إجتمع سكان إحدى المبانى الكبيرة
المتهالكة والآيلة للسقوط نتيجة الإهمال الشديد والغش والسرقة وتراكم الفساد بكافة
أشكاله وتجذره لسنوات طويلة.ونتيجة البناء العشوائي دون الإلتزام بالمواصفات
الهندسية وغياب الإشراف والرَّقابة على أعمال التصميم والتنفيذ، وانعدام الصيانة
الدورية للمبني ومن سوء إستخدام العقار وإهمال المسؤولين فى إتحاد الملاك للدّور
المنوط بهم، فضلاً عن التكدّس السكاني في العقار . مما أدى إلى تدهور وتهالك جميع
المرافق من شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحى والأعمدة والأساسات الخرسانية
للعقار.
قرر السكان فى إجتماعهم ضرورة
الإسراع فى إتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ وتنكيس وترميم وإصلاح المبنى المتهالك .
وإختار السكان أحدهم مشهود له بالنزاهة
والإستقامة والجدية ومحبوب من الجميع ليأخذ على عاتقه هذه المسئولية..
وتفتق ذهن هذا الرجل عن فكرة وجدها
رائعة ليقوم بتنفيذها تدرعليهم أرباح تسهم فى نفقات الإصلاح والترميم ، وهى إقامة
كافيه كبير فاخر أسفل المبنى وتشغيله لفترة حتى يُحقق أرباح تستخدم فى تنفيذ
الإصلاح وتوزيع الفائض منها عليهم ..
وطلب من السكان أن يتم جمع مبلغ من
المال لتنفيذ فكرته ،وافق السكان على الفكرة المربحة وسارعوا بتقديم مساهماتهم على
الفور..
وبدا العمل فى إنشاء وتجهيز الكافيه
وتم الإنتهاء من العمل فى زمن قياسى ..
وتقررعمل إحتفال كبير للإفتتاح يُدعى
إليه جمع غفير من مشاهير ورجالات وفنانين وسفراء أجانب وجميع وسائل الإعلام
وبتكلفة باهظة كدعاية للمشروع .
تم الإفتتاح وإنتظر السكان حضور
الزبائن ورواد الكافيه ،ولكن لم يظهر أحد فالجميع يخشى أن يجلس فى كافيه أسفل مبنى
آيل للسقوط خوفا على حياته..وإستمرالإنتظار طويلا ...
حتى حدثت المُصيبة وانهار العقار على
رأس ساكنيه ومات مَن مات وفُقِد من فُـقِـد وأصيب مَـن أصيب. وقامت أجهزة الحماية
المدنية بالبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، ولم يعُد مُزعِجا ولا يمثل كارثة حقيقية،
سوى على سكان وأهل العقار المنهار ....
ألم يكن من العقل القيام بالإسراع فى
إتخاذ إجراءات حاسمة لإنقاذ وتنكيس وترميم وإصلاح أعمدة وأساسات المبنى المتهالك
قبل التفكير فى إنشاء الكافيه؟
وربنا يستر وأكون غلطان ..
No comments:
Post a Comment