علشان نخلص من قصة ان الجنيه أيام
فاروق والاحتلال البريطاني كان بجنيه ذهب اللي الناس فاكراها دليل على الرخاء . بص
يا سيدي . في الفترة دي كانت كل عملات العالم تعادل قيمة معينة من الذهب . وكانت
قيمة العملات تحدد مقابل بعضها على حسب قيمة الذهب في العملة . ده كان اسمه Gold Bullion Standard وده كان نظام الصرف
العالمي . كانت الدولة بتحتفظ باحتياطي ذهب وتصدر مقابله العملة . فالجنيه كان
مجرد سند مقابل قيمة من الذهب ولو نظرت الى اي عملة قديمة في العالم ستجد عليها
مكتوب ان البنك المركزي للدولة يلتزم بدفع قيمتها من الذهب عند الطلب . يعني ايه
الكلام ده ؟ يعني مصر ممكن تصدر الجنيه مقابل 8 جرام ذهب مثلا . بينما أمريكا تصدر
الدولار مقابل 2 جرام ذهب . ساعتها يبقى الجنيه الواحد يعادل 4 دولار . ده مش
معناه ان مصر تبقى أغنى من أمريكا لأن أمريكا ممكن تكون أصدرت مليار دولار كل واحد
منهم يعادل 2 جرام ذهب بينما مصر كلها تكون أصدرت مليون جنيه ذهب مثلا كل واحد
فيهم يعادل 8 جرام ذهب . وبالتالي الموضوع لا علاقة له بغنى أو فقر الدولة -
بالمناسبة النظام ده انتهى بعد سنة 1971 - وسميت صدمة نيكسون وادخل عليه تعديلات
في مؤتمر بريتون وودز سنة 1944 بس دي قصة اخرى نتكلم فيها بعدين . يعني كون الجنيه
يعادل جنيه ذهب مش دليل على ازدهار . طيب هل الجنيه كان بجنيه ذهب والمرتبات كانت
كبيرة ؟ لأ طبعا . الجنيه الواحد كان مبلغ كبير جدا . التعامل كان بالمليم اللي هو
واحد على ألف من الجنيه والقرش اللي هو واحد على مائة من الجنيه . لكن الجنيه
الواحد كان ممكن يبقى مرتب شهر أو شهرين . يعني يطلع عينك شغل علشان تاخد جنيه في
شهر أو شهرين . شركة عمر أفندي كلها قيمت في الأربعينات بمبلغ 600 الف جنيه . يعني
شركة بأراضيها بمبانيها بعمالها كانت ب 600 الف جنيه . موازنة الدولة كلها كانت 11
مليون جنيه . الغني جدا كان بيبقى اسمه مليونير ( يعادل ملياردير دلوقت ) .
وبالتالي الجنيه ده كان شئ كبير . أسر فقيرة كثيرة مكانش ممكن يبقى معاها جنيه
واحد . خلاصة الكلام ماتنخدعش باللي يحاول يوحي لك ان البلد كانت غنية لان عملتها
كانت قيمتها بالذهب لأن ده كان وضع كل العالم . ومصر كانت مستعمرة فقيرة ثروتها مع
طبقة اقطاعية تركية وشوية يهود وانجليز وملك تركي أبوه جاء مصر ابن دخاخني فقير
وعمل نفسه ملك وبنى لنفسه قصور وثروات ومجوهرات من ثروات المصريين بينما كانت
الناس 84 % منها تحت خط الفقر !!
منقول .
No comments:
Post a Comment