استخدم فكرك المتأسلم في جذب العامة، المتدينين بالفطرة، واستخدمه ضد خصومك السياسيين، شوههم قدر المستطاع، خض في أعراضهم، شوه تاريخهم وحتى أفراد أسرهم، اتهمهم بالإلحاد، وبتنفيذ مؤامرات خارجية ضد الشعب وضد الدين، اعلم أن الشعب يتوحد بكافة أطيافه إذا علم أن ثمة مؤامرة خارجية تحاك ضده.
اعلم أنك لن تنجح إلا إذا احتكرت الإسلام، ونصبت نفسك حاكمًا بأمر الله، وأصبحت في نظر الناس متحدثًا باسم صحيح الدين، يجب أن يشعر البسطاء أنك لا تنطق عن الهوى، فالجماعة هي الإسلام، والإسلام بات يتمثل في الجماعة، قل لهم إذا هزمت الجماعة هزم الإسلام، وإذا انتصرت انتصر، حتى ولو كان الأمر مجرد انتخابات في فصل دراسي بمدرسة ثانوية.
إياك والاعتذار، فمن يملك الحق المطلق لا يعتذر، ومن ينطق باسم السماء لا يخطئ كي يعتذر، تعلم جيدًا كيف تكابر، فالاعتذار ولو مرة واحدة سينزلك من مرتبة ما هو مقدس لما هو إنساني، وبذلك تصبح الجماعة مثلها مثل أي حزب، يجب أن تؤكد دائمًا أنها ليس كمثلها شيء.
لا تعتذر حتى ولو كنت قد ارتكبت جريمة، حتى لو خنت شعبًا انتفض، وشهداء سُفكت دمائهم، وثورة كانت ستنتصر لولا خيانتك لها في لحظة مفصلية. اعلم أنه لولا تحالفك مع العسكر وتطويع النصوص الدينية لخدمتكما، وحديثك عن «الثائر الحق»، لكانت الثورة قد انتصرت، وأسقطت النظام بالكامل، وأقامت دولتها المدنية الديمقراطية، وقتها ما كنت ستجد مناخًا تروج فيه أساطيرك الدينية، ولن تستمر القدسية التي تحاول أن تضفيها على جماعتك.
لا تدع ابتسامتك الصفراء تتلاشى من على وجهك، تفنن في اصطناعها، كلما قابلت أحدًا، خاصة إذا كان أحد المسؤولين، أو الصحفيين والإعلاميين الذين ستحتاجهم للترويج لجماعتك، حتى وإن كانوا فاسدين. لا تنسى أن تضيف لحديثك بعض الكلمات الدينية التي تعبر عن المشيئة الإلهية، أو الحمد والشكر لله، واعلم أن هذه الكلمات على الرغم من بساطتها، فإنها ترسم لك صورة عند المستمع بأنك إنسان تقي، ومن ثم سيفتح لك عقله، لتصب فيه ما تشاء من فكر جماعتنا وأهدافها، التي ينبغي عليك أن لا تفصح عنها لأحد.
إلى جانب استخدام هذه المصطلحات، استخدم أيضًا بعض الأيات القرآنية والأحاديث النبوية، في كل محادثاتكم، لا تهتم كثيرًا بالسبب الذي نزلت الآيات من أجله، ولا بتفسيرها الحقيقي، ولا الهدف الذي نزلت من أجله، فقط اعلم أن البسطاء يصدقون أي شخص يستخدم نصوصًا دينية، وهو ما نحتاجه كي نبني لجماعتنا قاعدة بينهم، فهم وعلى الرغم من أنهم عصاة إلا إنهم سيكونون سندًا كبيرًا بأصواتهم الانتخابية في أي انتخابات مقبلة.
قدرتك على تغييب العقول، سيتوقف عليها الكثير من النجاحات، أرجع عقول البسطاء إلى ما قبل 1400 عام، استخدم نفس المصطلحات، فقل إن انتخاب محمد مرسي «جهاد في سبيل الله»، وإن من يتخلف عن الجهاد بالتأكيد هو شخص منافق. قل إنه «مدعوم من الله»، وإنه هو الذي سيدخل الإسلام لمصر، وإنه القائد الذي سيفتح مصر، فيتوهم البسطاء إنهم في مجتمع لا يعبد الله، أو إنهم تحت الحكم الروماني، وفي انتظار النسخة الجديدة من عمرو بن العاص، كي ليعيد «فتح مصر» و«نشر الإسلام فيها».
أحمد بلال
صحفي بالمصري اليوم وناشط باتحاد الشباب الاشتراكي*
No comments:
Post a Comment