من الصعب أن نحدد من الذي كان له أكبر الأثر على البشرية
، هل هم الهنود الذين اخترعوا التدخين و علموه ل”رودريغو دي خيريز” و”لويس دي توريس
“وهما أول من مارسوا هذه العادة في أوروبا عام 1492 و كانا من ضمن طاقم “كريستوفر كولومبوس
“أم هذين الأخيرين الذين أخرجا هذه العادة من الأدغال لتصبح عادة ملايين البشر بالرغم
من آثارها الضارة على الصحة. ففي 28 أكتوبر عام 1492، لاحظ كولومبوس في سجل تقاريره
أن المواطنين في سان سلفادور يحرقون أوراق نبتة محلية و يستنشقونها ، و قد قام رودريغو
دي خيريز، وهو ملازم في حملة كولومبوس بتجربة النبتة فأصبح أول أوروبي يمارس عادة التدخين
على طريقة الهنود وكان يدخن في كل يوم بعد انتهاء الرحلة. “CIQ-sigan
“كلمة تأتي من اللغة الأم لشعب المايا و التي استمد منها الإسبان كلمة” cigarro
“أي “السيجار “، و كانت له أهمية دينية بالنسبة لهم، فضلا عن خصائصه المهدئة ، و قد
أصبحت هذه العادة منتشرة بين البحارة و من ثم انتشر التدخين إلى إسبانيا والبرتغال
وفرنسا ، واكتسب الأعداء في وقت مبكر على الرغم من شعبيته حيث شُجب من قبل فيليب الثاني
ملك إسبانيا، وجيمس الأول ملك إنكلترا، و لكنه انتشر بفضل طبيعته الإدمانية ،و في وقت
مبكر من القرن ال16، أصبح الفلاحون الكوبيون يزرعون التبغ، و أصبحت العاصمة هافانا
أفضل مصنع للسيجار الفاخر . و أصبح التدخين شائعا في القرن ال19 حيث ساد تدخين السيجار
الكوبي و الغليون الإنجليزي وظهرت زراعة التبغ تجاريا في البرازيل و الكاميرون، وكوبا
و جمهورية الدومينيكان والهندوراس وإندونيسيا والمكسيك ونيكاراغوا والفلبين وشرق الولايات
المتحدة، و في عام 1905 كان هناك ما يقرب من 80،000 من صانعي السيجار في الولايات المتحدة،
ومعظمهم كان يعمل في المصانع الصغيرة، والمحلات التجارية العائلية التي كانت تصنع السيجار
و تبيعه على الفور ، وكان هناك وِفقا لبعض الروايات قارىء كان يعمل للترفيه عن العمال
أثناء لفهم للسيجار حيث يقوم بقراءة الروايات و هذه العادة على ما يبدو لازالت شائعة
في المعامل الكوبية ، حتى أن هناك اعتقاد بأن اسم سيجار مونتي كريستو مستمد من واحدة
من هذه القصص. و يتم التحكم في صناعة السيجار من قبل عدد قليل من العائلات القوية،
ولعل أشهرها أسرة أرتورو فوينتي، و المعروفة بسيجار ارتورو فوينتي ومونتيسينو منذ عام
1912، أما في جمهورية الدومينيكان فإن أقدم صانع للسيجار هي أسرة ليون، والتي تصنع
سيجار ليون جيمنس وأورورا على الجزيرة منذ 1905 ،و حتى زراعة التبغ تقودها الأسر، و
أشهرها أسرة أوليفا التي تعمل على زراعة التبغ منذ عام 1934 ويتم العثور على منتوجها
في كل العلامات التجارية الرئيسية للسيجار
No comments:
Post a Comment