Friday, October 28, 2011

(التضليل الإعلامي (باولو فرير

إن تضليل عقول البشر هو أداة للقهر. فهومثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة الحاكمة من خلالها إلى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة. فباستخدام الأساطير  التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود  بل وتضفي عليها أحيانا طابعا خلابا  يضمن ا لمضللون التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في ا لمدى البعيد ا لمصالح الحقيقية للأغلبية.
وعندما يؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح  تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير إجتماعية بديلة.أن تضليل الجماهير لايمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية. فالحكام لا يلجأون إلى التضليل الإعلامي كما يوضح  إلا عندما يبدأ الشعب في الظهور (ولو بصورة فجة) كإرادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية أما قبل ذلك فلا وجود للتضليل بلمعنى الدقيق للكلمة  بل نجد بالأحرى قمعا شاملا. إذ لا ضرورة هناك لتضليل المضطهدين عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس الواقع والواقع أن القمع- أي كبت الفرد وإخضاعه كلية- لم يقتصر على أي كيان جغرافي أو سياسي منفرد. فأغلب البشر تعرضوا للقمع على مر العصور وفي كل أرجاء العالم لم من خلال وضع من الإفقار الكامل يطرح نفسه على أنه طبيعة  ويكون ذلك صحيحا في حالات قليلة على أنه لا يعدو في أغلب الحالات  أن يكون النتيجة المترتبة على التقسيم الاجتماعي غير المتكافئ.إن وسائل التضليل عديدة ومتنوعة  لكن من الواضح أن السيطرة على أجهزة المعلومات  والصور على كل المستويات تمثل وسيلة أساسية. ويتم تأمل ذلك من خلال إعمال قاعدة بسيطة من قواعد إقتصاد السوق.فإمتلاك وسائل الإعلام والسيطرة عليها  شأنه شأن أشكال الملكية الأخرى المتاحة لمن يملكون رأس لمال. والنتيجة الحتمية لذلك هي أن تصبح محطات الإذاعة وشبكات التلفزيون والصحف واﻟﻤﺠلات  وصناعة السينما ودورالنشر مملوكة جميعا ﻟﻤﺠموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الإعلامية.وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزا Šتماما للإضطلاع بدور فعال وحاسم في عملية التضليل.

No comments: