالد محي الدين - قباري عبد الله - احمد طه - حلمي مراد - ابو العز الحريري ٠٠٠وآخرين) وبين السادات، وحل السادات مجلس الشعب ليتخلص في خطاب له بالجيش الثالث بالإسماعيلية اعترف انه حل المجلس ليتخلص من ثلاثة عشر (رزل) وانه يسلمهم في زكيبة، كما أعلن ان للديمقراطية أنياب وانه سيفرم معارضيه بالمفرمة .. شكلنا ائتلاف المصريين الذي ضم كوكبة من القادة الوطنيين منهم عزيز صدقي - عصمت سيف الدولة - مراد وهبه (وعضوي مجلس قيادة ثورة يوليو: كمال الدين حسين - عبد اللطيف البغدادي) وخالد محي الدين عن نفسه وعن حزب التجمع وكثيرون وعملنا لتعطيل الاتفاق، ولما أصر السادات علي التوقيع بعد ان هدده كارتر بقطع العلاقات مع مصر حولنا جهدنا لإسقاط السادات ونظامه وأصدرنا برنامج ائتلاف المصريين لإعادة بناء النظام والسلطة وهو نفس البرنامج الذي طرحته جماهيريا اثناء الانتخابات البرلمانية التكميلية لدائرة غربال بالإسكندرية. أراد السادات ان يكرر مذبحة القلعة مع القيادات المعارضة فكانت اعتقالات (أيلول الأسود) سبتمبر ١٩٨١ وكان المصير المحتوم فكل من فرط من اجلهم أمريكان وصهاينة ومن صنعهم ومولهم ودربهم (الاخوان وفروعهم الإرهابية) وخونته (رجاله) الذين شاركوا في قتله يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ ليوسع الطريق لمزيد من الخيانة بيد مبارك ونفس الطبقة التي صنعها السادات بتخطيط ورعاية امريكية. كامب ديفيد أفقدت مصر استقلالها ارضا وسيادة وأوقعت سيناء التي خدعوا المصريين وادعوا انها تحررت فإذا بها مرتفقة (مفرغة من اي وجود عسكري)، وبالتالي فالضفة الغربية أي محافظات القناة في وضع أشبه ب سيناء المحتجزة لصالح اسرائيل .. واتى منع مبارك لتنميتها وفق المخطط الصهيو أمريكي حتي لا يكون الأعمار وسيلة عملية للمقاومة ودافعوا لاستقلال مصر بإسقاط كامب ديفيد كل هذا تعطل مع عدم وجود عسكري حقيقي وتسليح مصري بسلاح إسرائيلي لان السلاح الامريكي هو سلاح إسرائيلي (بحكم الاتفاق الاستراتيجي العسكري الاسرائليي بين أمريكا وإسرائيل)، كما ان القوات الامريكية الإسرائيلية المتمركزة في سيناء المسماة كذبا بالقوات الدولية ترقب وترتب كل شئ لصالح اسرائيل وأمريكا (وبالمناسبة هذه القوات لم تهاجم مرة واحدة من المتأسلمون اتباع الاخوان الإرهابين وشركاؤهم السلفيينٍ). بسبب موقفي الرافض لخيانة كامب ديفيد اعتقلت بمعتقل القلعة وانا نائب وأصر السادات علي فصلي من مجلس الشعب قبل جلسة التصويت الباطلة في المجلس علي اتفاقية العار(طمس الهوية الوطنية للمصريين) بالنسبة لكامب ديفيد فطبقا للاتفاقية عملت اجهزة الاعلام والثقافة لتقديم الخيانة علي انها إنجاز وطني كان يجهز لها قبلها بسنوات ولم تراجع وقائع حرب أكتوبر والتفريط الإجرامي الذي أهدر كل التضحيات .. تشكلت لجان وطنية ضد التطبيع مع العدو والحفاظ علي الثقافة الوطنية وضد التطبيع مع العدو وضد الكويز ولمنع القوي الوطنية من الاقتراب من سلطة الدولة وضمان الا يصل اليها الا اتباع كامب ديفيد بوعي او بجهل وتمكين النهابين والاحتكاريين ومهربي ثروة الوطن من الوصول الي كل مواقع السلطة والتفكير ولضمان ذلك زوروا كل الانتخابات النيابية والمحليات والنقابات المهنية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني، والمنع من المستويات الدنيا الي القمة وطمسها العملية التعليمية العامة والجامعية التي منعت من الاستنارة وصودرت الحركة الطلابية لصالح الجماعة الإرهابية وفروعها شريكة عصر الخيانة التي تولت العدوان علي الأزهر وتشويه التدين الصحيح. وتم تخريج اثنين وأربعين دفعة في كل مجالات التخرج المدني وغير المدني وسلمت الوظائف الي عسكريين ومدنيين ممن يخضعون للجريمة بقناعة معادية بطبيعتها للمصالح الوطنية، وأدت أمن الدولة دورا بالغ الضرر في هذا الشأن وكذالك اجهزة الثقافة والإعلام ومثقفي السلطان والسلطة المفسدة وصمتت مراكز بحوث وأكاديميات مدنية وشرطية وعسكرية وقادة لا يفترض ان تتشوه مفاهيمهم الوطنية لان كل منهم أعد افتراضا ليكون في صلاحية القيادة الشاملة. أجيال لم تفكر في اعادة التفكير وتشيئت وتشوهت الطبقة الوسطي وأخرجت هى والأغلبية من المتعلمين عن ادراك جريمة الخيانة وكأنها لا تعني ام الدنيا، ولان التفكير العلمي الموضوعي يؤدي بمن يمتلكه الي النظر في كل الأفعال البشيرية منطلقا من الشك ومن ان كل فعل بشري يؤخذ منه ويرد عليه، فقد تكاتفت كل العوامل لتغلي العقل الناقد المبدع الذي صنع الحضارة قبل تحضر البشرية وكانت فكرة الدين بعد التدين صناعة أخرجنا به المخطط الامريكي الصهيوني الساداتي / مبارك الإخواني السلفي عن الطبيعة المفترضة فينا لدرجة انك تجد العديد ممن يفترض فيهم انهم صناع العقول بمعرفة وفهم وعلم يمرون علي الوطن المحتل والشعب المدمر في بلاهة موضوعية بل يصل الامر الي ان يصبحوا قادة جهلاء في تنظيمات جاهلة تدعي التدين وهي المعادية لله ولانبيائه وللمسلمين والمسيحيين .. وبعد ما يجري هذه الأيام لا يحتاج الي دليل وأنهم يفرطون في الارض وللأسف المؤسف ان يشاركهم من قادوا البلد بعد بداية الثورة (طنطاوي) وزملاؤه الذين اصدروا قانون قانون التصالح مع كل الفسدة في نظام مقابل الثورة (قانون 2012/4) كما اصدروا قانون بيع سيناء (قانون ٢٠١٢/١٤) الذي يعطي للرئيس الذي حدده لهم الامريكان (الإخواني مرسي) حق بيع ارض سيناء (لعرب) حماس ولتسجل وتتوزع جريمتهم مع حراس الوطن افتراضا اصدروا القانون وتركوا لمرسي إصدار اللائحة التنفيذية ليرمي كل منهم بالجريمة علي الأخر او تتوزع الجريمة، فهل ثمة خلاف بينهما؟؟؟. قانون الخيانة هذا طعنت عليه امام القضاء لابطاله دستوريا، فأسرعوا بتحصينه بدستورهم ٢٠١٢. مابين قرار الشعب بحتمية القتال وصرخة عبد المنعم رياض بألا نقبل استرداد ما أخذ بالقوة الا بالقوة وإهدار القتال المشرف في الصمود والاستنزاف والحرب وتوثيق الخيانة باتفاقية العار وتخليق طبقة مترسملة بحزام الحرام من ثروة الشعب وعرق ابنائه وهدم البنيان الاقتصادي والاجتماعي للشعب ومسخ الوعي العام والنزول الإجرامي الممنهج بكل أوضاع الوطن والشعب .. تبقي كامب ديفيد وطبقتها اهم مهام الثورة المصرية في موجتها الثالثة وما يليها من موجات قادمة لن يوقفها اي تسلط او جبروت. الي أبناء وطني هذه صرخة أوجهها وسط لحظة الزيف وسقوط الوطن بيد أبناء السادات / مبارك في كل المجالات .. أوجهها الي جموع شعبنا والمتعلمين والجامعيين، وأوجهها تحديدا الي الشباب اصحاب الماضي والحاضر والمستقبل ... اصبح متاحا لكم معلومات كثيرة من الكتب ومواقع الانترنت من خلال العديد من الشرفاء المدركين لحقيقة خيانة كامب ديفيد ... اقرؤا .. اعرفوا ما أخفوه عنكم، فلا إمكانية لأي إنقاذ لمصر الا بالتخلص من كامب ديفيد الاتفاق والسياسات والطبقة التي ارتبطت بها في كافة المجالات. مضى العمر ويبقي الوطن وتظلون حراسه .. فكونوا خير الحراس .. قلبي معكم. ابو العز الحريري

ولنتفق أو نختلف المهم مصر أولا

No comments: