لم تكن ايزيس الأنثى الوحيدة بين الآلهة المصرية
القديمة. ولكنها كانت الوحيدة التى انتشرت عبادتها خارج حدود مصر واصبحت رمزاً عبرت عنه الأديان الناشئة
بعدها بصور متعددة.
ايزيس هى الإلهة المركزية فى مصر القديمة، قدسها
المصريون كرمز للأم الحنون والزوجة الوفية والهة الطبيعة والسحر، وكانت ايزيس هى حارسة
الأموات والهه الأطفال الذين هم اصل بدء الحياة. والأهم انها كانت الإله الوحيد القادر
على البعث.
عندما احتل الإسكندر الأكبر مصر اخذت عبادة ايزيس
طابعاً يونانياً وسرعان ما انتقلت الى بلاد الإغريق والرومان فبنيت لها المعابد فى
اوروبا وافريقيا واسيا وانتشرت عبادتها بقوة فى انحاء الأمبراطورية الرومانية حتى اثناء
عصور الإضطهاد هناك.
ربط الباحثون كثيراً بين ثالوث ايزيس واوزوريس وحورس
والثالوث المقدس فى الديانة المسيحية. ففكرة امومة ايزيس وتقديسها تشبه كثيراً تبجيل
المسيحيين للعذراء مريم، ونلاحظ ان عدة كنائس مسيحية قديمة تم بنائها عمداً على اطلال
معابد ايزيس، كما ان الإيقونة المعروفة للعذراء مريم وهى تحمل الطفل يسوع لا تختلف
كثيراً عن ايزيس وهى تحمل ابنها حورس.
كان تأثير ايزيس على اوروبا قوياً الى الحد الذى
جعل بعض المؤرخين مثل كوروزيه فى كتابة
"Les Antiquitez" عام
1550 يذهب الى ان اصل اسم العاصمة الفرنسية باريس هو "بار ايزيس" اى بالقرب
من معبد ايزيس، والمعبد الذى قصده كوروزيه هنا هو معبد ايزيس الذى بنييت على اطلاله
كنيسة سان جرمان دو برى الشهيرة فى العاصمة الفرنسية.
وفى الثقافة الإسلامية المعاصرة لاحظ بعض علماء
الإجتماع ان كثيراً من العادات التى تقوم بها النساء، خاصة العجائز الاتى يتطوعن لخدمة
مقام السيدة زينب للتبرك به تشبه ما كانت تقوم به النساء قديماً لخدمة معابد ايزيس.
No comments:
Post a Comment