Tuesday, May 6, 2014

ألكسندر فلمنج قال : خلق الله البنسلين وأنا إكتشفته

 بقلم د. وسيم السيسى ٣/ ٥/ ٢٠١٤
 
ألكسندر فلمنج
ذهب صانع الخمور الفرنسى إلى لويس باستير ١٨٢٢/١٨٩٥ يسأله: لماذا تتحول بعض الخمور عندى إلى خل؟ فحص باستير عينات فاسدة من النبيذ واللبن، فوجد كائنات صغيرة، سماها ميكروبات.
إكتشف باستير أن هذه الميكروبات موجودة فى الهواء، كما إكتشف أنه بدرجة حرارة معينة يقتل البكتيريا ولا يؤثر على اللبن وهذه العملية نطلق عليها «البسترة» نسبة إلى لويس باستير، حاول باستير أن يثبت أن هذه الكائنات الدقيقة هى سبب الأمراض، لم يستطع لأن الميكروسكوبات كانت ضعيفة فى ذلك الوقت.

عرف جوزيف ليستر ما وصل إليه باستير، وكانت حمى النفاس وتقيح الجروح شائعة بصورة مرعبة، فما كان منه إلا أن غمس فوط الجراحة فى محلول مخفف من الفنيك، ونصح الجراحين بأن يغسلوا أيديهم قبل العمليات لا بعدها، فكان فتحا عظيماً فى عالم الجراحة، وكان ذلك عام ١٨٦٥، جدير بالذكر أننا حتى الآن نسمى هذه الفوط.. فوط الفنيك!

جاء روبرت كوخ سنة ١٨٩٠ وإكتشف أن البخار قادر على قتل كل أنواع البكتيريا، فدخل التعقيم بالأوتوكلاف إلى عالم الجراحة وحتى الآن.

أخيراً ظهر بول إيرليخ.. عالم ألمانى سنة ١٩٠٠، كان الزهرى يفتك بالشعوب، وكان يسمى داء الحب! أجرى بول ٦٠٦ تجربة حتى توصل إلى الرصاصة الساحرة.. عقار السلفرسان أو  ٦٠٦! وكانت نهاية الزهرى على يدى بول إيرليخ الذى قال: أشكر الله أن العقار لم يأت بعد ٦٠٠٦ تجارب!

أما ألكسندر فلمنج فقد إكتشف البنسلين من فطر وقع على بكتيريا مميتة فقتلها! وكان يعجب من الناس التى تستوقفه حتى تسلم عليه! ويقول: لقد خلق الله البنسلين وأنا إكتشفته، فليس لى فضل فى ذلك!
وبعد حصوله على جائزة نوبل، وشفاء تشرشل من التهاب رئوى حاد، انتقل إلى معمل فخم فى مستشفى سانت مارى فى لندن، قال له مساعده مبهوراً بالمعمل الجديد: ماذا كنا إكتشفنا لو كان هذا المعمل معنا من زمان؟.. قال له فلمنج: لما كنا إكتشفنا البنسلين لأن فطر البنسلين هبط علينا من زجاج معملنا القديم المكسور!

أما فردريك بانتنج «عالم طبيب كندى» فقد استأصل البنكرياس من كلب، فوجد بول الكلب مليئاً بالسكر، فعرف أن البنكرياس هو العضو المسؤول عن حرق السكر!
عرف بانتنج أن البنكرياس به نوعان من الخلايا، خلايا لإفراز إنزيمات هاضمة، وخلايا لإفراز الأنسولين.أجرى بانتنج تجربة عبقرية.. ربط قناة البنكرياس، فضمرت خلايا إنزيمات الهضم، وتبقت خلايا الأنسولين، وبعد تجارب كثيرة مريرة مع مساعده «BEST» فى معمل جون ماكلويد، توصلا لاستخلاص الأنسولين ١٩٢٢.
استحق بانتنج وماكلويد جائزة نوبل مناصفة، تنازل بانتنج عن نصيبه من الجائزة لمساعده بست، كما تنازل ماكلويد أيضاً لمساعده «COLLIP»!.وفى سنة ١٩٤١ مات بانتنج فى حادث حين كان فى طائرة لبعثة طبية عسكرية فى الحرب العالمية الثانية!
وفى حفل تأبين بانتنج كان عشرة آلاف من مرضى السكر.. قام أحدهم يلقى كلمة وسط دموعه

لولا بانتنج واكتشافه الأنسولين كنا نحن جميعا- مرضى السكر- تحت التراب الآن!

No comments: