Wednesday, July 2, 2014

من (العز بن عبد السلام) إلى (عبد الفتاح بن السيسي) في آخر الزمان بقلم هويدا طه

هويدا طه
اسمعني يابني وقم بوزن ما أقول تنجو بنفسك وشعبك وبلادك من الهلاك: لديك خمسة أذرع سأسميها لك كما تسمونها في عصركم.. إن لم تهتم بما تطوله تلك الأذرع.. فاعلم أنها لامحال خانقتك:
1.   الإعلام
لديك يابني فرقٌ ضالة من الصحفيين والمذيعين والمذيعات حتى في نفاقهم هم لك أذىً مبين! يقطرون على الناس جهلاً وانحطاطاً وردحاً وصراخاً سيجعل من كل كلمة مديح يوجهونها لك ضربة معولٍ في مشروعك وأركان حكمك! إن طلبت نصيحتي ياولدي فإليك بها: تخلص منهم! ليس بسجنهم طبعاً أو قتلهم، ليس إلى هذه الدرجة! فقط استغن عن خدماتهم وأطلب التغيير الشامل للإعلام من الشباب الصغار الذين تقوم فرق الرداحين تلك بتشويههم ليل نهار، أطلق سراح هؤلاء الشباب الصغار من السجون التي تلتهم زهرة شبابهم ظلماً وتحرم مصر من إبداعهم قهراً.. أطلق سراحهم واشرح لهم حقيقة الخطر المحدق بمصر مستنداً إلى معلومات تقنعهم وليست ترهبهم.. ماذا بك ياولدي؟! أنت كنت مدير مخابرات حربية وتعرف قيمة المعلومات! استعن بالشباب وغيّر العتبة، هؤلاء الإعلاميون الرداحون هم مقتلك فتفادى السقوط على أيديهم.. الإعلام يا بني إن استمر رداحاً جاهلاً بهذا الشكل فحكمك في خطر.. تخلص منهم!
2.   الداخلية
لا يريحني يا ولدي ما أراه من جند الشرطة بعد أن تعافوا من درس يناير، لن أقول لك ما تعلمه من حيث كنت مدير مخابرات تعلم كل شيء!.. لكنك لابد تعلم أن شعباً بملايينه خرج ذات يوم إلى الشارع غاضباً ناقماً على عنجهية وظلم واستبداد جند الشرطة.. حتى أن من فرط غضب الناس تصدوا بصدور عارية لرصاص هؤلاء الجند الذين راحوا يقتلون الناس ويصفون عيونهم بالرصاص، لا أظنك نسيت.. وإلا إن كنت نسيت فارجع إذن إلى تقاريرك التي كتبتها بنفسك لرؤسائك في العهد السابق.. أنت كتبتها بنفسك.. كتبت أن الشعب غاضب وسوف يثور! صحيح شعبك طيب ويبدو أنه نسى ويظهر استعداداً للصفح إذا بدر من الشرطة بادرة فهم للدرس.. لكن لا شرطتك تبدو فهمت الدرس يابني ولا شعبك سينسى ويصفح إن رأى ثانية ما رآه قبل يناير، أنا أعلم أنك ذكي بما يكفي أن تفهم أن: الشعب الذي تحكمه الآن ليس كمثل الشعب الذي كان صباح يوم 25يناير! أنت ذكي أعلم ذلك! فالتفت ياولدي إلى الشرطة.. هي بحق تستحق منك ثورة خاصة لإصلاحها، ومن يقاوم الإصلاح من قادتها ورجالها تخلص منه! لا اقصد أن تقتله، ليس إلى هذه الدرجة! فقط استعن بشباب الضباط غير الملوثين بثقافة العهد البائد (إن اعتبرناه أبيد حقاً! البعض يابني يشك!) استعن بهم لإعادة رسم وهيكلة إدارة وثقافة هذا الجهاز، فإن لم تثر أنت لإصلاحها ستثور الناس عليك وعليها مجدداً! قادة الشرطة الذين يقاومون الإصلاح هم عدو لمشروع حكمك، انتبه، تخلص منهم!
3.   الحكومة
نعم استطعت أن تجبر الوزراء على الاستيقاظ مبكراً! وتسعى بحزم لوضع حدٍ أقصى لرواتبهم، هذا جيدٌ! لكنه ليس كافياً، مشكلة وزراء الحكومة المصرية تاريخياً ليست (متى يصلون إلى مكاتبهم؟) إنما هي (ماذا يفعلون في مكاتبهم؟)! شعبك سيصبر سنيناً وليس شهوراً.. فقط في حالة واحدة: أن يرى من الحكومة خطة معلنة واضحة مقنعة ممكنة لتقليل معاناته، الصبر آلة زمنية اخترعها المصريون! سيصبرون.. لكن فقط قل لهم ماذا تنوي أن تفعل.. لتفكك شبكة بؤس نسجها حولهم فاسدون ملكوا مصر قبلك، لا أرى يابني من حكومتك بوادر خطة تعمل على تنفيذها.. الجعجعة بلا طحين لن تطرب المصريين الجدد! مصريو ما بعد يناير! نصيحة مخلصة ياولدي: لا تركن كثيراً إلى أحاديث (الحب والأحضان ونور العيون)! ولا يجب أن يأخذك بعيداً الإعجاب بأسلوب العندليب المحبب للنساء! ستتحول مع التكرار إلى معين نكات! احذر من الدخول في نفق نكات المصريين! ليس مطمئناً ياولدي وليس لصالحك استئساد وزرائك على الباعة الجائلين وسائقي الميكروباص والتاكسي، هؤلاء بالذات هم قاعدة عريضة لذلك الشعب.. (شعب التفويض)! وسيتحولون إذا غضبوا إلى رمال متحركة تبتلع حكمك وحكومتك! انتبه.. هذه الحكومة حتى وإن كانت نشيطة وتصحو قبل شروق الشمس فإنها واسفاه ياولدي.. ضيقة الأفق.. قديمة الخيال خاوية الوفاض من أي حلول ينتظرها بتربص شعب التفويض، يابني.. وزراء هذه الحكومة لن يثبتوا أركان حكمك بضعفهم وعجزهم.. تخلص منهم! لا تتسرع وتقتلهم! فقط استبدلهم بشباب واسع الخيال أفكاره مبهرة.. هؤلاء الشباب كـُـثر فمصر ولادة يابني وقد ولدت منهم الكثير، ولصالحك الاستعانة بهم.. أما هؤلاء العواجيز عديمو الخيال.. فيابني.. تخلص منهم!
4.   الجيش
أعلم أنك تنصت لما أقول.. أنا العز بن عبد السلام الشيخ العجوز.. الزاحف إليك من قديم القرون لأنصحك حباً وأملاً فيك..فاسمع مني، جيشك لحمه وعظمه من هذا الشعب وأبنائه، وماله وسلاحه من قوت هذا الشعب ورزقه، سمعتك ذات يومٍ قبيل فوزك بحكم المحروسة ترد بغضبٍ على من تجرأ وسألك عن ميزانية الجيش.. كان ردك يابني يوحي بأن الجيش فوق الشعب وأن الجيش لا يسئل عما يفعل، انتبه يابني.. منذ قرون وقرون وأنا أرى أمماً كانت تحكمها جيوش، ما من أمة منها إلا ونجحت في إزاحة العسكر عن الحكم ولو كانوا أبطالاً.. أتعرف لماذا؟ لأن الحاكم حين ينسى أن جيشه بعتاده وسلاحه هو من قلب وكبد هذا الشعب ويطمع أن يعلو جيشه فوق شعبه يخسر لامحال، نصيحة يابني.. في السياسة لا تضع جنرالا ولا فريقا ولا لواءاً! لاحظت أن المحافظين ومعظم الوزراء في الحكومة المدنية وأصحاب المناصب الهامة والنافذة في البلاد والمتحكمة في رقاب العباد معظمهم إن لم يكن كلهم يحملون رتبة (لواء سابق بالجيش)! انتبه يابني، تخلص منهم! بالطبع لا أنصح بقتلهم! لا اقصد هذا! استعن بخبرات أهل المحروسة من أساتذة الجامعات والباحثين والمتخصصين والعلماء الحقيقيين أهل العلم الحقيقي.. هؤلاء ياولدي سيرفعون شأنك حين يرفعون بلدك وأنت على رأسها حاكماً! لواء الجيش السابق لن يكون في عالم الخدمة المدنية إلا فقير الخيال أو معدومه! تخلص منهم!
5.   الشعب
شوف يابني! إذا أردت خلاصة النصح من شيخك العجوز العز بن عبد السلام فها هي: لا تطمئن كثيراً لشعبٍ أهلك ثلاث ملوكٍ في عامين! ضمنهم اثنان كانا أيضا قادة في الجيش الذي يحبه المصريون حباً جماً! وثالثهم كان شيطاناً أهطل تدعمه شياطين العالم! خرج هذا الشعب ذات يوم فأسقطهم ثم عاد إلى البيت يشاهد مسلسلات رمضان! لا تطمئن لهكذا شعب! حتى لو خرج عن بكرة أبيه يمنحك تفويضاً! شعب التفويض هذا فرح بك وأحبك ووثق في نزاهتك وسلمك رغم أنف شياطين العالم مقاليد حكم المحروسة، وهو الآن سعيد بك وراضٍ عنك ومستعدٌ لدعمك في حربك على الإرهاب.. وفي حربٍ أخرى على الفقر ضروس.. إن أعلنتها.. ويجب أن تعلنها فوراً، هو فقط وفي صمت يراقبك من خلف ستار دون أن تدري! ولتنجو من الهلاك يجب أن تدري! فإن شعر منك بالتخلي عنه وتركه وحيداً في مصيدة الفقر التي نصبها له من كانوا قبلك على عرش مصر.. فاعلم أنه.. ببساطة.. سيتخلص منك! لن يقتلك لم أقل هذا! إنما بطريقة ما سيتخلص منك قبل بدء موعد المسلسل ليعود مسرعا لمشاهدته! لن تفيد كل أجهزتك ومخابراتك وجيشك وعتادك! ولن يفيد كثيراً تكرار إلقاء الأعلام من الطائرات على الغاضبين أو رسم القلوب بسلاح الليزر من القوات المسلحة على جدران مجمع التحرير! سيقول لك وقتها أصغر طفل حافٍ: إلعب غيرها! هذا الشعب لن يمكنك التخلص منه! بل هو من سيتخلص منك إن تخليت عنه! فإن أردت نصحي فاكسب رضا هذا الشعب بإعلان الحرب، ليس فقط الحرب على الإرهاب بل الحرب على الفقر، هذا شعب عجوز يابني والشعوب العجوزة لحمها مسموم.. إن ساندت شعبك ساندك وإن أخلصت له أخلص لك وعادى كل من يريد التخلص منك! سانده يابني!
** مدهش العز بن عبد السلام! كيف عرف بحكاية القلوب المرسومة بالليزر على جدران مجمع التحرير؟! التاريخ مدهش فعلا.. شكراً ياشيخ عز ياابن المحروسة!.. أصيل والله!
نعم عزيزي القارئ.. المعارضة (مش مزاج ومش كيف)! الآن لا أعارض السيسي، كيف أعارضه بتلك السرعة وقد نزلت ركضاً إلى الشارع قبل بضع أشهر كي أفوضه؟!
** عزيزي السيد الرئيس:
لقد فوضتك واطمئنك أن تفويضي لك مازال سارياً! ومع باقي ملايين الشعب أنا الآن مختبئة خلف ستار أراقبك.. أمامك الكثير من المهام الصعبة فليعينك الله.. بكل قوتنا سنساندك لتواجه التتار والجماعة الإرهابية المتخلفة.. الطامعة هي ومن يمولها في بلادنا.. لكن أيضاً نريد أن نساندك لمواجهة الغول.. غول الفقر الشرس.. فماذا أنت بفاعل؟ المهلة ليست مفتوحة بلا نهاية.. انسى حدوتة الثلاثين سنة! كان ذلك مع المصريين القدماء! المصريون الجدد الآن، مصريو ما بعد يناير، يمنحون في العادة عاماً واحداً!.. وغالبا يبدأون ارتداء ملابس الخروج للشارع قبل الموعد المحدد ببضع أشهر! يُروى أن المصريين أعدوا وثيقة أسموها (تمرد) لما كانت السنة الثالثة عشرة بعد الألفين! صحيح أن مخابراتك غضت الطرف عنها وشجعتها.. (ونحن أيضا.. الشعب.. غضضنا الطرف عن تشجيعها! ونحن أيضاً تظاهرنا بأننا لا نعرف، كانت ملحمة تاريخية والله! كلٌ قام بدوره التاريخي لإنقاذ بلدنا من العصابة الإرهابية.. دفناها سوا!).. لكن المصريين غالباً سيبدأون في غضون أسابيع أو أشهر في صك اسم الوثيقة الجديدة، إذا استمرت تلك الحكومة بضيق أفقها وانعدام خيالها وفقر إبداعها! استفد من بركات الشيخ عز ونصائحه.. قال لك: تخلص منهم،
تخلص منهم ذلك أفضل!
بركاتك ياشيخ عز!
هويدا طه
howayda5@gmail.com
http://www.albedaiah.com/node/52476#.U7FTB3AXRfo.facebook


No comments: