حضرت شهرزاد فى نفس الميعاد وقالت :
وبعد أن مات قرروا إجراء انتخابات.. فقاطعها شهريار:
وما هى الانتخابات؟.. قالت شهرزاد:
يُحضر العرب يا مولاى صناديق لها ثقبان، ثقب يتصل بإرادة الناخب ويضع فيه ورقة الانتخاب.. وثقب يتصل بمواسير الصرف ويخرج منه الأصوات المعارضة، حيث يتم تجميعها فى أطراف المدينة ويصنعون منها أسمدة طبيعية.. أما الأصوات الموافقة فتُضرب فى مئة أو فى ألف أو فى مليون حسب طبيعة البلد وكثافته السكانية، ثم تُؤخذ إلى المطبخ الانتخابى حيث يُضاف إليها الكاتشب أو المايونيز حسب إرادة الشعب، ثم تُقدم إلى الجماهير مع بعض المشهيات مثل: «فى هذه الظروف التاريخية اخترنا حسان ابن فوزية قائدا للأمة العربية بنسبة تسعين فى المية.. قال شهريار:
وأنا أيضا أريد أن أجرى انتخابات فى مملكتى.. قالت شهرزاد :
ومن المرشحون يا مولاى؟».. قال شهريار: شهريار أحمد شهريار، وشهريار محمد شهريار، وشهريار محمود شهريار.
وفى نفس الميعاد.. حضرت شهرزاد.. إلى ملك البلاد.. وقالت: يحكى يا مولاى أن رجال الأعمال هجموا على بلاد «نيبال».. فالتهموها دون أن يمضغوها، وحصدوها دون أن يزرعوها وأصبحوا هم الأمراء والوزراء.. وكان هؤلاء لا يرون ثمرا إلا أخذوه.. ولا يرون بنكا إلا نهبوه.. فسألها الملك شهريار:
ولماذا يفعلون ذلك يا شهرزاد؟».. فقالت:
يقولون إنهم أخذوها وعن آبائهم ورثوها، فلهم أن يقلبوها ثم يعدلوها».. فقال شهريار:
ألم يسمعوا عن الديمقراطية يا شهرزاد؟».. فقالت:
يقولون بالعربية إن الديمقراطية وكذلك الحرية والشفافية قيم وأخلاق أجنبية، أما قيمنا التى ورثناها عن آبائنا فهى الديكتاتورية واللصوصية وإنه لا يصلح البلاد عندنا إلا الفساد وأخوه الكساد.. وأن الصغير إذا صرخ يطبقون عليه قانون الطوارئ وأن الكبير إذا صرخ يطبقون عليه قانون (دلعنى).. فسألها الملك:
وما هو قانون (دلعنى) يا شهرزاد؟».. فقالت شهرزاد:
أن يمسكوا الكبير فى أمر خطير.. فيحبسوه أيام حتى تسكت الناس وتنام.. ثم يحطموا السور ويطلقوه مثل العصفور».. فأمسك الملك بسيفه وسألها بغضب:
وكيف يتركوه؟».. فقالت شهرزاد:
السح الدح أمبوه».
■ ■ ■
سأل الملك شهرزاد:
وهل تقضى موائد الرحمن فى ليالى رمضان على مشكلة الجوع فى كام أسبوع؟».. قالت شهرزاد:
كانت هناك خطة يا مولاى لتوسيع هذه الموائد لتشمل عشرين مليون جائع كمرحلة أولى ثم يتزايد العدد بعد كل مبايعة ليصبح 80 مليونا».. سألها الملك:
ألا يشبع أبدا هؤلاء الفقراء؟».. قالت شهرزاد:
يشبعون ضرب فى الأقسام ومراكز الشرطة يا مولاى».. قال الملك:
أريد أن أزور مراكز الشرطة يا شهرزاد».. فرفضت شهرزاد أن تسمعه وحاولت أن تمنعه لكنه أصر وترك سريره ليلقى مصيره ومقاديره.. وقد عاد إليها شهريار بعد عشر سنوات مكدودا مهدودا مجلودا ليقول لها:
- «معاكى بطاقة يا شهرزاد؟».
No comments:
Post a Comment