قبل ثورتنا بأربعة وثلاثون عاما ولدت فى مصر إرادة
شعبية ملخصها أن ذلك النظام القائم لا يعبرعن الشعب المصري، وسوف يجر مصر إلى طريق
مظلم يجردها من هويتها المتأصلة في جذورها من الهويه العربيه والإسلاميه والأفريقيه،
حيث عشنا سنوات من التبعيه للبيت الأبيض، محاصرين من نظم الظلام فى السعودية وقطر،
مستسلمين للحركة الصهيونية، حيث أهدرت حقوق مصر فى مياه النيل، وفتحت أبواب أفريقيا
على مصرعيها للعدو الحقيقى ليحاصرنا، وتدرج ذلك فكانت نتيجته الطبيعيه سقوط رأس النظام
فى 11فبراير 2011.
لقد بدأ ذلك الإستسلام والتدميريوم عزل سعد الدين
الشاذلى من حرب 1973 لأنه رفض الأستسلام، يوم أرتمى السادات في أحضان الولايات المتحده
وأدعى أن 99% من أوراق المشكله "اللعبه" في يدها، مجردا أمتنا من كل قدراتها.
يوم أعلن السادات منفردا زيارة القدس المحتلة بترتيب
مسبق من أباطرة الظلام (حكام الأردن والمغرب والسعودية). ومتخليا عن الدور الرئيسى
لمصر يوم وقع إتفاقية كامب ديفيد التى فتحت مصر والمنطقه العربية وأفريقيا للمخابرات
الأمريكية والإسرائيلية تعمل فيها بإرتياح، لتأتى بثمارها واحدة تلو الأخرى، حيث بيعت
الصناعات المصريه لأفراد غير معروفي الهوية (الصهيونيه وعملائها).
فمنذ تخلينا عن العمق العربي سقطت كل القضايا الواحده
تلو الأخره، فالعراق مقسم والسودان مقسم وفقدنا أهم بعد إستراتيجي لمصر ..وقطر زعيمة
الأمة العربية والسعودية تمول وتدفع بالفكر السلفى فى مواجهة الفكر الإسلامى المستنير،
والقضية الفلسطينية تتراجع مائة خطوة للوراء والنظام المصري يعين إسرائيل فى حربها
ضد حزب الله في تدميرلبنان وحصارغزة وتجويع
الشعب الفلسطينى، وأصبح دورنا هو دعوة الدول للتعاون مع إسرائيل وإلغاء مساواة الصهيونية
بالعنصرية، وهي ولا شك كذلك.
وبتخلينا عن العمق الأفريقي أصبحنا مهددين في أهم
مصادر حياتنا، نهر النيل،
وتخليناعن دورنافى منظمة العمل الإسلامى فدمرت أفغانستان
بتمويل سعودي بين صراع السوفيت والأمريكان ووقفنا مع حكم العراق ضد إيران لتدمير قدرتها
العسكرية عقب سقوط النظام الموالى للولايات المتحدة، ولتصبح قطر زعيمة العالم الإسلامي
وبيع الغاز بأقل من سعره العالمى وسجن الشرفاء لمعارضتهم ذلك التدمير المتعمد، وإذداد
عمق المأساه وفقد الشعب كل ما بقى له وحاول ذلك النظام تقسيم مصر من الداخل بإفتعال
الفتنه الطائفيه واللعب على وترها. فإن كان البعض قد عاب على عبد الناصر إنه سجن الشعب
المصرى داخل بلد حر، فقد إستطاع السادات وتابعه مبارك سجن الشعب المصرى فى بلد سجين
رهين بأوامر تصدر من عصابات دولية تسكن البيت الأبيض والكنيست، يروج لهما ساكنى قصور
الرياض والدوحة.
لقدعدنا للماضى لإنه إذا لم نعلم تاريخنا لن نعرف
كيف نرسم معالم المستقبل، ولأنه يجب أن ندرك أن بقايا ذلك النظام الذي دمر مصريسعى
للعودة بشكل أوبأخر ولأننا يجب أن نقف وراء من رفض تدمير بلده طوال خمس وثلاثون عاما،
بقلم : محمد شريف كامل*
26 ابريل 2012
No comments:
Post a Comment