ولد في مدينة ألورسيتار
في ولاية قدح في الـ 20 من ديسمبر من العام 1925. هو الابن التاسع والأصغر لوالده الأستاذ
والمعلّم المدرسي “محمد إسكندر”، من أصول هندية من ولاية خير الله الذي هاجر منها بعد
ذلك؛ أما والدة مهاتير “وان تامباوان”، فهي من شبه جزيرة ملايو. التحق مهاتير بكلية
السلطان عبد الحميد في ألورسيتار، ثم بعد ذلك كلية الملك إدوارد السابع الطبّية “جامعة
سنغافورة حالياً”. عَمل مُحرراً في صحيفة “ستريتس تايمز”، وكان رئيساً لجمعية الطلبة
المسلمين في الكلية. تخرج عام 1953، وخدم في الحكومة الماليزية ضابط خدمات طبّية، وتزوج
زميلته الطبيبة “ستى حازمة محمد علي”، و أنجب منها ثمانية أبناء “خمسة أبناء، و ثلات
بنات”.
رئيس الوزراء الدكتور
مهاتير محمد : في العام 1964، انتخب مهاتير محمد عضواً في البرلمان عن دائرة “كوتا
سيتار سيلاتان”، وخسر مقعده عام 1969، بعد خطاب وجهه إلى رئيس الوزراء حينها تنكو عبد
الرحمن، بعد أحداث الشغب في 13 مايو، ثم استقال من عضوية حزبه في الـ 26 من سبتمبر.
في العام 1974، خاض الانتخابات العامة وأعيد انتخابه بالتزكية عن دائرة “كوبانج باسو”،
وعُيّن وزيراً للتعليم. وفي الـ13 من سبتمبر عام 1978، عينه رئيس الوزراء حسين أون
نائباً لرئيس الوزراء، ثم وزيراً للتجارة والصناعة. استقال “حسين أون” من منصبه لأسباب
صحية، ثم في الـ16 من يوليو من العام 1981، أصبح الدكتور مهاتير محمد رئيساً لوزراء
ماليزيا؛ و هو أول رئيس وزراء في البلاد ينتمي لأسرة فقيرة.
النظافة والكفاءة والأمانة : كانت تلك الكلمات
الثلاث شعار أول انتخابات عامة في العام 1982، التي يخوضها مهاتير وهو مُتقلد منصب
رئيس الوزراء. يقول: ” أردت إجراء انتخابات عاجلة لتشريع وضعي كقائد، واحتجنا إلى شِعارٍ
مناسب للإشارة إلى التغيرات التي رأينا وجوب إدخالها في عهدي، فوجدنا أن التغيير واجب
في نواحٍ ثلاث : تطهير البلاد من الفساد ، ورفع الكفاءة ، والتحلي بالأمانة “.
الثورة والنهضة الحضارية في عهد الدكتور مهاتير
محمد : شهدت الدولة الماليزية نهضة حضارية غير مسبوقة؛ حين تحولت ماليزيا من دولة تعتمد
كُلّياً على الزراعة، وإنتاج وتصدير المواد الأولية، إلى دولة صناعية مُتقدمة يُساهم
قطاعيّ الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي. بلغت نسبة صادرات
السلع المُصنّعة 85% من إجمالي الصادرات، كما أنها تُنتج نسبة 80% من السيارات التي
تسير في الشوارع الماليزية. و يبدو أنهم شعروا بقيمتهم، وبحجم المسؤولية المُلْقاة
عليهم، وتحت ظل رئاسة وزراء الدكتور مهاتير للبلاد، انخفضت نسبة البطالة إلى 3%، ووصل
دخل الفرد الماليزي من 1247 دولار؛ إلى 8862 دولار في عام 2002. بالتالي؛ انخفضت نسبة
السكان تحت الفقر من 52% من إجمالي السكان في عام 1970، إلى 5% فقط في العام 2002.
وبالفعل؛ شهدت ماليزيا ثورة صناعية قامت على صناعة أجهزة الكمبيوتر، والمستهلكات الإلكترونية.
وأُقيمت العديد من المشاريع الضخمة، أبرزها.. إنشاء البُرج التوءم “بتروناس”، ومطار
كوالالمبور الدولي، والطريق السريع بين الشمال والجنوب، وحلبة سيبانغ الدولية، وممر
الوسائط المتعددة الخارق، و سد باكون الكهرومائي، و العاصمة الإدارية الإتحادية الجديدة
” بوتراجايا
“.
الرؤية 2020 : هي خطة عمل أطلقها الدكتور “نور
الدين سوبي” من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في العام 1991، تمتد هذه الخطة
لـ 30 عاماً قادمة. هي عبارة عن مخطط تفصيلي لرسم مسار التنيمة الاجتماعية والاقتصادية.
يشير الرقم 2020 إلى فكرة واضحة تتضمن المكان الذي ينوي رئيس الوزراء الوصول إليه،
و الحال التي ينبغي أن تكون عليه البلاد بحلول العام 2020. كانت إحدى الصعوبات التي
واجهت تلك الرؤية، هي أن الناس لم يستوعبوا مفهوم “الأمة الماليزية”، فمن المعروف أن
ماليزيا دولة متعددة الأعراق؛ وغير متوافقة، ومختلفة عن بعضها على الصعيد الثقافي واللغوي
والديني وأكبر صعوباتها؛ أنها مُنْقسمة في إنجازاتها الاقتصادية و الاجتماعية.
استقالته من رئاسة الوزراء : بعدما أنهى مهمته
في النهوض بالبلاد، و رأى ثمرة جهوده و إخلاصه؛ تتجلى في ملامح حياة كريمة للمواطنين،
والمقيمين في ماليزيا؛ رأى أن الوقت قد حان لإتاحة الفرصة أمام قومٍ آخرين ليخوضوا
تجربتهم في النهوض أكثر وأكثر بالبلاد. مُرتدياً لزيّ غير رسميّ، ومُعتمِراً قبعته
الخاصة بالثقافة الماليزية؛ قَدّم الدكتور مهاتير محمد استقالته، وقال في ذلك الفصل
في مُذكِّراته: “أعلنت قرار استقالتي من رئاسة أَمْنُو، ورئاسة الوزراء؛ عند الساعة
الخامسة والخمسين دقيقة مساءً في 22 يونيو عام 2002. خشيتُ قبل الإعلان أن أنهار، لكن
الذي حصل كان أسوأ. فعلى الرغم من أنني تدربت على إلقاء الخِطاب، لم أستطع سوى التلفّظ
بجمل متماسكة قليلة، وحين جاء وقت الإعلان؛ انهمرت الدموع من عيني على نحو مُخْجِل،
لم أستطع أن أتعامل مع هذه النقطة المِفْصلية في حياتي؛ مثلما كنت أنوي”
هذا الفيديو للحظة إلقائه لخطاب الاستقالة
الجدير بالذكر أن مدّة
حُكمه هي واحدة من أطول فترات الحُكم في آسيا؛ حصل في نهايتها على لقب “تون”، وهو أعلى
تكريم لشخصية مدنية في ماليزيا. وبهذا؛ أصبح الدكتور مهاتير محمد شخصية مُحببة لقلوب
الماليزيين وغيرهم داخل ماليزيا وحول العالم، وترك إرثاً عظيماً من الحضارة الماليزية،
التي أصبحت إحدى النماذج الحضارية التي يُحتذى بها.
في هذا الوثائقي؛ تتلخص مسيرة الدكتور مهاتير
في النهضة بأمته
No comments:
Post a Comment