..
هذا ما حدث في
20 مارس 2003 (تقرير طويل ويستحق القراءة ليعلم العراقى والعربى ان عدوهم الاول هى
امريكا )
بينما يتأهب العالم للاحتفال بعيد الأم، كانت
الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل على طريقها، فأضاءت سماء بغداد فجرًا بالقنابل".
20 مارس 2003 ، تصدرت أمريكا المشهد وبقيت بريطانيا وأستراليا كصديقين داعمين ومشاركين،
بحسب قرار مجلس الأمن 1483 في 2003،
= منذ انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 استمرت
العلاقات المتوترة بين العراق من جهة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمم المتحدة
من جهة أخرى، وبدأ الائتلاف القوي الذي أخرج الجيش العراقي من الكويت بالتصدع ولم يكن
من السهولة إصدار قرارات ضد العراق في مجلس الأمن بالإجماع كما كان الحال في عام
1991. في أثناء ولاية الرئيس الأمريكي بيل كلنتون استمرت الطائرات الأمريكية في مراقبتها
لمنطقة حظر الطيران وأصدرت الإدارة الأمريكية في أكتوبر 1998 "قانون تحرير العراق"
الذي كان عبارة عن منح 97 مليون دولار لقوى "المعارضة الديمقراطية العراقية"،
وكان بيل كلينتون متفقا مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بان أي عملية عسكرية واسعة
النطاق سوف تكون غير مبررة في تلك الظروف وعند مجيء الحزب الجمهوري الأمريكي للبيت
الأبيض، دعمت وزارة الدفاع ووكالة المخابرات الأمريكية أحمد الجلبي وحزبه المؤتمر الوطني
العراقي. بعد أحداث سبتمبر وإدراج اسم العراق في "محور الشر" بدأت الجهود
الدبلوماسية الأمريكية بالتحرك للإطاحة بحكومة صدام حسين. اعتبرت الولايات المتحدة
عودة المفتشين الدوليين عن أسلحة الدمار الشامل شيئا لابد منه بعد أحداث 11 سبتمبر.
في نوفمبر 2002 مرر مجلس الأمن بالإجماع القرار رقم 1441 الذي دعا إلى عودة لجان التفتيش
عن الأسلحة إلى العراق وفي حالة رفض العراق التعاون مع هذه اللجان فإنها ستتحمل
"عواقب وخيمة". لم يذكر كلمة استعمال القوة في القرار رقم 1441 وعندما وافق
عليه مجلس الأمن بالإجماع لم يكن في تصور الدول المصوتة أن العواقب الوخيمة كانت محاولة
دبلوماسية من الولايات المتحدة لتشريع الحملة العسكرية، السكرتير العام للأمم المتحدة
كوفي عنان صرح بعد سقوط بغداد بأن الغزو كان منافيا لدستور الأمم المتحدة.
= الولايات المتحدة الحصول على التأييد لحملتها
لغزو العراق من 49 دولة، ووصل العدد الإجمالي لجنود الائتلاف 300،884 وكانوا موزعين
كالتالي: الولايات المتحدة الأمريكية 250.000 جندي، المملكة المتحدة 45 ألف جندي بما
يعادل 15% من نسبة القوات المشاركة، وكوريا الجنوبية 3 آلاف جندي بنسبة 1.1 % ، وأستراليا
2000 جندي، والدنمارك 200 جندي، وبولندا 184 جنديًا. ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة
من قوى "غير قتالية". كان هناك دعم ضئيل من قبل الرأي العام في معظم الدول
المتحالفة مع الولايات المتحدة، فعلي سبيل المثال في إسبانيا أظهرت استطلاعات الرأي
أن %90 من الإسبان لا يؤيدون الحرب.
قبيل بدء الحرب ساقت أمريكا للعالم بعض التبريرات
لتضفي شرعية على غزوها للعراق، وهي استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين
في عدم تطبيقها لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة بمزاولة
أعمالها في العراق استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتصنيع وامتلاك
"أسلحة دمار شامل" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم
المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل".
من الجدير بالذكر أنه لم يتم حتى هذا اليوم العثور على أية "أسلحة دمار شامل"
في العراق بل أن نتائج مفتشي الأسلحة أكدت عدم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل
نهائياً. امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات
"إرهابية" أخرى تشكل خطراً على أمن واستقرار العالم وهو ادعاء لم يثبت بأي
دليل لإستحالة وجود قواسم فكرية وعقائدية تجمع القاعدة بنظام الحكم العراقي العلماني.
نشر الأفكار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط ولو بالقوة العسكرية وتغيير أنظمة الحكم
الرسمية للدول. قبل انتخاب جورج و. بوش كرئيس للولايات المتحدة قام ديك تشيني ودونالد
رامسفيلد وپول وولفويتز بكتابة مذكرة تحت عنوان "إعادة بناء القدرات الدفاعية
للولايات المتحدة" في سبتمبر 2000 أي قبل عام من أحداث سبتمبر 2001 وورد في هذه
المذكرة ما معناه أنه بالرغم من الخلافات مع نظام صدام حسين والذي يستدعي تواجداً أمريكيا
في منطقة الخليج العربي إلا أن أهمية وأسباب التواجد الأمريكي في المنطقة تفوق سبب
وجود صدام حسين في السلطة. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والنجاح النسبي الذي حققه الغزو
الأمريكي لأفغانستان تصورت الإدارة الأمريكية أن لديها التبريرات العسكرية والدعم الدولي
الكافيين لإزالة مصادر الخطر على "أمن واستقرار العالم" في منطقة الشرق الأوسط
وأصبح واضحاً منذ أواخر عام 2001 أن الإدارة الأمريكية مصممة على الإطاحة بحكومة صدام
حسين.
= في 20 مارس 2003 وفي الساعة 02:30 بتوقيت جرنتش
أي بعد انقضاء 90 دقيقة على المهلة التي اعطاها جورج و. بوش لصدام حسين ونجليه بمغادرة
العراق سمعت دوي انفجارات في بغداد وبعد 45 دقيقة صرح الرئيس الأمريكي أنه أصدر أوامره
لتوجيه "ضربة الفرصة" التي علم فيما بعد أنها كانت ضربة استهدفت منزلا كان
يعتقد أن صدام حسين موجود فيه. اعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجأة فكان
التوقع السائد هو أن تسبق الحملة البرية حملة جوية كما حدث في حرب الخليج الثانية فكان
عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في أن واحد وبصورة سريعة جدا أطلقت عليها تسمية
"الصدمة والترويع"
Shock and Awe وكان الاعتقاد
السائد لدى الجيش الأمريكي انه باستهداف القيادة العراقية والقضاء عليها فان الشعب
العراقي سوف ينظم للحملة وسوف يتم تحقيق الهدف بأقل الخسائر الممكنة. كان الغزو سريعا
بالفعل فبعد حوالي ثلاثة اسابيع سقطت الحكومة العراقية وخوفا من تكرار ماحدث في حرب
الخليج الثانية من اشعال للنيران في حقول النفط قامت القوات البريطانية باحكام سيطرتها
على حقول نفط الرميلة وام قصر والفاو بمساعدة القوات الأسترالية. توغلت الدبابات الأمريكية
في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية في طريقها تجنبا منها لحرب المدن.
= في 27 مارس 2003 ابطات العواصف الرملية التقدم
السريع للقوات الأمريكية وواجهت القوات الأمريكية مقاومة شرسة من الجيش العراقي بالقرب
من منطقة الكفل الواقعة بالقرب من النجف والكوفة وأثناء هذه الأحداث في وسط العراق
وبعد أن تصور جميع المراقببن ان الجنوب العراقي أصبحت تحت سيطرة القوات البريطانية
نقلت شاشات التلفزيون مشاهدا لمقاومة شرسة في أقصى الجنوب بالقرب من ميناء ام قصر وتم
أيضا اطلاف صاروخ من تلك المنطقة على الأراضي الكويتية. حاصرت القوات البريطانية مدينة
البصرة لأسبوعين قبل أن تستطيع اقتحامها، حيث كان التعويل على أن الحصار كفيل بإضعاف
معنويات الجيش وفدائيي صدام مما سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى حدوث انتفاضة جماهيرية
من قبل سكان المدينة لكن هذا التعويل لم يكن مثمرا واستطاعت القوات البريطانية اقتحام
المدينة بعد معركة عنيفة بالدبابات اعتبرت اعنف معركة خاضتها القوات المدرعة البريطانية
منذ الحرب العالمية الثانية وتم السيطرة على البصرة في 27 مارس بعد تدمير 14 دبابة
عراقية. في 9 أبريل انهارت القوات العراقية في مدينة العمارة. في هذه الأثناء وفي شمال
العراق قامت مجموعة من القوات الخاصة الأمريكية بإنزال بالمظلات في شمال العراق لان
البرلمان التركي لم يسمح باستعمال الأراضي التركية لدخول العراق وقامت هذه القوات الخاصة
واسناد من القوة الجوية الأمريكية وبدعم معلوماتي من الأحزاب الكردية بدك معاقل حزب
أنصار الإسلام.
بدأت تظاهرات عالمية مناهضة للحرب في معظم الدول
العربية، إضافة إلى كندا وبلجيكا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا وسويسرا والفاتيكان
والهند وإندونيسيا وماليزيا والبرازيل والمكسيك. وأعلن وزير الخارجية السعودية أن السعودية
لن تسمح باستخدام قواعدها للهجوم على العراق ورفض البرلمان التركي نفس الشيء وأعربت
الجامعة العربية ودول الاتحاد الأفريقي معارضتها لغزو العراق.
No comments:
Post a Comment