القيادة موهبة من الله عز وجل يهبها ويضعها
في من يشاء من عباده, وهي خلق عظيم يخلق في الإنسان منذ الصغر, وطبع ينشأ عليه وجبلة
وسجية ليس للإنسان علاقة أو تدخل بها مثلها مثل البخل والجبن والكرم وغيرها من الصفات
التي يقدرها الله سبحانه وتعالى لخلقه, فلا يملك البخيل أن يكون كريماً, كذلك لا يملك
الجبان أن يكون شجاعاً, كذلك لا يملك غير القائد أن يكون قائداً.
وموهبة القيادة قليلة في البشر فقد تجد في مائة
رجل عشرة فرسان ولكن قد لا تجد في الألاف رجل قائداً واحداً.
والقيادة لاتأتي بالتعليم والدراسة ولكنها تصقل
بهما وتطور, فغير صاحب الموهبة لا ينفعه التعليم وغيره, فالقائد قائد منذ ولادته وليس
هناك من سبيل غير ذلك.
وسبب صعوبة وقلة وندرة موهبة القيادة في الرجال
يرجع إلى أنها صفة يجب أن تكون جامعة لعدة صفات وخصال حتى تتشكل بمجموعها شخصية الرجل
القيادي وتظهر في من وهبها الله له وهى صفات فى مجملها حميدة ومن هذه الخصال :
الكاريزما
وقوة الشخصية،الشرف ،الحكمة ،الفِطْنَة والبصيرة ،التواضع, الشجاعة, والثقة بالنفس والعدل والشهامة
والنخوة ،الأمانة, الصدق،حب
الغير, والإنفتاح العلمي والثقافي وحسن الإدراك، رباطة الجأش قوة
القلب، الحنكة, الذكاء,
القدرة على الإقناع, القدرة على السيطرة والتخطيط. قابليته على اتخاذ القرار السريع الذكي
والصائب فى الوقت المناسب يتمتع بمهارات وقدرات حيوية وصلبة ،الإقدام على مواجهة المخاطر،الصبر والجلد وقوة
التحمل، الكفاءة والعزيمة
ويتمتع بروح معنوية عالية, الإخلاص في العمل،الإيثار وإنكار الذات،الانضباط ولديه
الإستعداد للصمود أمام الصعاب وتحقيق الأهداف .
وبالرغم من كل هذه الصفات الحميدة فى القائد إلا إنه يكون فى كثير من
الأحيان يكون عرضة للوقوع في الفشل عند ممارسته العمل السياسى حيث أن السياسة مدارها ليس مدار الأخلاق
فالشرف والنزاهه والصدق والأمانة والإخلاص مثلا من الشمائل التى تعتبر فى السياسة من
النقائص وليست من المثالب حيث أن الكذب والغش والنفاق والخسة والدناءة والنذالة
تعتبر من الصفات الحميدة والإيجابيات فى السياسة و كلنا ندرك كيف تورط جمال عبد
الناصر فى أخطاء سياسية كثيرة لعدم تمتعه بمثل هذه الصفات الدنيئة فقد كان رجلا شريفا
ونزيها وأمينا مخلصا...
No comments:
Post a Comment