إن ما
نراه الآن من عدم فهم وإستيعاب كثير من المصريين للثورة وأسباب إندلاعها
وتداعياتها ..هو راجع فى بادئ الأمر الى نظام التعليم فى النظام السابق ...كان أحد
الأهداف العظمي للنظام السابق لمشروع تطوير التعليم هو القضاء علي كل احتمالات
الصدق والوطنية والشخصية المستقلة في الأجيال القادمة.
مثلاً ـ فى
مواد الثانوية العامة الجديدة كان علي رأسها مادة أساسية اسمها «التربية الوطنية».
هذه المادة تحتشد فيها كل أكاذيب وتلفيقات النظام السابق... دفعت كل طلاب مصر
للاعتراف الإجباري بالضربة الجوية الأولي، وحكمة حسني مبارك، وعظمة الحزب الوطني،
وعدالة الدستور المصري، ونزاهة الانتخابات، وأهمية مجلس الشوري، وحتمية مجلس
الشعب، وعبقرية لجنة السياسات، وسيادة العدالة الاجتماعية، وانتشار العدل
والمساواة وحقوق الإنسان والتسامح الديني في ربوع البلاد!!
تقول مادة
التربية الوطنية للطلاب إن الزعماء في مصر يبدأون بالملك مينا والملك أحمس، ويمرون
بأحمد عرابي وأدهم الشرقاوي ومصطفي كامل وسعد زغلول، ثم يتوجهم الزعيمان المؤمن
والمزمن اللذان أنجزا المشروع النهضوي المصري كأفضل ما يكون الإنجاز، وانتصرا علي
إسرائيل بفضل الضربة الجوية الأولي التي قررها الزعيم المؤمن ونفذها الزعيم
المزمن!!
التربية
الوطنية في وزارة التربية والتعليم كانت أداة من أدوات الإفساد يستعملهاالنظام
السابق مثلها مثل تزوير الإنتخابات ، والتلفيق في لجنة صياغة الدستور والتصويت
العبثي في مجلس الشعب وتوأم العدمية واللاجدوي في مجلس الشوري وتوأم التخلف في
تنشئة وتربية الأولاد في معظم العائلات المصرية .
التربية
الوطنية كان هدفها الأول والأخير هو تأهيل وتنشئة الأجيال القادمة علي التراث
المصري العريق في عبادة الحاكم والحاشية..
أمام
الرئيس الجديد مهمة ليست بالهينة ....عليه أن ينجح فى معركة إزالة وعلاج هذا
التشوه فى تفكير وفهم هذه الملايين ؟؟؟ ويجب أن يكون هناك خطة محكمة جاهزة فى
برنامج كل من مرشحى الرئاسة لإزالة آثار هذا
العدوان وإصلاح ما تم تخريبه وتعطيله من فهم سليم ومنطق لدى هؤلاء المصريين ..الذن
كان كل ذنبهم أنهم كانوا يصدقون ما يدرسوه ويسمعوه ...
No comments:
Post a Comment