Sunday, February 5, 2012

فى ذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام


نحن المسلمين الجدد أحدث أجيال المسلمين الذين لم يحظوا بشرف رؤيتك وآمنوا بك عن بعد، نحن الذين لم نذق حلاوة الدخول في الإسلام على يديك سرا أو جهرا، ولم نصل خلفك ولم نشاركك طعاما أو غزوة أو مجلس علم وإن كنا شاركناك على البعد في العذاب الذي مازلنا نلقاه على يد الكفار
نحن المسلمين الجدد الذين يطلبون الفتوى بالتليفون ويصلون على سجاد صيني الصنع مزود ببوصلة ويستخدمون الأدعية وآية «ولسوف يعطيك ربك فترضى» كخلفية لشاشه الموبايل ويبدأ الدي جي أفراحهم بأسماء الله الحسني لهشام عباس ويذهبون إلى الحسين من أجل الشيشة التفاح وإلى السيدة زينب من أجل كفتة الرفاعي

نحن المسلمين الجدد الذين يبدأون قصصهم العاطفية بصلاة الاستخارة، ويربطون بين مشاريعهم التجارية والدين قدر استطاعتهم، فصاحب محل العصير يضع لافتة (شرابا طهورا) وصاحب مناحل العسل يصدر بضاعته بأنه فيه شفاء للناس، وهناك المبالغون الذين يربطون تجارتهم بالدين بالعافية مثل الحلاق الذي في الهرم وكان يضع لافتة (وجوه يومئذ ناعمة)، (لن أتحدث عن كشري الصحابة وحاتي المدينة المنورة)،
 بعضنا يستعين بآيات القرآن عن وعي وإيمان ومنا الجاهل، منا المستسلمون للمشيئة بقلوبهم ومنا من يتعامل مع المشيئة بجهل مثل صاحب محل البقالة الذي يرد على التليفون قائلاً: (سوبر ماركت مجدي إن شاء الله)،
بعضنا يكره التعصب لأنه ضد روح الدين وبعضنا يتمسك بالتعصب كأهم مظهر للتدين
نحن الذين شهدنا انهياراً جزئياً في نظرية تزويج من ترضون دينه مقابل نجاح نسبي لنظرية الراجل مايعيبوش إلا جيبه،
 نحن الذين أطلق بعضنا لحيته تأسيا بتامر حسني، أما من أطلقها حسب السنة فهو موضع تفكير إما من جهة مباحث أمن الدولة أو من جهة البسطاء الذين خدعوا كثيرا بمحتالين كانت اللحية هي عدة عملهم الوحيدة،
نحن الذين انحزنا عند تطبيق السنة لـ (التيمن) و(العقيقة) أكثر من تحيزنا لوصيتك بالإحسان للجار وأن نتقن عملنا.
نحن الذين فاتنا شرف تلقي العلم على يد سيدنا علي لكننا للأمانة نتلقي بعضاً منه بطريقة كوميدية على يد سيدنا حسين يعقوب وأمثاله، ولم نر بأعيننا الشيطان وهو يهرب من طريق سيدنا عمر بن الخطاب لكننا رأيناه - بعد أن هرب يستقر بيننا متيقظا 24 ساعة،
 لم يسعفنا الحظ لنقف عند مدخل المدينة المنورة لنستقبلك أنت والصديق بعد رحلة الهجرة لكننا سهرنا الليل كله في مطار القاهرة ننتظر عودة بعثة المنتخب الوطني بكأس أفريقيا.
أمرتنا أن نطلب العلم ولو من الصين، يؤسفني أن أقول لك إننا لم نطلب العلم ولكننا طلبنا بضاعة، طلبنا الفوانيس وأجهزة الموبايل والخلاطات وكل ماهو استهلاكي،

No comments: