بالرغم من الهزات
المتتالية التي عرفها العالم في تحريم العبودية بأشكالها ونغماتها وألوانها ، اٍلا
أن الأمة العربية لازالت في غيها وإستعبادها لبني البشر، وهي في أشد الحنين لبدويتها
الماضية المتأصلة التي تختفي حينا ، وتتأجج كثيرا ، وهو ما يظهر في تعالي أهل الجزيرة
والخليج اليوم على حساب السخرة من الموالي الجدد، من بني بنغلاديش و باكستان وسيلان
والمصريين الباحثين عن لقمة العيش تحت ركام عنصرية بعض العرب، التي لم تعر لأخوة الاٍسلام
وحق الجوار شيئا يذكر ، وكل ما فعلوه هو استبدال الأسماء فأصبح العبد فتى والأََمة
( بفتح الألف) فتاة ، وتحدوا الاٍسلام والمواثيق الدولية في العدالة والمساوة ، وكانوا
نقمة على الاٍسلام ، بعد أن أظهروا جانب السوء ، وهم أولى بتبيان الحق والاٍمتثال لأوامر
الرحمن قبل غيرهم ، لأنهم ذاقوا حلاوة الاٍيمان ،وتنعموا بقربهم من بيت الله الحرام
وبالرغم من أن الموالى ( وهم من أهل البلاد الأصلية
الذين أعتنقوا الإسلام ) وأولاد الجوارى المسلمين الذين كان آباؤهم عرب، غير أن ذلك
لم يحررهم من اٍذلال حكم الخلافة الأموية ، حيث منعوا من تقلد الوظائف العالية، التى
ظلت حكراً على العرب ، ولم تشفع آيات التساوي ، ولا أحاديث أسنان المشط ، وبقي العربي
متعاليا مذلا للموالي في أغلب فترات الحكم الأموي ، ولم يسجل التاريخ الشيء الكثير
في ارتقاء الموالى اٍلى مصاف العرب، في الحكم والسيادة والقضاء ، اٍلا بعد أن أنتزعوه
بفهومهم ،وبأس سيوفهم أيام بني العباس.
اٍن منزلة المولى
أقل وأدنى من منزلة الحر ، وهي إستعباد بأرق معانيه ، وقد يفهم أن المسلم المعتق يكون
مولى بالجبر ، وقد يكون مشابها للتجنس والتبني ، وللتماثل مع العرب في الحقوق لا بد
من الاٍنتماء بالولاء لأسرة عربية ، والتي تقوم مقام طلب الجنسية في أيامنا هذه ، ومن
صوره الكفيل المعمول بها في دول الخليج اٍلى يومنا هذا . وهو رابطة تشد العبد بعد عتقه
إلى مالكه الذي مَنّ عليه بهذا العتق، وهو لون من ألوان العرفان بالفضل للمالك الذي
وهب العبد حريته، ولكن هذه الحرية كانت مقيدة مشروطة، فالعبد العتيق يظل يدين لسيده
ويتمتع بدرجة وسطى بين العبودية والحرية.و بقاء العبودية في ظاهرة الولاء ، لأن المسلم
المولى لا يتمتع بمزايا المسلم العربي ، فهو يعد تابعا أخطاؤه يحاسب عليها ، وحسناته وصوابه يشاركه فيه
الولي العربي ، وكثيرا ما قام الموالي بجلائل الأعمال لفائدة الاٍسلام أيام الحرب والسلم
، اٍلا أن جهدهم يذهب أدراج الرياح ، ومنعوا من ركوب الخيل في الغزو، ولم تعط لها حقوقهم
في الغنيمة ، ويقدمونهم في المعارك في الصفوف ألأولى ، ويتأخر العرب . ومنعوا من تولي
القضاء ، واٍمامة المؤمنين للصلاة ، وفرضت عليهم الجزية ولو بعد اٍسلامهم ، وعندما
أقر الخليفة عمر بن عبد العزيز اٍعفاءهم ، قالوا اٍن موارد بيت المال شحت ، فأجابهم
بقوله ( أرسل الله محمدا هاديا ، ولم يرسله جابيا ). كما منعوا من الزواج بالعربيات
رغم تعارض ذلك مع العقيدة ....
No comments:
Post a Comment