Sunday, May 18, 2014

عفوا أيها الأئمة والفقهاء ...خطأ في المواريث.


لقد حكمتم قرونا طويلة على الأمة بإدراك متواضع ليس لكم يد فيه ونحن نعذركم، لكن يستحيل أن يستمر حكمكم الذي يجافي الشريعة وتسمونه [شريعة الله] بينما شريعة الله منه براء.فبفقهكم ظللنا قرونا نتصور بأن الأنثى لا تحجب الأعمام أو العمات في الميراث؛ وظل بعض الناس يتحايل وهو غير مرتاح الضمير ليبيع أملاكه لبناته أو يفعل الأفاعيل كي لا تخرج تركته لأشقائه، بينما شريعة الله على غير ما قمتم بتخريجه للناس، وهيا نتدبر القرءان لتعلموا مدى ما أوقعتم به الأمة من عنت جراء أحكامكم التي جافت الصواب القرءاني.

يقول تعالى: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ..... }النساء11؛ فهذه الآية تحمل دليل انحرافكم عن القرءان، وذلك من عدّة ضوابط أذكرها فيما يلي:

       فكلمة [أولادكم] شملت بعدها كلمة [للذكر] وكلمة [الأنثيين] مما يعني بأن كلمة الأولاد أو الولد إنما تشمل الذكور والإناث ولا تعني الذكور فقط.

       أن جميع آيات الميراث بالقرءان لم تتكلم عن الولد والبنت، ولا الإبن والإبنة....وأعيد مرة أخرى [في شأن الميراث] ، إنما تكلمت عنهما بلفظ [الذكر والأنثى]. وإن المرة الوحيدة التي ورد فيها لفظ [َأَبناؤُكُمْ] لم يكن بشأن تقسيم الميراث، فضلا عن أن الكلمة تعني الذكور والإناث.

       مما يعني أن كلمة ولد تعني الذكر والأنثى ولا تعني الذكور فقط.

       وبالبناء على ما تقدم فإن قوله تعالى: .... وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ..........فإن تعبير [إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ] لا يعني الذكورة إنما يعني أي مولود ذكرا كان أو أنثى.

       وبالبناء على ما تقدم أيضا فإن قوله تعالى:... إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ.....لا تعني أنه ليس له ولد ذكر، لكن تعني ألا يكون له أولاد من أي نوع ذكورا كانوا أو إناثا.

وعلى ذلك فإن من ينجب إناثا فقط فلا يتم توريث العمات ولا الأعمام مع البنت فهذا خطأ شرعي نتيجه عدم فهم مرامي كلمات القرءان واستخدام القرءان للكلمات في التمييز بين المعاني المختلفة.

ونكرر للمرة الثالثة أنه في شأن تقسيم الميراث فإن القرءان يستخدم كلمات [الذكر والأنثى] للتمييز بين الولد والبنت، بينما يستخدم كلمة [أولادكم وكلمة ولد] حين تكون هناك ذرية من أي نوع ذكرا أو أنثى.
مستشار/أحمد عبده ماهر

محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

No comments: