هويدا طه |
03/17/2015
عنوان المؤتمر: مؤتمر دعم المستثمر المصري الصغير
مكان انعقاد المؤتمر: الفيوم
رعاة المؤتمر: الحكومة والبنوك المصرية
الهدف من المؤتمر: إشراك المواطنين في كعكة
الاستثمار المصرية
مشروعات المؤتمر: مشروعات صغيرة ومتوسطة وتعاونيات
وشركات مساهمة شعبية
إنه دعوة أتقدم بها إلى الرئيس والحكومة لتبنيها،
فقد زاد تفاؤل المصريين بعد انتهاء مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصري، وهو مؤتمرٌ
حقق نجاحاً سياسياً كبيراً، لكنه بطبيعة المشروعات العملاقة التي عرضها على المشاركين..
كان قاصراً على ممثلين لدولٍ مانحة أو مستثمرين كبار أو مجموعات اقتصادية عالميةعملاقة،
أما المواطن المصري العادي فكان دوره في هذا المؤتمر: الانصات بترقب لأحاديثٍ عن استثمارات
بالمليارات قد تطاله منها: فرصة عمل! كان دوره دور المشجع من خارج الحلبة..لكننا في هذه الدعوة نحلم بما هو أكبر..
يثق معظم المصريين في صدق سعيك للخروج بمصر
من محنتها، ويتقبلون منك ما لم يكونوا ليتقبلونه من غيرك بتلك الأريحية! فهم يستجيبون
دون كبير تذمر لدعواتك أن يعملوا بجدية أكثر، ويتقشفوا أكثر، ويستغنوا عن دعم الدولة
للوقود والخبز والكهرباء وحتى الماء، ثم هم يرقبون من بعيد سخاء حكومتك مع المستثمر
الأجنبي، فهي تذلل له العقبات، وتسن له قوانين ترضيه،وتحمي عقوده من تطفل المواطنين،
ثم والأكثر إثارة للاستغراب: تمنحه الأرض والقرض!
ذلك الاستغراب جاء بعد أن استمع قطاعٌ من الشعب
إلى تصريحات ممثلي البنوك المصرية.. التي أعلنت عن استعدادها الكامل لتمويل مشروعات
المستثمر الأجنبي القادم إلى مصر! كيف إذن لا يتساءل المواطن المندهش: إذا كان المستثمر
سوف ينشئ مشروعه على أرض مصر بأموال مصرية، فلماذا لا تمولني أنا تلك البنوك لأنشئ
مشروعي كذلك وأنا أصلاً ابن تلك الأرض وأموال تلك البنوك من مدخراتي؟! لماذا لا يلقى
المسثمرون المصريون الصغار دعماً مماثلاً فيتحول الشعب إلى شعبٍ منتج فعلاً.. وليس
مجرد أنفار يعملون عند هذا المستثمر المدلل؟! لا أطالب أن أكون بديلاً عن المستثمر
الأجنبي.. يقول المواطن المندهش.. فقط أطالب أن أعامل مثله.. إمنحني مثله.. الأرض والقرض!
نحن لا نشاكس فيما يخص الاستثمار الأجنبي..
فقد قُضي الأمر ولله هو من قبلٍ ومن بعد! إنما فقط نتساءل: لماذا لا يُعقد مؤتمرٌ محلي
تعرض فيه "بقايا الفرص"! الفرص الصغيرة..للمواطنين حاملي الجنسية المصرية؟!
وتمولهم كذلك البنوك وتدعمهم الحكومة أسوة بالسادة الأجانب؟!
سأظل أدعو دون ملل إلى عقد " مؤتمر دعم
المستثمر المصري المبتدئ"، وإذا كانت شرم الشيخ قد دخلت التاريخ كمدينة تمثل أصحاب
المليارات من المستثمرين المصريين والأجانب.. فليعقد مؤتمر المستثمر الصغير في محافظة
الفيوم مثلاً، وإذا كان تم تجييش كل وسائل الإعلام للترويج لجذب المستثمر الأجنبي..
حتى أنهم انتظروه بالورود وغنوا له على الكورنيش! فليتم إذن الترويج لمؤتمر المستثمر
الصغير إعلامياً.. وهذا المستثمر الصغير هو مواطن مصري لن يحتاج إلى من يغني له.. أو
عليه! إنما بمثل هكذا مؤتمر.. يتحفز المصريون من الطبقة الوسطى ومن حولها.. لبدء الاستثمار
والإنتاج والنهوض ببلدهم ومجتمعهم، فالمستثمر المصري الصغير لديه الانتماء الدائم ولن
يرحل بأرباحه.. وحتى لو كان مبتدئاً.. لماذا أصلاً لا تتقدم البنوك المصرية والحكومة
لتدشين مشروعٍ بعنوان: المستثمر" المبتدئ أو الناشئ"؟!
هذا مؤتمر يجب أن يُدعى إليه المصريون فقط،
ويمكن أن يتم الإعداد له قبل عقده بعدة أشهر، فترة تكفي لأن يتم فيها التنسيق بين الحكومة
والمحافظات ومراكز البحث والتمويل..لإعداد قائمة بمشروعات متوسطة وصغيرة يمكن أن يؤسسها
المصريون من الطبقة الوسطى، خاصة الشباب، مشروعات إنتاجية تعلو قليلاً عن (عربيات الخضار)!
ويمكن للحكومة عبر خبرائها وضع شروطٍ تحدد (مواصفات المستثمر الصغير) المبتدئ، مع الترويج
له بحملة إعلامية تثير الحماس لدى الشعب، ليشعر المواطن المصري أنه هو أيضا يمكن أن
يكون له نصيبٌ في كعكة الاستثمار..
مرة أخرى: لن يطالني الملل من الدعوة لهذا المؤتمر!
وأتوجه بسؤالٍ إلى السادة المسؤولين في حكومتنا: هل أتاكم حديث طلعت حرب؟! هل تعرفون
أنه شجع مصريين ليسوا أثرياء.. لمجرد فقط أنهم مصريون.. كي يبدأوا أعمالاً صناعية وتجارية
بتمويلات وفرها لهم من بنك مصر؟! إذا لم يكن لديكم علم بذلك - ومعظمكم من حاملي الدكتوراه
- فها نحن ننقل إليكم المعلومة،ومصدرها: كتب المرحلة الابتدائية!
على قاعدة تمثال طلعت حرب في ميدانه الشهير
بقلب القاهرة.. نُقشت عبارته الواعية بقيمة مصر:" إن الاستقلال السياسي والاستقلال
الاقتصادي توأمان عزيزان خليقٌ بنا أن نوفر لهما القوة والمنعة والسلطان".. مهداة
إلى الرئيس السيسي..
howayda5@gmail.com
No comments:
Post a Comment