بقلم د. وسيم السيسى
البعض يقول نحن مصريون، وآخرون
يقولون.. نحن عرب.. وآخرون يقولون نحن Egyptians فى الخارج، عرب فى الداخل! إزدواجية حتى فى الهوية!
وحين تسأل هذا الفريق.. لماذا نحن
عرب؟! يرد عليك قائلاً: لأننا نتكلم العربية، تقول له: اللغة ليست الهوية بدليل أن
الولايات المتحدة تتحدث الإنجليزية، ولم تقل أنها الولايات المتحدة البريطانية..!
وأمريكا اللاتينية تتحدث الأسبانية.. ولم يقولوا إننا أسبان، والبرازيل تتحدث
البرتغالية، ولم يقولوا إننا برتغاليون، وخمس دول.. فزانكفونية تتحدث الفرنسية،
ولم يقولوا إننا فرنسيون! الهوية بالأرض وليست باللغة!
يقولون لك: نحن عرب لأننا مسلمون!
ترد عليهم: إيران دولة مسلمة ولم يقولوا نحن عرب! وتركيا دولة مسلمة ولم يقولوا
نحن عرب! وإندونيسيا دولة مسلمة ولم يقولوا نحن عرب! الهوية إذن ليست بالدين بل
بالأرض! أضف إلى ذلك أنه ليس هناك دولة مسلمة أو مسيحية.. لأن الدولة شخصية
اعتبارية.. لا تصوم ولا تزكى.. كما أن كل دولة بها «ديانات وعقائد مختلفة».
يقولون لك مصر عربية بسبب الفتح
العربى! ترد عليهم: هل كانت مصر اشورية بعد الغزو الآشورى؟، أو فارسية أو يونانية
أو رومانية «الغزو الرومانى ظل ٦٧٠ سنة» أو عربية «العرب ٢٢٨ سنة» أو طولونية أو
أخشيدية أو فاطمية.. أو أيوبية، أو مملوكية أو تركية عثمانية «٤٠٠ سنة» أو فرنسية
أو إنجليزية بعد كل هذه الغزوات؟ لو كانت الهوية.. بهوية المحتل.. لأصبحت هوية أى
دولة.. موزاييك أى لا هوية..
" مصر.. والأحساء أحساء".
«أبوالعلاء المعرى»
أو كما يقول ستامب: إن الغزوات
الكثيرة التى مرت على مصر، لم تكن إلا تغييراً فى الحكام وليست تغييرًا فى طبيعة
الشعب المصرى، لأن بحر مصر الكبير من السكان.. كان يذيب الغزاة ويمصرهم، كما قال
جملة فى منتهى الخطورة يجب أن نلتفت إليها.. لأنها مصدر قوتنا إن تمسكنا بها..
وضياع مصرنا.. إن انصرفنا عنها..!
قال: «إن المشكلة فى مصر.. ليس فى
غزوها.. بل فى الوصول إليها! فنادراً ما تجد شعباً.. متماثلاً فى شكله وملامحه، بل
وفى طباعه وأخلاقه، بل وفى مزاجه وهواياته.. مثل الشعب المصرى، نحن مصريون نتحدث
العربية وهى لغتنا الرسمية، كما نتحدث العامية وهى لغة عموم الناس لا عامة الناس،
وهذه العامية هى اللغة المصرية القديمة بروافد كثيرة.. لأن اللغة بالتراكيب STRUCTURE وليست بالألفاظ.. ويطلق
علماء اللغة كلمة فصحى.. عما نفصح به عن أنفسنا.. وعلى هذا القياس فالفصحى هى
العامية، والرسمية هى التى نتعلمها فى مدارسنا.. ولكنها ليست لغتنا الأم»!
هؤلاء الذين يقولون نحن عرب..
ألم يسألوا أنفسهم لماذا يدخلون من
باب الأجانب فى مطار المملكة السعودية؟ ولماذا يكون لهم كفيل إذا عملوا هناك؟
ولماذا كانت الجزية تفرض على ثمانية
آلاف ألف «٨ ملايين» مصرى.. عند «زيارة» العرب لنا ٦٤١ ميلادية؟ «المقريزى ص ٧٦».
نحن نعرف أن مصر إذا تعثرت انكفأ
العرب على وجوههم، كما نعرف أن العرب هم العمق الاستراتيجى لمصر، وقد عرفت مصر ذلك
منذ عصر الهكسوس.. والذى أنقذ العرب فى الصوارى، حطين، عين جالوت.. هى مصر!
لماذا الهوية المصرية؟ لأن أوروبا
قامت بإحياء القوميات ولم تتخل عنها فى السوق الأوروبية المشتركة، ولأن ألمانيا
نهضت من هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى بإحياء قوميتها.
ولأن مصر عاشت عصراً ذهبياً ٥٠٠٠ سنة
بقوميتها المصرية، نصف قرن قصير العمر.. حين كان شعارها مصر للمصريين «النصف الأول
من القرن العشرين».
خلاصة الخلاصة: أنا مصرى.. أتحدث
العربية، والعامية، أؤمن بالوحدة العالمية مع بنى الإنسان.. ومن يقل لى: عيب أن
نتخلى عن عروبتنا.. أقل له: بل عار أن نتخلى عن مصريتنا.. ومن ليس له خير فى
مصريته.. ليس له خير حتى فى نفسه.
No comments:
Post a Comment