البراء أشرف الله يرحمه

توفى فى سن الثلاثين

أنا مقهور يا مصر.. حابب بس أقولك المعلومة دي بمناسبة إنك بتفرحي النهاردة زي ما بيقولوا.. مقهور منك وبسببك، مقهور عليكي..

إنتي تافهة قوي على فكرة.. أتفه بلاد العالم.. ومن فرط تفاهتك بتلاقي نفسك فخورة بالتفاهة وبتحتفلي وتفرحي بيها..

سمعك تقيل، وقلبك خشب، وعقلك فاضي، جواه برواز مدهب ذوقه معفن، بتبدلي فيه صور اللي بيركبوكي ويدلدلوا.. من أول تاريخك وانتي عبدة عند حاكمك.. رخيصة قصاد المفتري، ملكيش تمن..

بتقدري قوي الفاسد، واللي عايزلك الخير فرصه معاكي أقل كتير من اللي عايزلك الشر.. هبلة، لأ لأ مش هبلة، انتي شريرة.. بتعاقبي اللي بيحبك..

أنضف ما فيك، يا مقتول يا مسجون يا هربان يا مهاجر.. وانتي لا حسيتي ولا هتحسي ولا بتحسي أساساً، عايزة اللي يرقصك، ويرقصلك، ويصقفلك، وينصب عليكي..

انتي مرض، لا عارفين نتعالج منه، ولا عارفين نعالجك حتى من أمراضك علشان نعرف نتعايش معاكي، ولا عارفين نتعايش مع أمراضك ونعمل نفسنا مش واخدين بالنا

يا مصر انتي بتعاقبينا علشان قلنا إن من حق ولادك عيش وحرية وكرامة وعدالة.. فاهمة إننا بنتقتل، ونتحبس، وبننقهر، لمجرد إننا طالبنا بالحقوق دي؟!.. فاهمة إنتي عاملة إزاي؟.. أنا حتى مش لاقي صفة مناسبة أوصفك بيها..

وأوسخ ما في الموضوع، إنك بتفرحي النهاردة، وبكرة هتصحي على الكارثة وتدركيها، وساعتها إنتي عارفة وإحنا عارفين إن مش باقيلك غيرنا.. ده لو عشنا للحظة دي.. أصل القتلة فيكي عمرهم طويل، والشباب فيكي عمرهم قصير.. وانتي أساساً الوقت عندك ملوش تمن..

لا عندك حلم، ولا علم، وعدوك الوحيد هو احنا.. وبتستغربي في الآخر بنسيبك ونمشي ليه..

افرحي يا مصر.. يا مجرمة.. افرحي فينا..