عملة كانت متداولة في مصر من 108 سنة اسمها بارة

عملة كانت متداولة في مصر من 108 سنة أيام الدولة العثمانية قيمتها ( ربع عُشر قرش ) أو بمعنى آخر ( واحد على أربعين من القرش ) يعني لو مسكنا القرش قسمناه 40 جزء، فالعملة دي جزء واحد من الأربعين وكانوا بيسموها ( بارة (

أول حاجة هنلاحظها على العملة إنه مش مكتوب عليها آيات قرآنية، وهذا شيء كان غريب وقتها  قبل الدولة العثمانية كانت المماليك تحكم مصر، وكانت كل عملاتهم لازم يكون عليها آيات قرآنية، ثم جاء العثمانيين وظهرت فتوى تُحرم ذلك لأسباب عديدة، منها إن النقود ممكن تقع على الأرض وممكن يدخل صاحبها دورة المياه وهي معاه

مش مكتوب عليها تاريخ صدورها كأي عملة في العالم، وإنما هنلاقي على وش العملة توقيع السلطان وتحته مكتوب 29 سنة ، وعلى ظهرها مكتوب سنة 1293هـ

طيب إيه تفسير الأرقام والتواريخ دي؟

توقيع السلطان اللي شايفينه بهذا الشكل اسمه طغراء، أي سلطان عثماني لما كان يتولى الحكم كانوا يعملوا له توقيع بهذا الشكل يتضمن اسمه واسم والده ولقبه، ثم يوضع التوقيع ( أو الطغراء ) على العملة وعلى القرارات وعلى الرسائل الرسمية المرسلة للدول الأخرى..ولو ركزنا في الطغراء اللي معانا هنلاقيه توقيع السلطان عبد الحميد الثاني ( دققوا هتلاقوا مكتوب عبد الحميد بن عبد المجيد (

وتحته مكتوب 29 سنة، بمعنى أن السلطان كان في السنة الـ 29 من فترة حكمه عند صدور هذه العملة، يعني بقالُه في الحكم 29 سنة وقتها، لو شفنا الناحية التانية هنشوف مكتوب سنة تاريخ توليه الحكم، وهو كما مكتوب 1293هـ، نجمع الإتنين مع بعض ( 1293 + 29 = 1322 ) ولو حولناها للتاريخ الميلادي ( 1322هـ = 1904م(

يبقى أي عملة معدنية عثمانية تمسكها، تقوم تجمع السنين المكتوبة في الوش + التاريخ المكتوب على الظهر = تاريخ صدور العملة بالهجري

النظام ده استمر حتى سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924م، لكنه اتغير في مصر قبل كده بـ 10 سنوات، يعني سنة 1914م، ليه؟ لأنه في هذه السنة كانت بدأت الحرب العالمية الأولى ووقفت فيها تركيا بجانب ألمانيا ضد بريطانيا، ففرضت بريطانيا الوصاية على مصر لتصبح مستقلة عن الدولة العثمانية بعد أن كانت ولاية تتبعها، وبالطبع تغير نظم العملات وكل شيء

طبعاً بريطانيا وعدت مصر بالإستقلال بعد انتهاء الحرب، لكنها أخلفت وعدها، وكان ذلك من أسباب قيام ثورة 1919م، ولم يتم استقلال مصر إلا عام 1922م