بقلم د.محمد الدويك..
وسط القتل والإرهاب وخراب العقل المسلم الدائر
الآن.. إزاي تفرق بين ما يصلك من روايات تاريخية أو أحاديث نبوية، خاصة مع تعارض بعضها،
وأن كل فريق يستغل النص الذي يوافق هواه ويدعم فكرته..
الرسول عليه الصلاة والسلام شرح الأمر بكل وضوح
ودقة.. وقال في الحديث الصحيح. "إذا بلغكم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له جلودكم
فأنا أولاكم به. وإذا بلغكم الحديث عني تنفر منه قلوبكم وتقشعر منه أبدانكم فأنا أبعدكم
عنه"
خد بالك ان الرسول لم يقل لك ارجع لعالم الحديث
يشرح لك السند هل هو صحيح أم حسن أم ضعيف. ولم يقل لك ارجع لكهنة الدين يفسرون لك الأمر.
بل لم يأمرك أن تنكب على النص تطبقه بعمى قلب وبصيرة. بل جعل بين النص الذي يصلك عنه
(ص) وبين التطبيق مسافة، هذه المسافة أنت وحدك من يقف فيها، والتحدي أن تمتلك قلبا
نظيفا نقيا يألف الخير وينفر من الشر، ومشاعر مرهفة يقظة لم تتلوث وتستطيع ان تعرف
القساوة والغلظة وتكرهها، وتعرف الرحمة والبر وتألفها.
ربنا قال للرسول في القرآن أن يكون منهجة ثلاث
كلمات (خذ العفو. وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) .. أن يكون العفو عن المخالفين والمعارضين
هو اقرب السلوكيات إلى نفسه. وأن يأمر بالعرف. أي يحترم أعراف الناس التي استقروا عليها.
القانون الذي ألفوه الجميع، وهو قانون إنساني، غير مقدس. وأن يعرض عن الجاهلين، فلا
يدخل في صراعات حمقاء لا طائل من ورائها وأن يعتزل كل جدال أو خصومة لا تؤدي إلى خير.
وقال الله عن الحياة عموما (لا خير في كثير
من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) .. يضع الله لك خريطة طريق
جديدة، للتميز بين الكذاب والصادق، بين الكفرة الفجرة وبين المؤمنين الصالحين.. والمعيار
هو أن تكون حياتك تتراوح بين مساعدة المحتاجين. أو احترام أعراف الناس. أو الإصلاح
بينهم.
الآن هم يزيدون حياة الناس معاناة باسم الدين.
ويرفضون الأعراف العامة باسم الدين. ويفسدون بين الناس باسم الدين.. فمن يكونون?
No comments:
Post a Comment