Friday, February 27, 2015

نهج جديد يدرس لنا لنزداد عنفا



بقلم : هانى منصف
إن تنفيذ حكم الاعدام علي مرّ التاريخ القديم والحديث كان يتم عن طريق السيف او المقصله او المشنقه او فرق الاعدام رميا بالرصاص ورغم ان المنفذ فيه لا يطول عذابه سوي ثواني في اي من الطرق التي ذكرتها الا ان الانسانيه البشريه تستنكف الفكره بشده.
ذلك في العموم ولا يجب ان ننسي ما قام به التتار والأتراك كذا حاكم ترانسلڤانيا المعروف بالكونت دراكيولا (لم يكن مصاص دماء كما رُوجًَ له بل كان ساديا محبا للجنس والدماء) و القيصر كاليجولا كذلك ولا يجب ان ننسي او نتناسي ما قام به الجندي الأزرق الأمريكي تجاه السكان الآصليين للقاره الأمريكيه وهم الهنود الحمر والتي تم تأريخها في الفيلم الرائع Soldier Blue
المملكه السعوديه هي الدوله الوحيده التي تطبق حتي الآن الاعدام بالسيف "القص" وشروطه ان يكون السيف بتاراً والقص بضربه واحده فاصله ورغم ذلك فالعالم كله يراها وحشيه غير مطلوبه ويجب التصدي لها
ما اقصده ..
هذه الأفعال التي بدأت منذ الغزو الأمريكي للعراق من خطف بعض الجنود والمراسلين الأمريكيين وذبحهم وتصوير ذلك وبثه علي وسائط التواصل الإجتماعي وكانت حالات فرديه ساءت الجميع ولم يقبل الكثيرين علي مشاهداتها لبشاعتها وكرها لمناظر الدماء.
ولكن اللافت للنظر ما ساير ثورات الربيع العربي او الشرق الاوسط الجديد او الفوضي الخلاقه سمها ما شئت انها رساله او رسالات لم تصل الينا ولم نفهمها وهي تلك الڤيديوهات البشعه للقتل والتمثيل بالجثث والذبح والدماء والتي أري يقينا ان المقصود منها هو المجتمع العربي الشرق اوسطي الذي طالما رفض تلك الممارسات وكره منظر الدماء والجثث وما شابه ، انهم ببساطه يصدرون لنا العنف ليس العنف اليدوي كما يحدث في مباريات الملاكمه والمصارعه ولا حتي العنف الهوليوودي الذي ألفناه في الأفلام ، انه العنف الدموي الوحشي انه عنف فصل الاعضاء والجثث المشوهه
انه نهج جديد يدرس لنا لنزداد عنفا ويصبح منظر الدماء والجثث والرؤوس جزءا من اليوم العادي للإنسان العربي لنبدأ في الاقتتال الداخلي وبوحشيه فنسهل مهمه العدو
لقد تم إلهائنا بنجاح رائع والعربي المصري دائما لها .. فتشرذمنا وتقسمنا اما مع او ضد وتبنينا فكره المؤامره الكبري ولكن بذكاء شديد تم تحويل اهتمامنا شخصيا ومجتمعيا وإعلاميا بالدم والجثث والرؤوس ..
ولكن ما يتم وما سوف يتم ( وهو آت لا محاله ) هو أبعد كثيرا عن ذلك الذي يُسَوق لنا ويتم تلقينه بصفه يوميه من خلال تلك الڤيديوهات المتوحشه ليسيطر علي افكارنا ويحولنا عن البحث والتدقيق فيما سيتم فعليا في حديقه بيتنا الخلفيه وساعتها لن نتمكن من صده أو سيكلفنا الكثير.
لعنه الله عليهم


No comments: